العالية ماء العينين تتحدث عن شخصية المرأة الحسانية خلال مشاركتها في الصالون الثقافي المغربي الألماني
افتتحت الدكتورة العالية ماء العينين بمدينة مانيتز بألمانيا، الدورة الأولى من الصالون الثقافي المغربي الألماني، الذي أشرفت على تنظيمه الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والاندماج، وذلك تحت شعار: “احتفاء بالتنوع الثقافي المغربي، الثقافة الحسانية نموذجا”.
ويعتبر الصالون الثقافي المغربي الألماني الذي عرف حضور أزيد من عشرين مشاركا، الأول من نوعه في ألمانيا سواء من حيث التنظيم أو من حيث الطقوس والمواضيع التي تم تناولها.
واعتبرت رئيسة الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والاندماج، الصالون الثقافي المغربي الألماني نقلة مهمة وحركة ثقافية جديدة ومنفتحة، نقية وهادفة، من شأنها مد جسور التواصل بين المثقفين والمبدعين المغاربة من جهة وبين المجتمع الألماني و غيره من خلال صالونات قادمة تحتفي بالثقافة المغربية إلى جانب ثقافات أخرى، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجالية المغربية تعيش أزمة هوية، “لهذا من الملح جدا خلق حركة جديدة من شأنها العمل على مثل هاته القضايا بنوع من الجدية”.
وقدمت الدكتورة العالية ماء العينين خلال مشاركتها في هذه التظاهرة الثقافية موضوع الأدب الحساني و شعر التبراع من خلال كتابها: “التبراع الشعر النسائي الحساني المفهوم ـ السياق ـ الثقافة”، كما تناولت شخصية المرأة الحسانية وقوتها وحضورها القوي في المجتمع الصحراوي وذلك من خلال النقاش المفتوح عن هاته الثقافة الغنية والمتفردة، التي كانت مادة مهمة للبحث عن المشترك بينها وبين الثقافات المتنوعة التي تعرفها الشخصية المغربية، الشيء الذي أعطى للصالون نكهة خاصة ومتفردة.
وقالت العالية ماء العينين أن الصالون الثقافي المغربي الألماني فتح أفقا جديدا للعمل الثقافي و الاجتماعي، كما خلق تجربة نوعية حققتها قيمة الحضور المتنوع الذي جمع مسرحيين كحسن أجواو و يوسف النباش، ومتخصصين في علم الاجتماع كهشام العرجا و خالد عبوبي، وفنانين تشكيليين كالفنانة التشكيلية حكيمة اوعميرة التي شاركت بلوحات فنية في حديقة الصالون، وموسيقين كالفنان سعيد هيكل و نبيل جارحنين من خلال تقديم أغاني مغربية ووطنية استمتع بها الحضور، وسياسيين كالبرلماني المغربي سمير الورداني، ومهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي كنافع العافي من خلال تسييره للصالون وتقديم مقاربة أيضا بين الثقافتين الحسانية والأمازيغية.
وناقش المسرحي حسن أجواو، رئيس جمعية النسيم للمسرح، مشكل الهوية لدى أبناء الجالية المغربية المقيمة في ألمانيا بالخصوص، من خلال عرض مسرحي هزلي درامي يتناول علاقة الأب بالوطن الأم وبأبنائه، حيث قدم صورة مهمة عن وضعية الجالية المغربية في ألمانيا وعلاقة الجيل الأول بالجيلين الثاني والثالث.
من جانبه، قدم نافع العافي، مسؤول التواصل بالجمعية المغربية الألمانية، بعض المحطات التي مرت منها الهجرة المغربية منذ الجيل الأول، وذلك بتقديم مستملحات وزجل تم تداوله تلك الفترة، موضحا خلاله المعاناة الحقيقية التي عاشها الجيل الأول من خلال علاقته بنفسه، ومحطيه الجديد أو حتى من خلال علاقته بأبناء بلده الذين لا يتحدثون لهجته.
وأشارت الكاتبة والإعلامية، ناديا يقين، إلى ضرورة خلق نواة قوية تشتغل على موضوع الهوية والشخصية المغربية بكل تنوعها الثقافي في المهجر، كما أكد هشام العرجا، المتخصص في قضايا المهاجرين والتكوين المهني، على ضرورة التشبيك بين كل هاته الطاقات المغربية في ألمانيا من أجل تقديم صورة أخرى عن الجالية المغربية، وأيضا من خلال الاشتغال على ورشات تكوينية لأبناء الجالية المغربية في كل ما يتعلق بالدراسة، التكوين المهني أو أيضا من خلال العمل على قضايا القاصرين خصوصا مع تواجد أحد الكفاءات المغربية المتخصصة في مجال القاصرين بين الحاضرين.
وأضافت ناديا يقين أن الصالون سيكون بشكل دوري تأسيسا لحركة راقية تهتم بالثقافة، الفنون والإعلام، خصوصا بعد الصدى الطيب الذي رافق الصالون أو بعده، واستعداد بيت الثقافة بمدينة ماينتز على احتضانه بعد الدورة الأولى.