هل تعاني من قلة اهتمام طفلك بالمدرسة؟ تريد أن تعطيه الدافع وتلهمه؟ إليك ما يجب أن تعرفه ..
يشتكي كثير من الأهل بأنهم لا يستطيعون دفع أطفالهم لفعل أي شيء..الأعمال المدرسية وغيرها ليست على قائمتهم. يجلس الطفل أحيانا لأداء فروضه فيحمل القلم ثم يسرح في خياله لدقائق وسرعان ما يشتت انتباهه شيء آخر في الغرفة.. تمضي الساعة الأولى والثانية دون إنجاز يُذكر. و أحيانا أخرى يجيب بأي اجابات دون بذل أي جهد بالتفكير فقط ليتخلص مما عليه من فروض.
هل هناك ما يمكنك فعله لتغيّر حقا في طريقة طفلك؟
يأتي التحفيز في نوعين ، تحفيز داخلي وتحفيز خارجي. التحفيز الخارجي يعتمد على دوافع وحوافز خارجية تدفع أطفالنا للعمل كالمكافآت والحرمان.. يبدأ عادة هذا النوع من التحفيز ب ” اذا فعلت كذا ستحصل على كذا وإن لم تنجز كذا سأحرمك من كذا..”
في المقابل فإن التحفيز الداخلي يعتمد على تشجيع المواهب والقدرات الداخلية للطفل وإظهار التقدير له حتى يفخر بإنجازه وبنفسه.
قد يبدو التحفيز الخارجي الطريق الأسرع والأفضل فعادة ما تكون النتائج لحظية.. المشكلة أن هذا النوع من التحفيز أنه لا ينمي الدافع الداخلي لدى الأطفال على المدى الطويل والرغبة في الانجاز والنجاح.. فالدافع يزول بزوال المكافآت. كيف تشجع طفلك وتولد عنده الدافع والرغبة للعمل داخليا؟ جرب هذه الطرق:
1- يوم العمل الحر: قد يظهر طفلك اهتماما وموهبة في مجالات و مواضيع مختلفة عن تلك المطروحة في واجباته المدرسية..استغل هذا الأمر وحدد يوما كاملا لطفلك ليعمل فيه على حل مشكلة ما أو العمل على مشروع معين من تفكيره على أن يأتي بنتيجة في النهاية. اتفق معه مسبقا وحضر معه الأدوات وما يحتاج لإتمام العمل. في اليوم التالي ناقشه في عمله ونتيجته أو حتى اطلب منه مشاركته مع صفه في المدرسة.
2- التقارير المدرسية ليست من المدرسة فقط: دع طفلك يعمل على إعداد تقرير لنفسه لتجد ما يعنيه النجاح من وجهة نظره. في بداية الفصل الدراسي اطلب من طفلك تحديد أهداف أسبوعية و شهرية حتى نهاية ذلك الفصل. تابع معه تحقيق تلك الأهداف واجعله يرى أن قصّر وكيف سيتابع ليصل أهدافه. يمكن تحديد مكافآة غير مادية في نهاية كل هدف كأن تصطحبه معك لمكان مميز أو القيام بتجربة جديدة سويا.
3- لا تربط الواجبات بالحوافز المادية: كأن تعطيه مصروفا فقط إذا أنهى فروضه أو تعرض عليه مكافأة مالية ليقوم بأعماله. فأنت ترسل له رسالة خاطئة وهي في غياب المال أنت لا تتوقع منه إنجاز أي مما عليه أنجازه.
4- امدحه بالطريقة الصحيحة، فقد يكون هذا هو الفرق: امدح جهده والطريقة التي قام فيها بإنجاز الفرص كالتخطيط له مثلا وليس ذكاء طفلك مثلا من الخطأ أن تقول”اه كيف انت ذكي جدا لقد حللت كل مسائل الرياضيات” بل قل ” لقد لاحظت أنك حاولت وحدك حل المسائل حتى انتهيت منها جميعها”.
اجعل مديحك محددا قدر المستطاع بوصف شيء واحد لمدحه وتحرى الخصوصية عند المدح حتى لا تفرض على طفلك توقعات أمام الغير فيخشى من الفشل ويوقف المحاولة. تذكر أن المدح هو تغذية راجعة منك لطفلك وليس احتفالا بما قام به.
5- تحدث مع طفلك باستمرار لتساعده على رؤية الصورة الكبيرة: قد لا يدرك طفلك أو أنت أهمية ما يقوم به من أعمال فقد تبدو فروضا مدرسية ليس لها أي قيمة سوا الدرجات وهذا بحد ذاته يُفقد الطفل الدافع والاهتمام ، لذا وسع أفقه بالتحدث معه دائما عن ارتباط ما يتعلمه ويقوم به بالحياة الواقعية من حوله. قد يساعد في هذا إيجاد إجابات لهذه الأسئلة طوال الوقت “لماذا أتعلم هذا؟” و ” كيف يرتبط ذلك بالعالم الذي أعيش فيه الآن؟”.
لانا أبوحميدان – مدونة عصافير