وردة لعائشة

فيما أذكر كان إسمها عيشة. لم تكن تخرج إلى الزقاق مثل باقي نساء حي لابروال بميدلت. كنا صغارا وكنا نسترق النظر إليها من خلال نوافذ بيتها الشاسع الذي يعلن عن غنى في زمن ماض, بيت بسطح قرميدي أحمر وبنباتات في الشرفات والنوافذ. نقف أمام النوافذ ويصرخ من رآها. “رأيتها” كنا نراها من خلال الستائر الثقيلة وزجاج النافذة. كان شبحها يترائ لنا متمهلا في مشيته. كنا نتسائل لماذا لاتخرج من بيتها أبدا. نقضي اليوم ونحن نتخيل حياتها في ذلك البيت الشاسع الذي يذكر بماض من الغنى والبذخ. يقول مصطفى أنها ساحرة لهذا لاتخرج من البيت. تبقى قابعة بداخله لتعد وصفاتها العجيبة التي تطلبها النساء للسيطرة على أزواجهن وذرء شرور الحموات.

كنا نسمع كلاما هامسا تبوح به بعض النسوة. أم حفيظة زوجة الدركي السكران كل ليلة قالت ذات يوم وهي تنظف صحن العدس من الأحجار “لقد جنت عيشة منذ زمن بعيد قبل عشر سنوات, جنت حين مات زوجها صاحب مقاولة الأثواب في مركز المدينة, حين كان زوجها لايزال حيا كانت تخرج في كامل زينتها بعد الظهيرة ولا أحد يعرف إلى أين تذهب, الله يستر, لقد نالت ماتستحق”. كنت أتخيل بأي شكل يكون جنونها. هل تخرج بالليل عارية وتصرخ أم أنها في لحظات الجنون تعدو الى غابة تاشوين وتصرخ مع الذئبة التي تحوم هناك. أناس كثيرون يقولون أن هناك ذئبة في تلك الغابة وأن مجانين كثيرين يمضون الليل هناك ويرقصون حول النار حين يكتمل القمر ويصبح بدرا.

لم أكن اهتم لمجانين المدينة فهم كثر ويظلون يذرعون الشوارع بملابسهم المتسخة وشعورهم المنكوشة. ما كان يهمني فعلا هو رؤية عيشة, مجنونة من نوع آخر. أتخيلها وهي تشكل خلطاتها العجيبة. شدق الجمل ومخ ضبع وأشياء أخرى تحتاجها أمهاتنا ليأمنن شر آبائنا المبجلين. ربما لو خرجت يوما لطلبت منها خلطة تقضي على غضب عمي وأبي وتنهي تكسيرهما لأشياء البيت. لم يكن من الإمكان البقاء في البيت الذي يعج بالضيوف ويضيق بالأطفال. أخرج عند الظهيرة بعد أن أنهي وصلة الأشغال الشاقة. آكل خبزا وأخرج بعدها لألعب لعبة الزوارق في نهر لابروال. نصنع مع أصدقائي قوارب من قصب ونضعها على الماء, ننظر إليها وهي تغرق, أنا أيضا كنت أغرق في عالم من الكبار الموحشين والزاعقين على الدوام. ربما لو خرجت عيشة لطلبت منها أن تحول أمي كائنا حقيقا بدل كيان الثلج الذي أسميه أمي . كيف كانت عيشة في الماضي ؟

أحاول أن أتخيلها في بيتها المريح أيام عز ميدلت حين كانت مدينة النصارى ومعادن بويبلان وأحولي. كانت مدينة زاهرة قبل أن ينفذ الفحم ويرحل الأجانب لتغوص المدينة في الفقر منذ نهاية السبعينات. شهدت نهاية تلك الفترة حين كان هناك مهندسون وأطر فرنسية لاتزال تسكن أحياء ميدلت الراقية. سكننا قربهم وعلموني أن اصنع رجل الثلج. أتخيل أن عيشة ربما كانت تخرج في الظهائر لتلقي مهندسا بعيون زرق. هذا ماقالته الحاجة الغالية زوجة عبد القادر الممرض في مستشفى المدينة وهي أقرب جارة الى عيشة. جدار منزلها ملاصق لجدار عيشة. تحكي الحاجة أنها تسمع أصواتا مجلجلة في بيت عيشة كل ليلة. قالت وهي تتف على من حولها ” إنهم ملوكها, أسيادنا الذين يشتغلون معها والعياذ بالله” هكذا تمتمت ذات ظهيرة قبل أن تؤكد أن الولد الطويل إبن عيشة لايمكن أن يكون من زوجها التهامي. التهامي كانت عيناه بنيتان أما ولد عيشة فعيونه زرق, إذن لاشك أنه إبن المهندس الفرنسي الذي يسكن في زنقة المفتشية. لاشك أنه هو الذي كان يقابل عيشة في الظهائر “ليس متزوجا”. بعد هذا الحديث صار الحي كله مؤمنا أن الولد الطويل إبن النصراني.

لم يكن الولد الطويل يكلم أحدا في الحي. كان يخرج بعد الظهيرة ويعود مترنحا بعد منتصف الليل. هكذا قالت الغالية مضيفة أنه بمجرد ما يدخل يسمع صراخ وحركة غريبة في البيت.

صراخ وتكسير وبعد ذلك يهدئ كل شيء. تحدث أشياء غريبة في ذلك البيت وهذا الأمر كان يشدنا نحن الأطفال فنبقى متيقظي الحواس علنا نرى عيشة وهي تعبر بيتها بخطى ثقيلة قبل أن تقترب قليلا من الستارة دون أن تنظر إلى الخارج.

بقاء عيشة في بيتها في أيام الحر كان لغزا يحيرنا نحن الصغار. كيف تحتمل الحر داخل البيت؟ أتانا محفوظ إبن الجيران بفكرة عجيبة قال ان عيشة بحكم علاقتها الأكيدة بالمهندس الفرنسي قد ركبت جهاز تبريد للبيت. حاولنا تخيل جهاز التبريد لكننا لم نستطع. كل ما تخيلناه كان أقرب الى الثلاجة ولكن لماذا تسجن نفسها في ثلاجة؟ تخيلناها وهي مطوية داخل ثلاجة كبيرة دون أن تستطيع الحراك. ضحكنا من منظرها ذاك وقررنا أن نفعل كل شيء للدخول إلى بيتها لنرى جهاز التبريد الغريب. كنا ندق الباب ونختفي خلف الشجرة التي أمام البيت. ننتظر أن تفتح عيشة وتدعونا إلى بيتها لكنها لم تكن تفتح. صرنا نهمل لعبة الزوارق القصبية ولاننشغل إلا بأمر عيشة وأسرارها التي لم تكن تنبض. سمعنا من زهرة إحدى الجارات أن عيشة لم تعد تخرج لأنها قبل سنوات اصيبت بنزيف حاد وأتت سيارة الاسعاف وحملتها الى المستشفى. سرى في الحي خبر أن عيشة أجهضت حملا غير شرعي بعد أن تناولت أعشابا هيأها لها العطار في السوق المركزي. حين خرجت عيشة من المستشفى وكانت أيامها لازالت تستقبل نساء الحي في بيتها. أخبرت النسوة اللواتي زرنها وقالت لهن أنها كان عندها الراقد منذ أيام زوجها التهامي. قالت أنها كانت حاملة معه لكن الجنين توقف عن النمو نتيجة الصدمة العصبية التي أصابتها بفعل وفاة زوجها. النساء استمعن إليها في بيتها وما ان خرجن حتى حوقلن وقلن بصوت خافت ” أي راقد؟ إنها أخطات مع المهندس الله يحفظنا ويحفظ بناتنا” زهرة كانت تعيد سرد تلك القصة وهي تفلي رأس إبنتها نعيمة الآهل بالقمل.

كانت تشد إبنتها من شعرها وهي تتوعدها ” لاتفضحيني وإلا قتلتك” كانت ابنتها في السابعة من عمرها وكنا صغيرات لكننا كنا نفهم معنى الفضيحة التي تتكلم عنها زهرة. كل شيء إلا العودة إلى المنزل بحمل. هذا يجعل أسرا بكاملها تنهار أو تهاجر كما حدث مع عائلة الضاوية الفتاة ناقصة العقل التي عادت ببطن منتفخ بعد غيابها شهورا. ضربها أبوها وإخوتها وشوهوا وجهها وهي لم تفهم مافعلت. هاجروا بعدها إلى مدينة أخرى. كانت الفتاة تحمل آثار كدمات زرقاء في اليوم الذي أركبوها في الشاحنة مع الأثاث. كانت تلك الحكاية حكاية الضاوية المعتادة وهي تتوجه إلينا بالكلام قبل أن تقول ” هكذا تعامل البنات المخطئات, أحرسن عاناتكن” لم نكن نفكر في عاناتنا أ يامها بعد, ماكان يهمنا هو اللعب والدراسة واكتشاف أسرار عيشة. قلت لفريدة صديقتي أن نذهب لجمع ورود من أجل عيشة ووافقت. صرنا نضع باقة ورد أمام بابها ونطرق الباب, نتخفى خلف الشجرة وننتظر طيلة اليوم أن تخرج عيشة لأخذ الورد لكنها لاتخرج ويظل الورد في مكانه ليوم كامل ويذبل.

نأخذه ونرمي به في لابروال, نشاهد الورد وهو يسير بسرعة التيار الذي يدفع به بعيدا كما يدفع بزوارقنا التي تغرق في غالب الأحوال. كنت أحب هشاشة المراكب وأنتظر أن تغرق قبل أن أعيد وضعها على الماء وأجري كأني أسابقها. كنت أحلم أن أسبح مع التيار في أي نهر. هناك مسبح في المدينة لكننا لم نكن من الناس الذين يذهبون إلى المسبح. الحقيقة لم نكن نذهب إلى أي مكان. نظل في ميدلت طيلة العام الدراسي وفي العطل نقوم بالأشغال المنزلية الثقيلة ونهرب من عبودية تلك الأعمال في الظهائر. نأتي أختي وأنا وفريدة من حي المفتشية لكي نلعب مع صديقاتنا في لبروال على طريق الراشيدية.

أصررنا فريدة وأنا على وضع الورد لعيشة كل ظهيرة عند باب بيتها وننتظر. كان ذلك طقسا يوميا نمارسه كأنه عبادة جديدة, عبادة إخترعناها لنقول لعيشة أننا نحبها وأننا لانصدق قول الجارات وأنها يمكن أن تثق فينا وتخرج قليلا إلى الزقاق. كنا خاصة نتمنى أن تفتح لنا باب بيتها الشاسع لنرى الأثاث الفاخر الذي تتحدث عنه الجارات, أثاث حديث فيما يبدو ولوحات فنية على الجدران كنا نرهق خيالنا لنتخيلها ثم كنا نود أن نرى جهاز التبريد الذي قال عنه محفوظ. النسوة تحدثن ايضا عن مجوهرات عيشة التي لاتشبهها مجوهرات في ميدلت. كنت أتحسس اذني الفارغتين من الأقراط وأحلم بأقراط عيشة. ربما لو أدخلتنا إلى بيتها ستمنحني أقراطا ألبسها بدل أذني الفارغتين. كنا نتمنى فقط رؤية الأشياء العجيبة التي في بيت عيشة المختلف عن بيوتنا بطرازه الغربي وبالقرميد فوقه. في الصيف كانت اللقالق تحط على بيتها وكنا نشعر أن اللقالق أكثر حظا منا إذ أنها تحط على بيت عيشة, عيشة الغامضة التي تأسرنا بغموضها وصمتها.

كانت عيشة وسيرتها رمز زمن آخر, زمن ميدلت حين كانت في كامل عزها حين كان المهندسون والأطر الفرنسيون والسياح يجعلون منها مدينة منفتحة ويبدو عليها بعض الترف بالرغم من البؤس الذي في جنباتها.

قلت لفريدة أننا يجب أن نبدع في اختيار الورد وأن نركب الباقة بفنية كبيرة لهذا الغرض ذهبنا إلى قرية تاعكيت. مشينا في الحقول وجمعنا زهور الفلامنكو وبعض أزهار الاوركيدي في جانب حقل كبير وشقائق النعمان والأقحوان. كان الوقت ربيعا وكانت الحقول مزهرة والورود يانعة. ركبنا باقة من كل تلك الورود وأضفنا إليها أزهارا حمراء وبيضاء. لففنا الكل في عشبة برية بأزهار بيضاء لا أذكر اسمها لكنها كانت جميلة جدا. بدت باقتنا كباقات الأفلام التي نشاهدها حين يجلب البطل بوكيه للفتاة التي يحبها. نحن أيضا كنا نحب عائشة ونودها أن تخرج من عزلتها التي دامت سنين.

وضعنا الباقة أمام البيت, دققنا الباب وبقينا ننتظر. أتى الولد الطويل ورمى الورد بركلة قوية وصرخ وهو يدخل إلى البيت كانت تلك أول مرة نسمع صوته
سمعناه يقول ” من يبعث إليك بالورد يافاسقة؟”
تسائلنا من يكلم ياترى؟ليس في البيت إلا عيشة ولايمكن أن يصف أمه بوصف كهذا. سمعنا بعد ذلك صراخ امرأة وصوت كسر أواني. فهمنا أنه ضرب عيشة. عدونا باتجاه الأمهات المقرفصات أمام البيوت وصرخنا بصوت واحد
” الولد الطويل يضرب عيشة وينعتها بالقحبة ”
ردت الغالية بدون اهتمام كبير وبشماتة ظاهرة ” نعرف أنه يضربها منذ حكاية انفجار رحمها واختراعها قصة الراقد”
-كيف تعرفون ولاتفعلون شيئا ويل لكم أيها الصامتون على ضرب عيشة, أجمل نساء الحي وأكثرهن رقيا.
-” ماذا تريديننا أن نفعل؟ إنه إبنها وهي قحبة تستحق الرجم, فضحت الحي بحكاياتها مع النصارى”
تستحق الضرب ياجناة؟ تصمتون على قهر امرأة بريئة “-
-“بريئة ؟ أنت لم تريها بالفساتين القصيرة والشعر الأصفر. الكثيرون قالوا أنها شوهدت في دكان حناش تقتني النبيذ وتشرب السجائر في مقهى المركز”
كان الجميع يعرفون بمسألة الضرب ويعرفون أن الولد الطويل هو الذي يمنعها من الخروج.
في الأيام التي تلت حادثة الضرب اختفت عبشة تماما. لم تعد تظهر من خلف الستارة ولم نعد نسمع أصواتا في بيتها إلى أن اتى يوم مشمس كنت وفريدة قبالة النافذة نترقبها. لاحت من خلف الستارة وهي بالكاد تتحرك, كانت يدها مربوطة إلى عنقها وبيدها اليمنى جبيرة بيضاء. لقد كسرت يد عيشة. لاشك أن الولد الويل هو الذي فعل ذلك. أخبرنا الأمهات بما رأيناه وأجبن بصوت واحد
-” تستحق الكسر تلك العاهرة لنرى الآن إن كانت فساتينها ومجوهراتها تنفعها”
فهمنا أن الأمهات يحسدن عيشة على زمنها الذهبي. زمن لم يعرفن فيه هن غير تنقية العدس وتفلية أطفالهن وملابسهن البدوية. بدون لنا حقيرات في وجودهن كله, أمهات أميات بليدات يحقدن على أية امراة تتحرر قليلا. كن يحقدن حتى على بناتهن المتعلمات لهذا يثقلننا بالأعباء المنزلية التي لاتنتهي إمعانا في تلجيمنا وإرغام أجسادنا على الخضوع بدل الإنطلاق الذي يخيفهن.
فكرنا فريدة وأنا أن نكتب رسالة إلى عيشة نقول لها فيها أننا معها بقلوبنا الصغيرة ونأسف لما يحدث وبالمرة نطلب منها أن تفتح لنا وترينا أشيائها الجميلة.
وضعنا الرسالة تحت الباب وانتظرنا لساعات قبل أن تطل عيشة من النافذة. لأول مرة كلمتنا, لم نصدق كان صوتها عذبا ومعذبا قالت وهي متعبة

– لن أستطيع أن أفتح يابنات إن علم سيقتلني
– أغلقت النافذة مباشرة تاركة إيانا في حيرة كبيرة وألم يتفاقم
– صعقتنا تلك الجملة وظلت تتكرر في آذاننا. عيشة خائفة من القتل وعلينا أن ننقذها. قررنا أن نذهب إلى مركز الشرطة ونخبرهم بما يحدث.
– كان مركز الشرطة بعيدا عن حي لابروال. ذهبنا إليه عبر شارع الحسن الثاني. قطعنا حي الجبيلة ومررنا بالحي الإداري إلى أن وصلنا إلى المركز. هناك أبلغنا شرطيا بما قالته عيشة وبخوفها من القتل. آخذ بياناتنا وأقوالنا وطلب منا بيانات السيدة موضوع التهديدات قلنا إن اسمها “عيشة” وقال “عيشة من؟ ” قلنا “عيشة التي تسكن في حي لابروال في البيت ذي السطح القرميدي” قال لنا “تقصدان عيشة زوجة مول الأثواب؟ ” قلنا نعم رد علينا في برود ” عيشة ذات التنورات القصيرة والسجائر, لو كانت أمي لذبحتها إنصرفا حالا وإ لا وضعتكما في السجن”
– إنصرفنا ونحن مرتعدتان, حتى الشرطة لاتريد أن تفعل شيئا لعيشة. صرنا نخاف من عاقبة السجائر والتنانير القصيرة. لم نكن في الحقيقة نحلم بالسجائر لأن رائحة سجائر آبائنا تخنقنا صباح مساء لكن التنانير كانت تثيرنا ونود أن نلبسها مثل بنات الحي الإداري.
– ظللنا فريدة وأنا نحضر الورد لعيشة. نضعه قرب النافذة. ننقر عليها نقرا خفيفا وتأتي عيشة لتأخذه بيدها اليسرى فيما يمناها معلقة في الجبيرة إلى أن أتى يوم لم تفتح النافذة ثم يوم آخر وآخر. لم نعد نرى الولد الطويل ولم يعد هناك صراخ, هل رحلت عيشة إلى مكان آخر؟
– بعد أسبوع انتشرت في الحي رائحة كريهة, إعتقدنا أنها أتت من المزبلة خاصة أن الوقت صيف. بحثنا في لابروال وفي المزابل وفي جنبات البيوت حيث تموت الكلاب والقطط وتتحول جيفا تنشر رائحتها الكريهة في كل الحي.
– جاء يوم وأتت الشرطة. كسروا باب عيشة . وجدوا عيشة ميتة منذ أيام وجثتها متعفنة قالوا أنها قتلت بالسكين, وجدوا آثار السكين على صدرها وقلبها. لاشك أن الولد الطويل قتلها وهرب
– “ياأولاد القحبة كنتم كلكم تعرفون, الشرطة والأمهات والآباء في هذا الحي العفن” هكذا صرخنا فريدة وأنا ونحن نتقدم نجو جيش الأمهات المقرفصات ونحن مدججتان بالحجارة والغضب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد