كشفت المندوبية السامية للتخطيط ومنظومة الأمم المتحدة والبنك الدولي، في مذكرة استراتيجية ثلاثية، أن 30 في المئة من الأسر المؤهلة للحصول على الرعاية الطبية قبل الولادة وما بعد الإنجاب، اضطرت إلى التخلي عن الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية بسبب الخوف من فيروس كورونا المستجد.
واكدت المذكرة المشتركة للمندوبية السامية للتخطيط ومنظمة الأمم المتحدة والبنك الدولي،” بشأن الأثر الاقتصادي والاجتماعي لجائحة كوفيد ” 19 ، أن 30 في المئة من الأسر المؤهلة للحصول على الرعاية الطبية قبل الولادة وما بعد الإنجاب، اضطرت إلى التخلي عن الولوج إلى هذه الخدمات، بينما تخلى 36 في المئة من المغاربة الذين لديهم أطفال في حاجة إلى تلقيح، عن خدمات التطعيم.
وأبرزت المذكرة المشتركة أن هذا الاختلال في الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية، والمرتبط أساسا بالخوف من الفيروس ، وعدم اليقين بشأن مدة أزمة انتشار الوباء ، وانخفاض وتيرة التنقل والتواصل ، يمكن أن يولد نقاط ضعف كامنة أو يفاقم من العجز المتوقع في الأشهر والسنوات القادمة.
واضافت المذكرة أن “هذه الجائحة تسببت في صدمة صحية أثرت بشكل مباشر على سوق الشغل بعدما بات العمال في القطاع غير المهيكل أكثر عرضة للفقر والمرض، بحكم عدم استفادتهم من شبكات الأمان الاجتماعي وأنظمة الدعم الضروري في حال فقدانهم وسائل عيشهم”.
يشار ان “المذكرة الاستراتيجية” قدمت عرضا للوضع الوبائي في المغرب، إلى حد تاريخ إصدارها، مع تحليل لتطور الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد منذ بداية الأزمة، على أساس نتائج الدراسات والتحاليل التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط وتقارير البنك الدولي بشأن التوقعات الاقتصادية في المغرب.
وتهدف هذه “المذكرة الاستراتيجية” وتوصياتها المختلفة لتوفير أداة عملية تدعم الاستجابة الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19 على المستوى الآني وعلى المديين المتوسط والطويل بروح تعاونية وبمسؤولية مشتركة لتلبية احتياجات الفئات الضعيفة، وحماية الوظائف ومصادر الرزق والتمكين للانتعاش التدريجي والمستدام للاقتصاد .