هل يحاول “ترامب” إعادة سيناريو “house of card” بإغتيال “سليماني” ؟!

أعاد إغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، باوامر من الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” إلى الواجهة سيناريو آخر حلقات المسلسل الأمريكي “هاوس أوف كاردس house of cards”.

ففي آخر مشاهد الجزء الرابع من السلسلة يظهر الرئيس الأمريكي فرانك أندروود، الذي لعب دوره الممثل الأمريكي  كيفين سبايسي، وزوجته في مشهد حيرة وخوف بعد مقال نشره أحد الصحفيين يتهم فيه الرئيس بالفساد وتورطه في جرائم قتل واستغلال النفوذ، تزامنا مع استعداده لخوض جولة الانتخابات الرئاسية، يقول الرئيس لزوجته (السيدة الأولى): “ثلاثة أسابيع ثم الانتخابات ثم نخسر ثم يحققون معنا وكل شيء حققناه سينتهي للأبد» في إشارة إلى إجراءات التحقيق والعزل التي كان الكونغرس يهدد الرئيس بها في المسلسل وكانت على وشك الدخول حيز التنفيذ”.

هنا يلمع ذكاء السيدة الأولى لتشير على زوجها بضرورة محاولة كسب الوقت عبر تصريف الأزمة، لتقول ” لأنهم لا قدرة لديهم على مواجهة جميع الجبهات واحدة واحدة ولكن إذا استغلوا ما يجري وسخروه لمصلحتهم سيخلقون شيئاً أبعد من الفوضى وأقسى من الحرب وهو الخوف”.

istiqlal

في المشهد الذي يليه يظهر الرئيس الأمريكي ببدلة زرقاء داكنة اللون بناء على نصيحة زوجته ليدلي بخطاب عاطفي للأمة حول اختطاف مواطن أمريكي من قبل جماعة متطرفة تهدد بقتله ليتحدث الرئيس عن أن أمريكا أولاً وأنهم بصدد خوض حرب لإنقاذ أمريكا وبقاء شعبها وأن خطر التطرف ليس خارجياً فقط وإنما هو خطر على الداخل الأمريكي أيضاً، ثم ينهي الرئيس أندروود خطابه بعدد من الرسائل المؤثرة للغاية قائلاً : “هناك جنود أمريكيون سيموتون ومدنيون سيموتون وسيعم الألم وسنشعر بالمعاناة وسيواجهوننا بكل الطرق وسيواجهوننا بالشر هذه ليست حرباً سنخسرها، الحداد لا يعني الخوف، الحزن لا يعني الاعتراف بالهزيمة ولكننا سننتصر”، كما يصور ذلك الصحفي “أسامة جاويش” في أحد مقالاته.

سيناريو الحبكة السينمائية في مسلسل “هاوس أوف كاردس house of cards” يشبه إلى حد ما سيناريو الأحداث التي تعاقبت مؤخرا عقب بدء الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب تحقيقاتها السرية حول اتهام الرئيس دونالد ترامب بارتكاب مخالفة تستدعي عزله من الحكم، فخلال إدلاء كيرت فولكر، المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، بشهادته أمام الكونغرس في إطار إجراءات مساءلة الرئيس، سلم رسائل نصية واتصالات قد تضع الرئيس في مشكلة حقيقية، بعد أن وثقت هذه الرسائل سعي إدارة ترامب لدفع الحكومة الأوكرانية للتحقيق في شركة أوكرانية لها صلات بابن منافس محتمل في السباق الرئاسي الأمريكي المرتقب، وكذلك المزاعم حول القرصنة الروسية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، قبل أن يقر مجلس النواب الأميركي إدانة الرئيس بتهمتي “استغلال السلطة” و”عرقلة عمل الكونغرس” تمهيدا لإمكانيات عزله من طرف مجلس الشيوخ، الذي يحق له وحده محاكمة المسؤولين الحكوميين.

وقد يصبح ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه المساءلة، وذلك في إجراء غير معتاد، فسلطات الرئيس منصوص عليه في الدستور الأميركي ولا يطبق سوى على المسؤولين التنفيذيين الذين يرتكبون “جرائم وجنحا كبيرة”، ولم يُعزل أي رئيس بموجب ذلك الإجراء، لكن تأثيرات تبعات المتابعة بدت أكثر تأثيرا وكما يرى متتبعون فقد تؤثر بشكل أكيد على شعبية ترامب الذي يرى استطلاع للرأي أجرته “جامعة كوينيبياك” أن نسبة التأييد لترامب بلغت 43 في المئة، إلا أن الرقم لا يزال أقل بكثير من نسب التأييد لجميع رؤساء العهد الحديث في الولايات المتحدة تقريبا في الفترة نفسها من عهدهم.

وأظهر الاستطلاع الذي جرى بين 11 و15 ديسمبر أن 52 في المئة من الأميركيين لا يزالون غير راضين عن أداء ترامب، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

ضمن سيناريوهات أحداث “عزل الرئيس” تتجه عيون العالم وحتى البرلمان الأمريكي بعيدا عن ترامب، لتشهد تفاصيل “أزمة جديدة” يصنع الخوف معالم شعورها الأمريكي الجماعي عقب التهديدات الإيرانية بالرد على مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فجر يوم الجمعة الماضي في العراق، بأوامر من ترامب، ليبقى السؤال أكبر من استهداف الجنرال الأيراني “السليماني”، فهل إختيار ترامب الركون إلى سياسة “الإغتيال” والمواجهة المباشرة مع إيران خطوة للهروب إلى الأمام وإعادة إنتاج سيناريو “هاوس أوف كاردس house of cards”؟، أم أن الأمر يتعلق بإستراتجية أمريكية مستقبلية تتجاوز الرئيس نفسه؟

istiqlal
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد