هل يعود المغرب إلى تطبيق الحجر الصحي الشامل للحد من تفشي “كورونا”؟

يترقب المغاربة بشكل كبير ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة بخصوص الإجراءات التي ستتخذها الحكومة للحد من تفشي وباء فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19) بعد تسجيل عدد كبير من الحالات الإيجابية بالإضافة إلى تزايد عدد الحالات الحرجة والوفيات.

وعاد الحديث عن إمكانية الحكومة اللجوء إلى إعادة تطبيق الحجر الصحي الشامل للحد من تفشي الوباء إلى الواجهة في الأيام الأخيرة، وذلك لتجنب حدوث انهيار في المنظومة الصحية بسبب الضغط الكبير على المراكز الطبية والمستشفيات جراء ارتفاع حالات المصابين بمرض (كوفيد 19)، وذلك انطلاقا من مجموعة من المؤشرات.

المؤشر الأول: الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب

لمح جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب” (20 غشت 2020)، إلى إمكانية العودة إلى فرض الحجر الصحي الشامل إذا استمر ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، محذرا أن انعكاسات ذلك “ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”.

وقال جلالته في خطابه الموجه إلى المغاربة: “إذا استمرت أعداد الإصابات بوباء كوفيد-19 في الارتفاع، فإن اللجنة العلمية المختصة بهذا الوباء قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده”.

المؤشر الثاني: كلمة رئيس الحكومة بالبرلمان 

أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة بالبرلمان الأسبوع الماضي أن “الوضع الوبائي مقلق، وإن كنا لم نصل إلى مستوى عال من الضغط على منظومتنا الصحية، مما يتطلب منا مواصلة التعبئة والالتزام بالإجراءات الاحترازية للسيطرة على الوباء ومحاصرة انتشاره”.

وأضاف رئيس الحكومة في رده على أسئلة النواب في الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، حول “السياسة الحكومية في ظل تطورات الوضعية الوبائية” يوم 19 أكتوبر الجاري، “لا يمكن أن تخفف التدابير الاحترازية الجماعية لأن لها كلفة كبيرة اقتصاديا واجتماعيا، وهي ستخفف بتوازي مع تحسن الوضعية الوبائية بالمناطق التي تسجل أعدادا كبيرة من هذه الإصابات”.

وقال: “رغم أننا ندرك أن بعض الإجراءات لها تداعيات سلبية على المواطنين، لأننا نشعر بمعاناتهم، لكن لولا ذلك لتزايدت أكثر حالات الوفيات، وهو ما سيشكل خطرا أكبر”، مضيفا إلى قوله: “لقد رأينا ذلك في بعض المدن حيث تحسنت المؤشرات بفضل الإجراءات المشددة”.

المؤشر الثالث: وزير الصحة يدق تاقوس الخطر

أكد خالد ايت الطالب، وزير الصحة، خلال جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم 26 أكتوبر الجاري، أن “الوضع الوبائي الحالي مقلق جدا وإن لم يصل إلى مستوى الانفلات ولا إلى درجة الضغط على قدرات منظومتنا الصحية الوطنية ولا إلى استنزاف المجهودات التي تبذلها كافة الأطقم، وخاصة منها الصحية والأمنية، بلا هوادة ضد الجائحة”.

وأوضح ايت الطالب أن متوسط عدد الإصابات اليومية المسجلة خلال فترة الحجر الصحي وإلى غاية 11 يونيو المنصرم، لم يتجاوز 86 حالة إصابة في 24 ساعة، بينما تضاعف هذا المعدل 15 مرة منذ الشروع في تخفيف تدابير الحجر الصحي وإلى اليوم ليقفز إلى 1363 حالة في 24 ساعة.

المؤشر الرابع: تشديد الإجراءات في عدد من الدول الأوروبية

قررت عدد من الدول الأوروبية التي تجمعها بالمغرب علاقات اقتصادية مباشرة، اتخاذ إجراءات جديدة لمحاصرة فيروس “كورونا” عن طريق فرض إجراءات مشددة لمواجهة الوباء، والذي يشير في الغالب أنه خطوة تسبق إعادة فرض حجر صحي شامل، كدولة فرنسا التي أعلن رئيسها إيمانويل ماكرون، عن العودة لفرض الحجر الصحي ابتداء من يوم الجمعة 30 أكتوبر وإلى غاية فاتح دجنبر المقبل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد