هل يصلح احتجاج الصغار ما أفسده الكبار

خاض عدد من التلاميذ بمختلف المؤسسات التعليمية مسيرات صاحبتها مقاطعة الدروس، احتجاجا على اضافة ساعة إلى التوقيت الرسمي الذي تم اعتماده مؤخرا.

نجحت حكومة العثماني في اخراج كل اطياف المجتمع المغربي الى الشارع، كل حسب مطالبه ومعاناته، ولكن يبقي انجازها العظيم يتمثل في اخراج رجال ونساء المستقبل من اطفالنا من بيوتهم ومدارسهم للاحتجاج على قرار يمس امنهم وحقوقهم التي وقع المغرب على كل الاتفاقيات التي تحميها.

خروج التلاميذ الى الشارع لايمكن ان نقرأه قراءة سطحية ونربطه بزيادة ساعة او نقصانها، هو امر يرتبط بالوضع العام الذي يعيشه المجتمع المغربي، وبالظروف المحيطة به، ظروف تبعث على الاستياء والتذمر من كل القرارات الصادرة عن حكومة لم تستطع ان تكون في مستوى تطلعات الشعب، هل تعي هذه الحكومة ان لدينا أطفال يدرسون في وضعية مزرية وفي ظروف لا تتلائم وصغر سنهم، اطفال يئنون تحت وطأة البرد القارس والثلوج، وفي كل مرة تطلع علينا الحكومة ببلاغاتها الموسمية التي تحمل الجملة الشهيرة: “الحكومة تتخد اجراءات للتخفيف من آثار موحة البرد القارس”.

وياتي البرد كل سنة ليلتهم اجسادهم الصغيرة، وياتي التوقيت الغريب لكي يرمي بهم في براثن الخوف من المتربصين بهم وبأسرهم، ولكن هذا شعور لن يحس به من هم في بروجهم العالية.

خروج أبناء المدارس من أجل الاحتجاج لايجب ان نتعامل معه ببساطة وان يمر مرور الكرام، اصرار هذه الشريحة على الخروج للاحتجاج رغم مايمكن ان يصاحب ذلك من مخاطر أمر يدعونا للقلق، ويجب التفكير بشكل جذري في حمايتهم من انفسهم اولا ومن قرارات الكبار التي تنزل بشكل عشوائي.

التعليم في بلادنا يعاني الامرين، تعليم لا يواكب العصر الذي نحن فيه، ومواده عقيمة جدا لن تخرج لنا جيلا نباهي به نظراءهم في باقي الدول، ومع ذلك ندقق في التوقيت ونقص نصف ساعة من مادة معينة او زيادتها، مواد تبقي غير قابلة للصرف في بنك المعلومات والتكنولوجيا الحديثة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد