المصدر ميديا : العيون
في ظل التطور الذي تشهده مدن عدة عبر العالم فإن مدينة العيون لا تزال راجعة 20 سنة للوراء اذ تشتري الساكنة المياه من الشاحنات الصهريجية التي تظل طوال اليوم تتجول بين شوارع المدينة تعرض مياهها القادمة من مدينة طانطان 300 كلم عن العيون .
مياه تعاني من غياب المرقابة و تهدد سلامة الساكنة لضعف الحالة الميكانيكية لاسطول الشاحنات الصهاريج الصدئة و التي يشتغل بعضها منذ زمن الاستعمار الاسباني وتزعج المواطنين بأبواقها كما ان قنوات الامداد من انابيب اصبحت مهترية ينخرها هي الاخرى الصداء و احيانا يحدث تسرب لمياه الصرف الصحي لقنوات مياه الشرب ، كما حدث الشهر الماضي بحي العودة وتكتم المسؤولين عن الخبر رغم انه امر جد خطير .
ولا يخفى على احد ، ان سكان مدينة العيون يعيشون على وقع أزمة ماء منذ سنوات ، بسبب الانقطاع المتكرر لهذه المياه القادمة من محطات تحلية مياه البحر الى منازلهم دون سابق إعلان من طرف إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمدينة، وهذا ما عاينته “المصدر ميديا ” يوم أمس اذ ازدحم عدد من المواطنين امام احدى محطات تزويد الشاحنات بالمياه رغبة في الظفر بإحدى هذه الشاحنات عبر اقناع سائقها بالتوجه معهم للمنزل وملئ الصهريج الخاص بالمنزل اذ ان ساكنة العيون يلجؤن إلى وضع صهاريج بلاستيكية فوق المنازل لتخزين المياه التي يزودهم بها من طرف المكتب لمدة بين الخمسة والسبعة ساعات فقط وفي حالة تأخر تزويدهم بها يلجؤن الى الشاحنات الصهريجية .
اذ علمت ” المصدر ميديا ” من مصادر خاصة ان انتاج مدينة العيون ليوم الخميس الماضي هو 18.126 متر مكعب الشئ الذي يعتبر غير كافي لتزويد مختلف أحياء المدينة بالماء الصالح للشرب خاصة ان المدينة اصبحت في وقت قصير ضعف حجمها السابق جراء بناء عدة احياء في الجهة الشرقية منها .
الانقطاع المتكرر للمياه اخرج الساكنة في مرات عدة لاحتجاج في مختلف الاحياء حتى ان ساكنة حي مولاي رشيد المعروف بحي ليراك أغلقت شهر يونيو الماضي الطريق داخل الحي في وجه السيارات بالحجارة احتجاجا منها على الانقطاع المتكرر للماء.
فبرغم من حديث المسؤولين عن البنية العمرانية ما زال المواطنون يقتنون مياهَ الآبار القادمة من طانطان عبر الشاحنات الصهاريجية والتي يبلغ ثمن البرميل منها 70 درهم ، ويخصّصون مياه البحر المصفّاة لباقي الاستعمالات المنزلية مثل الاغتسال و التصبين .
وفي تصريح لاحد المواطنين من مدينة العيون “للمصدر ميديا ” يقول : “لا يمكن أن أغامر بشرب مياه البحر “العيافة ” حتى بعد تحليتها، لأنني متخوف من أن تكون لها أضرار على صحتي كما ان الساكنة لاحظت زيادة ملوحتها يوما بعد يوم ”.
هذا ولازالت تعيش مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء على وقع أزمة حقيقية، بسبب انقطاع الماء عن أغلب أحياء المدينة، وهو الأمر الذي ينذر بدخول المواطنين في خطوات تصعيدية ووقفات إحتجاجية أمام الإدارة الجهوية لمكتب الماء بالعيون اذا لم تتم وضع حلول جدرية لهذا المشكل فالماء سر الحياة .