هل تفتقر وزارة الصحة لسياسة تواصلية في زمن “كورونا”؟

أثار الغياب المستمر لخالد أيت الطالب، وزير الصحة، عن الندوات الصحفية التي تعقدها الوزارة بخصوص جديد الحالة الوبائية لمرض (كوفيد – 19) بالمغرب، جدلا واسعا لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر مجموعة من النشطاء أن وزارة الصحة أصبحت تعيش على وقع ارتباك تواصلي واضح أثار الشكوك لدى الرأي العام الوطني في هذه الظرفية التي تحتاج تواصلا فعالا وإيجابيا مع عموم المواطنات والمواطنين بخصوص وباء “كورونا” المستجد.

وتختار وزارة ايت الطالب طرقا مختلفة للإعلان عن جديد الحالة الوبائية، إما عبر بلاغات موجزة غير واضحة لا تتضمن التفاصيل المطلوبة، وإما الإعلان عن الحالات الجديدة المؤكدة وحالات الوفيات والشفاء عبر بوابتها الالكترونية “كوفيد ماروك”، أو الإعلان عن عدد الإصابات والوفيات دون تقديم معطيات كافية للرأي العام حولها.

كل هذه المعطيات، خلفت شكوكا لدى الرأي العام الوطني بسبب الارتباك في التواصل، أكدته مجموعة من مقاطع الفيديو في الآونة الأخيرة لمجموعة من المرضى الذين ظهروا في حالة مزرية يشتكون سوء المعاملة والإهمال داخل غرف الغزل بالمستشفيات.

من جهة أخرى، تساءل عدد من المتتبعين عن الغياب المفاجئ لمحمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة الذي اعتاد التواصل مع وسائل الإعلام منذ قرابة شهرين.

وحسب ما أشارت إليه عدد من المصادر، فإن وزير الصحة قرر التناوب في الخروج الاعلامي على عدد من رؤساء المصالح والأقسام وذلك “لتحنب إضفاء الشرعية على أي مسؤول داخل وزارة الصحة”.

وفي هذا الصدد، قال أمين السعيد، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، في تصريح لـ “المصدر ميديا”، أن غياب وزير الصحة خالد ايت الطالب عن الظهور في وسائل الإعلام يرجع إلى ضغط العمل المتواصل ومهمة التنسيق بين مدراء المستشفيات وباقي المصالح الأخرى.

وأضاف أمين السعيد أنه “على ضوء الضغط اليومي الذي يعيشه الوزير فإنه يلجأ إلى توزيع الاختصاصات بناء على المرسوم المنظم لوزارة الصحة بحيث يكلف مدير مديرية معينة بالتواصل مع العموم باسمه أو التواصل مع العموم في إطار الصلاحيات والاختصاصات والقضايا التي تندرج ضمن تلك المديرية”.

وتابع أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية أن “هذا الأمر يعتبر عاديا جدا وتنهجه مجموعة من الدول في الوقت الراهن كفرنسا وإيطاليا”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد