الحديث عن النخبة في المغرب أصبح أمرا يصعب تحديد مفهومه بشكل واضح، مامعنى النخبة؟ وماهي المعايير التي يمكن ان نعطي من خلالها تعريفا واضحا وصحيحا لهذه الفئة؟
ولكن السؤال الأهم، الذي يلقي بظلاله علينا دائما، هل فعلا هناك نخب قوية يمكن ان تبرز في كل المجالات خصوصا الثقافية منها والسياسية! ام ان اختلاط الحابل بالنابل افقد هذه الكلمة قوتها وصفتها الحقيقية؟
السياسة والثقافة وجهان لعملة واحدة، من خلالهما تبرز قوة الدول وتُحْفظُ هيبتها، وتستطيع ان ترتقي لمصاف الدول الكبرى.
في المغرب نعيش افتقارا حقيقيا لهذه العملة بوجهيها معا، فإذا تحدثنا عن النخب السياسبة التي أصبحت تتعاقب على المغرب وجدناها نخبا سياسية هشة تجري وراء مصالحها اولا، ويوزع سياسييها الشتائم فيما بينهم بدون احترام للاعراف السياسية…
نخب تنهل من قاموس منحط ورديئ، حتى جعلت من الخطاب السياسي خطابا اجوفا، أشبه بحديث المقاهي..
سياسيون يوزعون الشتائم بينهم، ويرمون ما فضل منها على كل من يخالفهم الرأي من الشعب.
هل والحالة هذه يصح أن نقول اننا نملك نخبا سياسية أم اننا فقط نوزع الشهادات جزافا. وليس بعيدا عن مهزلة السياسين نجد المشهد الثقافي يئن هو الاخر بعد اجتياح غير مسبوق لكل من هب ودب وأصبحت صفة مثقف صفة من لاصفة له، لنجد الساحة الثقافية تعج باسماء تسعى جاهدة لان تؤسس لمفهوم جديد للثقافة وذلك بالترويج لكل ماهو تافه حتى لو كان ذلك على حساب تدمير جيل باكمله من اجل مصالح خاصة.
السياسة والثقافة في المغرب يحتاجان لوقفة تأمل نسترجع من خلالها تاريخ أسماء بصمت المشهدين معا بالكثير من التميز والقوة.