يلتئم أزيد من 100 بلد بالعاصمة الكينية نيروبي، برسم الجزء الثاني من الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة ، اعتبارا من اليوم الاثنين وإلى غاية 2 مارس المقبل، وذلك لتسليط الضوء بالخصوص على مكافحة التلوث البلاستيكي.
ويشكل الجزء الثاني من الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، أعلى هيئة تقريرية دولية في مجال البيئة، الذي يتناول موضوع “تعزيز الإجراءات لصالح الطبيعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”، مناسبة لإطلاق مفاوضات بغية التوصل إلى اتفاق عالمي طموح لمعالجة التلوث البلاستيكي.
وأكدت المديرة العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، أن اتفاقا من هذا القبيل، إذا ما تم التوصل إليه، سيسرع من الإجراءات الرامية لمعالجة تأثير البلاستيك على اليابسة والبحر.
وترى المسؤولة الأممية، في افتتاحية بصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية ونشرت على الموقع الإلكتروني للبرنامج، أنه على الرغم من أن الحد من استخدام البلاستيك يبدو وكأنه أحد أسهل التدابير البيئية التي يجب اتخاذها ، إلا أن آفة التلوث البلاستيكي، أحد المساهمين الرئيسيين في ظاهرة الاحتباس الحراري، لا تزال تتسبب في أضرار جسيمة على الأرض.
وتغزو المواد البلاستيكية كل مكان بكوكب الأرض حيث لم تسلم أعالي الجبال وأعماق المحيطات من انتشار هذه المواد التي كانت إلى وقت قريب لا غنى عنها قبل أن تصبح بمرور الوقت غير مرغوب فيها في نظر الناشطين في مجال الدفاع عن البيئة والمحافظة عليها.
ففي المحيطات، غالبا ما يتم العثور على كميات كبيرة من البلاستيك في بطون الحيتان والسلاحف والطيور، بينما على الأرض، تشكل الأكياس والقنينات البلاستيكية مشهدا مؤسفا على جوانب الطرق والأنهار، كما تتناثر أكواب ومواد بلاستيكية أخرى على أزقة وشوراع المدن .
ووفق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإنه يتم حاليا إعادة تدوير أقل من 10 بالمائة من 460 مليون طن من البلاستيك الم نت ج سنة 2019، فيما يتم التخلص من 22 بالمائة في مطارح عشوائية أو حرقها في الهواء الطلق أو طرحها في الطبيعة.
وتقول السيدة أندرسن إن “التوصل إلى اتفاق جيد سيبعث برسالة قوية مفادها أن صناعة البلاستيك يتعين أن تتغير”،داعية في هذا الصدد إلى تغيير الطرق المعمول بها بما يراعي دورة الحياة الكاملة للبلاستيك، بداية باستخراج المواد الخام إلى تحسين تدبير النفايات مرورا بالحلول البديلة.
كما دعت على الخصوص إلى الابتكار والقضاء على المنتجات غير المفيدة أو التي يمكن تجنبها أو التي تنطوي على مشاكل، واقترحت تصميم المنتجات بهدف إعادة استخدامها وإعادة تدويرها.
وتابعت بالقول إنه يمكن تقليص حجم البلاستيك في المحيطات بنسبة تزيد عن 80 بالمائة بحلول سنة 2040 وإنتاج البلاستيك البكر بنسبة 55 بالمائة، مضيفة “يمكننا خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25 بالمائة وخلق 700 ألف فرصة عمل إضافية، خاصة في بلدان الجنوب.”
وأعربت المديرة العامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عن قناعتها بأن الدول لديها فرصة لجعل هذا الاقتصاد الجديد أمرا واقعا، شريطة أن تبدأ المفاوضات للتوصل، خلال هذا الاجتماع، إلى اتفاقية عالمية قوية وشاملة حول هذا الموضوع.
أما بالنسبة للنشطاء في مجال البيئة، فإنه من الضروري التوصل إلى اتفاق ملزم، وفرض قيود على البلدان والمقاولات في ما يتعلق بإنتاج واستخدام المواد البلاستيكية من قبيل انبعاثات الكربون.
ويتضمن جدول أعمال الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة ، فضلا عن التلوث البلاستيكي، مناقشات تهم تغير المناخ وتدهور النظم البيئية والتلوث الكيميائي.