حقق مشروع مدارس الريادة، نجاحا كبيرا بالمؤسسات الابتدائية العمومية بإقليم برشيد، من خلال تسجيل نتائج جد إيجابية في ما يخص الرفع من جودة التعلمات الأساسية لدى التلاميذ وتنمية كفاياتهم.
والنموذج من المدرسة الجماعاتية وادي المخازن، بمنطقة أولاد زيان، التي تشكل مثالا على نجاح وتميز هذا النموذج التعليمي العصري الذي يتبنى مقاربات تربوية حديثة وفعالة.
وتعتبر هذه المدرسة الابتدائية العمومية، الواقعة على بعد حوالي 20 كلم من مدينة برشيد، والتي تم إعادة تأهيلها السنة الماضية، مؤسسة رائدة على مستوى الإقليم، تضم 12 قسما يدرس بها حوالي 320 تلميذة وتلميذا.
وفي هذا السياق، أوضح المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم برشيد، حسن البلالي، أن هذه المدرسة تعد واحدة من المدارس المنخرطة في برنامج مؤسسات الريادة، الذي يروم بالأساس تمكين التلميذات والتلاميذ من التعلمات الأساسية، والاستفادة من الأنشطة الموازية وأنشطة التفتح، بالإضافة إلى محاربة الهدر المدرسي.
وسلط المسؤول الإقليمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على المحور المتعلق بالأساتذة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الأطر التربوية تستفيد من تكوينات إشهادية في برنامج مدارس الريادة، كما يتم تمكينهم من كافة الوسائل الضرورية لإنجاح هذا البرنامج.
وأبرز أن البرنامج حقق مستوى تقدم مهم ونتائج إيجابية، حسب التقييم المنتظم الذي تقوم به المديرية، عبر وسائل التحقق التي يشرف عليها المفتشون التربويون المواكبون للمشروع، وكذا هيئة التقييم التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
وأضاف السيد البلالي، أن المديرية الإقليمية قامت بإحداث ثانوية إعدادية بجانب المدرسة الجماعاتية وادي المخازن، تنخرط بدورها في مشروع مؤسسات الريادة، وذلك في إطار الاستمرارية البيداغوجية، والإصلاح الشامل للمنظومة التربوية من أجل مدرسة ذات جودة للجميع.
من جهته، أكد المفتش التربوي، وديع مدهوم، في تصريح مماثل، أن البرنامج يوفر تأطيرا ميدانيا دائما للأساتذة فيما يخص المقاربات البيداغوجية التي تم تبنيها بمؤسسات الريادة، والتي تركز على معالجة التعثرات لدى المتعلمين خلال الأسابيع الأولى من السنة الدراسية.
من جانبه، أكد مدير المدرسة الجماعاتية وادي المخازن، عبد السلام مدراري، أن الطاقم التربوي بهذه المدرسة منخرط بالكامل في هذه التجربة الرائدة، مسجلا أن جميع أساتذة المؤسسة تلقوا تكوينات تهم هذه المقاربة الجديدة التي انعكست بشكل إيجابي على مستوى التحكم في التعلمات لدى التلميذات والتلاميذ.
وأضاف مدير المؤسسة، أن هذه المقاربة التربوية التي تجمع بين الأساليب العصرية والفعالية ساهمت في الرفع من نسب النجاح مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أن آباء وأمهات وأولياء التلاميذ استقبلوا هذه التجربة بترحاب كبير.
وبحسب المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببرشيد، تم اختيار 42 مؤسسة للانخراط في مشروع مدارس الريادة خلال الدخول المدرسي الحالي، يستفيد منها 25 ألف و514 تلميذة وتلميذا، ويعتمد البرنامج على 862 أستاذة وأستاذا خضعوا لتكوين في المقاربة العلاجية، والمواكبة الميدانية، والمقاربة الوقائية، والتعليم الصريح.