انتشرت صبيحة اليوم الثلاثاء صورا لأسئلة الامتحان الوطني الخاص بالثانية باكالوريا على العديد من الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ورافقت الأسئلة المسربة الأجوبة أيضا، والتي تم نشرها على نطاق واسع بعدد من الصفحات الفيسبوكية المختصة في تسريب الامتحانات.
هذا ونشرت إحدى الصفحات أسئلة امتحان اللغة العربية، مما جعل عدد كبير من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي يتكلفون بوضع الاجابات في التعليقات.
وعلاقة بالموضوع ربطت المصدر ميديا اتصالا برئيس جمعية منتدى الطفولة عبد العالي الرامي والذي أكد أن ظاهرة تسريب الامتحانات ليست بالجديدة لكنه وجب الحد منها من خلال الاعتماد على العديد من الأمور، وتظافر جهود وزارة التربية الوطنية وكافة الجهات التي لها علاقة بالموضوع.
وأكد عبد العالي الرامي أنه يجب تنظيم حملات تحسيسية ولقاءات تربوية من أجل تكوين التلميذ وجعله يستوعب فكرة الاعتماد على النفس خلال الامتحانات والابتعاد عن الغش بكافة أنواعه خاصة وأنه شيء مذموم في الشريعة الاسلامية.
وأضاف الرامي أنه وجب وضع امتحانات لا تعتمد على الحفظ وذلك من أجل اختبار القدرات الفهمية للتلميذ ومن أجل تفادي جميع أشكال الغش.
وكشف رئيس جمعية منتدى الطفولة أن القوانين المتعلقة بالحد من الغش غير موفقة في القضاء عليه، لذلك وجب التوضيح للتلميذ على أنه عندما يتفادى الغش ويعتمد على نفسه يعطي قيمة أكثر لتلك الشهادة التي يحصل عليها بمجهوده.
أما الخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي، الدكتور جواد مبروكي فقد كشف عن 5 نقاط تجعل التلميذ يغش خلال الامتحان، ومن بينها الغش الذي يراه في المدرسة والذي يتمثل في أن هذا الأخير يرى المدرسين يضخمون النقط وخاصة لفائدة التلاميذ الذين يتلقون لديهم دروسا إضافية خارج أوقات المدرسة، الشيء الذي يجعل التلميذ يفقد الثقة في المدرس ويترسخ في ذهنه أن الغش أمر عادي.
ومن بين الأسباب التي تجعل التلميذ يستخدم كافة تقنيات الغش، وهو إدراكه أن الهدف الأساسي لوالديه هو النجاح بعيدا عن الممارسات التي يستخدمها التلميذ لتحقيق ذلك، بالاضافة إلى أنه منذ صغره يرى أن والديه يغشون بعضهم البعض، ويرى ذلك في الكذب الشائع داخل الأسرة، بالاضافة إلى توبيخه إذا نطق بالحقيقة في بعض الحالات.
وكشف جواد مبروكي أنه من أسباب ترسخ فكرة الغش نجد أن الطفل يسمع من البالغين حكايات كثيرة عن الفساد في جميع المستويات المجتمعية، مما يجعله يعتاد على الغش والذي يعد مقبولا اجتماعيا باعتباره ممارسة طبيعية داخل المجتمع.
وأفاد مبروكي بأن الطفل منذ صغره يراقب أثناء قيادة والده أو سائق النقل المدرسي أو سائق سيارة الأجرة أو الحافلة كيف يغيب عندهم الاحترام في السياقة وكيف ويحاول الجميع خداع السائقين الآخرين، مما يجعل فكرة الغش تترسخ في دماغه على أنها ممارسة مدنية طبيعية.
وخلص جواد مبروكي إلى أن غياب القيم الدينية والوعي الجماعي سبب من أسباب ترسخ فكرة الغش لدى التلميذ، حيث انه لا تولي تربية الأطفال ولا حتى المدارس أهمية للقيم المدنية من خلال الأفعال وليس من خلال الأقوال الجميلة. مما يجعل الطفل يتشبع بملاحظته لسلوك والديه ومعلميه الذي يخلو من القيم المدنية.