يعتبر الثامن من مارس عيدا عالميا للمرأة، وهو محطة أساسية للوقوف على ماتحقق من مطالب عالقة تطالب بها النساء عبر العالم، في المغرب، تعيش المرأة بمكتسبات كثيرة حققتها بنضالها المستميث ضد كل أشكال التمييز، ولكن تبقى هذه المطالب غير مكتملة في ظل وجود العديد من المشاكل التي لاتزال المرأة تعاني منها في مجتمع لم ينضج كله بعد للتعامل مع هذه المرأة كإنسانة يجب إعطاءها حقوقها كاملة.
يجب أن يشكل هذا التاريخ مناسبة للحديث عن مالم يتحقق لفئة معينة من النساء لاتزال تقاوم بعيدا عن أروقة الوزارات، والقوانين التي لاتسمع عنها ولاتعرفها، المرأة في المناطق النائية عندها أولويات لم تتحقق لها بعد قبل الوصول الى ماتطالب به المرأة في المدن، لايجب ان تكون أحكامنا على المستوى الذي وصلت اليه المرأة مبنيا على ماهو رسمي. والحديث مثلا عن المناصفة، والمساواة بحمولتهما القوية واهميتهما طبعا هو أمر بعيد كل البعد عن أحلام فتاة داخل منطقة لاتزال تسعى جاهدة لاقناع من حولها بأحقيتها في التعليم، في العيش بكرامة، في عدم الزواج بسن مبكرة.
يعتبر موضوع ضعف نسبة تمدرس الفتاة القروية من المواضيع المؤلمة والصعبة التي لازالت لم تجد طريقها للحل بالشكل الذي يجعلنا نبني جسرا متينا يعبر من خلاله ساكنة هذه المناطق نحو العلم والمعرفة لتكوين جيل كبير وقوي يحتاجه الوطن، فرغم كون الميثاق الوطني للتربية و التكوين ركز على مبدأ تعميم التعليم والزاميته في صفوف من سنهم بين 6 و15 سنة ، إلا أن نسب التمدرس المسجلة بالبوادي و خصوصا في صفوف الإناث لازالت لم ترق إلى ما نصبوا اليه.
الثامن من مارس لايجب أن يمر مرور الكرام حاملا معه وردة لكل نساء المغرب وينتهي الاحتفال به وسط الأبواب المغلقة، لايجب أن يمر دون وقفة حقيقية أمام المرآة نسائل فيها أنفسنا كل من موقعه ماذا فعلنا للمكافحات من أجل خشب للتدفئة ولقمة عيش لأطفال جياع خصوصا ونحن نعيش فترة فصل بارد، لايجب أن يمر دون فتح نقاش موسع حول كل القضايا العالقة والتي تظل عالقة الى أن يأتي ثامن مارس آخر.