أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم أمس الإثنين، أن بلاده ستقدم تمويلا بقيمة إجمالية قدرها 60 مليار دولار، وستنفذ مع دولها ثماني مبادرات كبرى خلال السنوات الثلاث المقبلة وما بعدها.
وقال الرئيس شي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لقمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، التي يشارك فيها المغرب، إن التمويل يشمل منحا، وقروضا بلا فائدة وقروضا ميسرة بقيمة 15 مليار دولار ، وخطوط ائتمان بقيمة 20 مليار دولار ، وإحداث صندوق خاص لتمويل التنمية بقيمة 10 مليارات دولار، وصندوق خاص لتمويل الاستيراد من إفريقيا بقيمة 5 مليارات دولار، وتشجيع الشركات الصينية على تنفيذ استثمارات في إفريقيا بقيمة لا تقل عن 10 مليارات دولار، خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف أن الثماني مبادرات الكبرى ستغطي مجالات مثل التعزيز الصناعي وربط البنية التحتية وتيسير التجارة والتنمية الخضراء.
فبخصوص التعزيز الصناعي، قال الرئيس شي إن معرض الاقتصاد والتجارة الصيني -الإفريقي سينشأ في الصين، وأنه تم تشجيع الشركات الصينية على زيادة استثماراتها في إفريقيا ، وستنفذ الصين 50 برنامجا للمساعدة الزراعية، وستقدم مساعدات غذائية إنسانية طارئة بقيمة مليار يوان (147 مليون دولار) للدول الإفريقية المتضررة من الكوارث الطبيعية، وسترسل 500 خبير زراعي كبير لإفريقيا.
وعن ربط البنية التحتية، أبرز شي أن الصين ستعمل مع الاتحاد الإفريقي لوضع خطة تعاون في مجال البنية التحتية بين الصين وإفريقيا، وستدعم الشركات الصينية للمشاركة في تطوير البنية التحتية بإفريقيا عبر طريق الاستثمار والبناء والتشغيل أو عبر أنماط أخرى.
وحول تيسير التجارة، أكد شي أن بلاده ستزيد الواردات وبخاصة في المنتجات غير القائمة على الموارد، من إفريقيا وستدعم الدول الإفريقية للمشاركة في معرض الاستيراد الدولي بالصين، بالإضافة إلى إعفاء الدول الإفريقية الأقل تطورا من رسوم المشاركة في المعرض.
وفي ما يتعلق بالتنمية الخضراء، أشار إلى أن الصين ستنفذ 50 مشروعا للمساعدات تتعلق بالتنمية الخضراء وحماية البيئة والإيكولوجيا مع التركيز على تغير المناخ والمحيطات والوقاية من التصحر والسيطرة عليه وحماية الحياة البرية.
وبخصوص بناء القدرات، قال شي إن الصين ستنظم 10 حلقات عمل في إفريقيا لتقديم التدريب المهني للشباب الأفارقة، وستدرب ألف إفريقي من المتميزين، وستمنح القارة 50 ألف منحة دراسية حكومية، وتشرف على فرص مشاركة 50 ألف إفريقي في حلقات دراسية وتدريبية، وستدعو ألفي شاب إفريقي لزيارة الصين في إطار التبادلات.
وأضاف أنه في ما يتعلق بالرعاية الصحية فإن الصين ستطور 50 برنامجا للمساعدة الطبية والصحية لإفريقيا مع التركيز على مشروعات رئيسية مثل المقر الرئيسي للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ومستشفيات الصداقة الصينية الإفريقية.
وعن التبادلات الشعبية، ذكر شي أن بلاده ستقيم معهدا للدراسات الإفريقية، وستعزز التبادلات مع إفريقيا حول الحضارة، مشيرا إلى أن بلاده ترحب بمشاركة إفريقيا في رابطة طريق الحرير الدولية للمسارح، وتحالف طريق الحرير الدولي للمتاحف، وشبكة طريق الحرير للمهرجانات الفنية.
وفي ما يتعلق بالسلام والأمن، أكد أن الصين ستنشئ صندوقا للسلام والأمن مع إفريقيا، وستواصل تقديم مساعدات عسكرية مجانية للاتحاد الأفريقي، وسيتم تنفيذ إجمالي 50 برنامجا للمساعدة الأمنية في مجالات منها مهام حفظ السلام الأممية ومكافحة القرصنة والإرهاب.
وتتركز النقاشات والمشاورات خلال قمة التعاون الصيني الإفريقي، التي تتواصل على مدى يومين تحت شعار “الصين وإفريقيا .. نحو مجتمع أقوى بمصير مشترك عبر الشراكة المربحة للجميع” على عدة محاور أساسية، أهمها تجديد الدعوة لبناء مجتمع بمصير مشترك للصين والدول الإفريقية في إطار الشراكة المربحة والمصالح المشتركة، عبر إيجاد استراتيجية أقوى للتعاون ما بين الجانبين في ظل التحولات الدولية.
ومن المنتظر أن تتم المصادقة على إعلان بكين ومخطط عمل، إلى جانب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية، التي سترسم خطة التعاون بين الصين وأفريقيا، خلال السنوات الثلاث القادمة وما بعدها.
التعليقات مغلقة.