وحيد خليلوزيدتش: صارم تكتيكيا والمجموعة هي النجم الوحيد ولا مكان للاعب المتهاون في منظومته
بعد استقالة هيرفي رونار من الإشراف على تدريب المنتخب الوطني المغربي، وذلك بعد الإقصاء المبكر من ثمن نهائي بطولة كأس إفريقيا للأمم مصر 2019 والخروج من الباب الصغير على يد منتخب البنين، توصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالعديد من السير الذاتية لمدربين وطنيين وأجانب لخلافة الثعلب الفرنسي، لتستقر بعدها اللجنة المكلفة باختيار الناخب الوطني الجديد على المدرب البوسني – الفرنسي وحيد خليلودزيتش.
من هو وحيد خليلودزيتش؟
خليلودزيتش مدرب بوسني فرنسي من مواليد 15 ماي 1952 بجابالانيكا البوسنية، يعرف عليه قوة شخصيته وقدرته على التحكم في اللاعبين الذين يشرف عليهم، وتطلق عليه مختلف وسائل الإعلام الأوروبية لقب “المدرب الصارم”.
وحيد خاليلودزيتش تداول اسمه في العديد من الاتحادات الكروية في إفريقيا أبرزها مصر، إلا أنه اختار الإشراف على المنتخب الوطني المغربي بعد أن انفصل بالتراضي مع فريق نانت الفرنسي الذي أشرف على تدريبه الموسم الرياضي الماضي 2018-2019.
مدرب محترف ومكون أكاديميا
حصل وحيد خليلودزيتش على شهادة المدرب المحترف من أحد المعاهد الرياضية المختصة في كرة القدم بفرنسا، إذ يملك وحيد شهادة تسمى شهادة الدراسات الاحترافية في كرة القدم، كما شارك في العديد من التربصات التكوينية بأعلى مستوى مباشرة بعد تحصله على شهادة المدرب المحترف، وذلك من أجل تحسين مستواه الفني أكثر والاحتكاك بمدربين كبار من مختلف المدارس الكروية لكسب المزيد من الخبرة نظرا لكون هذه التربصات تتميز بمستوى عال ويؤطرها مدربون من المستوى الأول كفابيو كابيلو، وأليكس فيرغسون وغيرهم.
الانضباط التكتيكي وروح المجموعة أهم مميزاته
أهم العناصر التي يتميز بها وحيد خليلودزيتش هي الصرامة التكتيكية على أرضية الميدان والجدية في العمل مع اللاعبين، حيث يشهد له كل اللاعبين الذين لعبوا تحت إشرافه بذلك، بالإضافة إلى ذلك لا يعترف باسم اللاعب سواء كان نجما أو غير ذلك، لأن مؤهلات اللاعب هي التي تسمح له بالتواجد فوق أرضية الميدان والظفر بالمكانة الأساسية في التشكيل الرسمي.
فيلسوف التكتيك وبارع في التواصل
الإعلام الفرنسي وجمهور كرة القدم بفرنسا، يلقبون المدرب خليلودزيتش بـ “فيلسوف التكتيك”، وذلك لأنه يجيد قراءة تكتيك الخصوم ويفاجئهم بنهج تكتيكي مغاير عما كانوا ينتظرونه، كما يفضل تطبيق النهج الهجومي واللعب المفتوح ولا يفضل الانكماش إلى الوراء واللعب بدفاع متأخر، وقد أثبت ذلك مع الفرق والمنتخبات التي أشرف على تدريبها خلال مسيرته الاحترافية كمدرب.
بالإضافة إلى ذلك، خليلودزيتش معروف ببراعته في التواصل والحوار مع اللاعبين، إذ يحثهم على المثابرة والعمل الجيد لكسب ثقته كمدرب من أجل الظفر بمكانة في التشكيلة الأساسية وتعتبر هذه الميزة من نقاط قوة المدرب البوسني – الفرنسي.
يعشق اللاعبين الأفارقة
سبق للمدرب وحيد خاليلودزيتش أن صرح لموقع الفيفا أن علاقته باللاعبين الأفارقة ممتازة نظرا لامتلاكهم مؤهلات فنية وبدنية تتماشى مع خططه التكتيكية، كما أشار إلى أنه يحبذ طريقة لعب لاعبي شمال إفريقيا التي تشبه كثيرا طريقة اللعب الأوروبية.
مشوار مدرب ناجح مع منتخبين إفريقيين مختلفين
في أول تجربة احترافية له مع منتخب وطني، تمكن المدرب وحيد خاليلودزيتش من قيادة منتخب ساحل العاج إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم عام 2010 بأنغولا وكذلك تحقيق التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا في نفس السنة، حيث تمكنت كتيبته آنذاك بقيادة المهاجم المخضرم ديدي دروغبا من تحقيق نتائج جد إيجابية وتحول منتخب ساحل العاج تحت إشرافه إلى عملاق تهابه كل منتخبات القارة السمراء، إذ انهزم في مباراة واحدة مدة عامين كانت أمام المنتخب الجزائري في دور ربع نهائي “كان 2010”.
في فترة إشرافه على تدريب ساحل العاج، تمكن خاليلودزيتش من ترويض نجوم منتخب الفيلة على غرار زوكورا، دروغبا وتوري وغيرهم من كبار النجوم، وأكد لهم أن نجومية أي لاعب لا تساوي شيئا إذا تهاون في العمل، وكانت هذه العقلية الانضباطية هي التي ساهمت في صنع منتخب إيفواري كبير قادر على قهر عمالقة كرة القدم العالمية.
نفس الشيء مع المنتخب الجزائري الذي أشرف عليه من 2011 إلى غاية 2014، حيث استطاع وحيد خاليلودزيتش أن يصنع منتخبا قويا ومنسجما مكنه من الظفر ببطاقة التأهل إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014، وتجاوز الدور الأول في مجموعة صعبة ضمت إلى جانب المنتخب الجزائري منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية بأداء قوي، إلا أن الحظ لم يحالفه في دور ثمن النهائي وواجه المنتخب الألماني الفائز باللقب المونديالي لتلك السنة بكامل نجومه الكبار وكان ندا له في مباراة تاريخية لا تنسى وانهزم بعد بلوغ الأشواط الإضافية بصعوبة بهدف دون رد.