الأحزاب السياسية والكراسي الثابتة

أكد خطاب الملك محمد السادس على ضرورة استقطاب الأحزاب لنخب شابة من أجل ضخ دماء جديدة في المجال الحزبي في المغرب، حيث قال “على الاحزاب استقطاب نخب جديدة وتجديد اليات اشتغالها”.

ومما لاشك فيه أن الأحزاب في حاجة كبيرة لتغيير عقلية التشبت بالكراسي، أحزاب مليئة بمناضلين شباب يؤتى بهم في المؤتمرات لتأثيث المشهد الحزبي فقط وحتى يقال إن هذا الحزب أو ذاك يضم في صفوفه شبابا يتطلعون لمستقبل أفضل بأفكار جديدة ومتطورة، وبمجرد ما تنتهي المؤتمرات تعود “ريمة  لعادتها القديمة”.

تعاني أحزابنا السياسية من ازمتين أساسيتين غياب الشباب، وغياب العنصر النسائي، وهما أمران أساسيان يساهمان في انجاح أي مشروع سياسيا كان او غير ذلك، للشباب دور كبير في اعطاء الحياة لأي مجال وجعله مواكبا لما يحصل حولنا من تغييرات متسارعة، ورغم ذلك يتم تغييبهم بشكل كبير، ونفس الأمر ينطبق على المرأة التي تحضر في كل الأحزاب كما وليس كيفا، ويتم استغلال وجودها على أساس أننا نشرك نصف المجتمع في اتخاذ القرارات المصيرية، ولكن بدون اعطائها المكانة التي تستحق فعلا، لا وجود لمسؤولية حقيقية للنساء داخل أحزابهن، رغم أن فيهن المناضلات الحقيقيات اللواتي صنعن مجد الأحزاب التي ينتمين لها.

لايمكن لدولة، ولا لمؤسسات أن تنهض بشكل قوي ومتماسك بدون مشاركة النساء والشباب، ورغم ما يقال عن اشراكهما والاهتمام بهما الا أن هذا الاهتمام لم يترجم على ارض الواقع بشكل واضح وملموس، ويبقى شعارات أكثر منه رغبة حقيقية في اشراك قوي وواقعي.

نملك طاقات شابة في جميع المجالات، ولكنها طاقات تبحث عن من يضعها في مكانها المناسب، ويدفعها للمشاركة الحقيقية في بناء مغربي قوي ومتماسك، ان مايحصل من هجرة للأدمغة هو أمر مقلق فعلا ويدعونا لفتح نقاش قوي ومثمر من أجل ايجاد حلول لهذه المعضلة، وتبقى مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية هي المسؤولة الأولى والأخيرة على ضياع أجيال بكاملها

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد