وانت تسمع ماتم تداوله عن الفيديو المصور لعملية الاعتداء الجنسي الآثمة على طفل صغير في أحد شواطىء الجديدة من طرف “رئيس جمعية رياضية” تصاب بالحيرة، هل تمتنع عن مشاهدته لأنك تعلم أنك قد تغامر بتعريض نفسك لضرر نفسي رهيب وبالغ، أو تشاهده لترى بأم عينيك بشاعة ما وصلت إليه وحشية بعض المنتسبين للمجتمع البشري، وتأخذ الدرس والعبرة، وتعمل من موقعك، وتقوم بواجبك كصحفي، بتنوير المجتمع، وفضح المفسدين المجرمين، الوحوش البشرية التي تتجول بيننا وتصطاد فلذات أكبادنا لإشباع نزواتها المريضة …
ما تعرض له هذا الطفل الصغير على يد هذا المسخ البشري، ليس وليد الصدفة وليس بحالة معزولة، بل هي ظاهرة تكررت في الماضي ومن الجلي أننا، إن لم نتدارك الأمر قابلة للتكرار في أي لحظة وحين …
هذه الظاهرة، ظاهرة البيدوفيليا في مجتمعنا لها أسباب يجب معرفتها والتعامل معها لكي نضمن عدم تكرارها في المستقبل …
أول ما يمكن الحديث عنه، هو مسؤولية القانون والدولة والمجتمع ككل، فالقانون الذي يعاقب منتهكي أعراض الصغار، لا يزال بعيدا عن الشدة والقوة التي يتطلبها ردع هؤلاء المجرمين، فتجدهم يدانون ويعاقبون بالسجن لسنوات وفترات ليست بالطويلة، فيخرجون من السجون ليعاودوا الكرة، في حين أن الضحية مضطر لحمل ما تعرض له من ظلم كجرح غائر في نفسه وذاكرته ووجدانه طوال حياته …
فكنا ولازلنا نطالب بأقصى العقوبات في حق مغتصب الاطفال والطفولة …
وكنا ولازلنا مقتنعين بأن الإعدام -ومن يطالبون بإلغاء هذه العقوبة عليهم أن يضعوا أنفسهم مكان الضحايا وذويهم – هو السبيل الوحيد لردع هؤلاء الوحوش، وجبر الضرر الذي يقع على ضحاياهم من فلذات اكبادنا…
وكذلك في إطار الحديث عن القوانين وتطبيقها بما يحد من مثل هاته الجرائم، فنحن نتساءل كيف يعقل، أن يتم السماح للبالغين بولوج المرافق العمومية، كالفنادق مثلا بصحبة أطفال صغار بدون التحقق من نوعية العلاقة التي تربط بينهما، في الوقت الذي تدقق فيه هاته المرافق في وثائق الزوار في حالة رجل بصحبة امرأة للتأكد من نوع قرابتهما، أو ليس الأولى التأكد من سلامة وضعية الزوار في الحالة الأولى !
وإن كانت مسؤولية القانون والمشرع والسلطات المختلفة واضحة، فهذا لا يخلي أسرة الضحية من مسؤولية ما حدث لصغارها، خصوصا في مثل هذه الحالات …
فالاسرة التي تتخلى عن مسؤليتها إتجاه الأطفال الصغار، وتبعثهم مع أناس غرباء في رحلة أو خرجة تدوم عدة أيام، أو يوم واحد، أو حتى ساعة واحدة هي بطريقة أو أخرى تلام على فعلتها، وخصوصا في مثل هاته الحالة التي نحن بصددها، حيث رحلة الأطفال منظمة من طرف جمعية لا مقومات قانونية وتنظمية تخولها تنظيم مثل هاته الرحلات …
وأخيرا تبقى الوقاية هي أهم عامل ممكن أن يحد من انتشار وتكرار مثل هاته الفضاعات إتجاه صغارنا، فالاسرة، والمدرسة والإعلام بكل أنواعه يجب عليهم جميعا أن يشتغلو على توعية الصغار وتثقيفهم، بحيث يدركوا حقوقهم وحدود الآخرين في المعاملة معهم، خصوصا ما يخص الجانب الجسدي وحرمته، وعلامات التحرش الجنسي وكيف يمكن تمييزها، وتشجيعهم على الكلام والتبليغ في حالة تعرضهم لهذه الممارسات المشينة، من اي طرف كان ومهما بلغت قرابته من الصغير …
المنتهكون لأعراض الصغار، هم وحوش مريضة تعيش بيننا، ويجب علينا التجند كل من موقعه، لترويضها أو تطهير المجتمع من دنسها …!
كتبت : حجيبة ماء العينين