هل ولى زمن العظماء….

استفزني خبر قرأته في إحدى اليوميات الوطنية مفاده أن الاستقلاليين طالبوا بإحالة حميد شباط على  لجنة التحكيم والتأديب، من أجل التحقيق معه حول ما قاله عن جهة ما غررت به وأوحت  له بالخروج من حكومة بن كيران واستفزني أكثر قول مصدر قيادي استقلالي أن الاستقلاليين ارتكبوا أكبر خطأ عندما أصبح شباط أمينا عاما لحرب من حجم الاستقلال

تذكرت جيدا أننا ونحن صغار كنا –وكذلك كان من قبلنا – نقف إجلالا وتقديرا لأسماء وطنية كبيرة، بتاريخها النضالي الكبير ويكفي أن نذكر في العصر الحديث علال الفاسي، المهدي بن بركة، عبد الرحمان اليوسفي، محمد بوستة، بن سعيد أيت ايدر، عبد الكريم الخطيب، عبد الرحيم بوعبيد، واللائحة طويلة لكي نعرف أننا أمام جبال سامقة في عوالم الوطنية والفكر…. اذا تكلمت كان لكلامها الوقع الجلل على السامعين، واذا سكتت كان لسكوتها معنى ودلالات قوية، تطأطئ لها رؤوس الأصدقاء قبل الأعداء، ويكون لمواقفها الاثر البارز على الوطن وقضاياه، ويحسب لمواقفها ألف حساب ولاتصم الاذان عن أقوالها، ولاتغمض العيون عن أفعالها…

كانت الأحزاب التي تنهل منها هذه الشخصيات والتي تعتبر مرجعية لها تعد على رؤوس الأصابع، ومع ذلك كانت مثالا للأحزاب التي تحظى بثقة ومصداقية المواطن والتي كونت مدارس تعتبر مثالا في الوطنية والثبات على المواقف..

أما اليوم ونحن نعيش تخمة الأحزاب وتضخمها بعد أن وصل عددها الى 32 حزبا مايعني أن لدينا 32 مكتبا سياسيا أو لجنة تنفيدية، ولدينا نفس العدد من اللجان المركزية والمجالس الوطنية ومع هذا كله فإننا نصبح على ما أشير اليه أعلاه في بداية هذه الافتتاحية مما يتعلق بأكبر وأعرق وأقدم حزب في البلاد فهذا لايعني الا شيئا واحدا يتمثل في قول الشاعر العربي

إني لأفتحُ عيني حينَ أفتحُها…..على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد