هل انتقل عيد الأضحى عند المغاربة من سنة مؤكدة إلى عادة اجتماعية؟

في كل عام عند اقتراب موعد عيد الأضحى بالمغرب، يدخل المغاربة في دوامة الضغط و الارتباك وغيرها من الحالات النفسية والاجتماعية والمادية من أجل اقتناء أضحية العيد ولوازمها.

هذا الضغط والصراع مع النفس والمحيط أصبح يضفي على هذه المناسبة الخاصة طابعا آخر، حيث انتقلت من سنة دينية يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، إلى عادة اجتماعية ملزمة لدى معظم الأسر المغربية سوا كانت ميسورة أم ذات دخل محدود.

سؤال تطرحه جل الأسر المغربية “مايمكنش مانعيدوش آش غايقولو علينا الجيران والعائلة؟”، والذي يؤكد بالملموس أن مناسبة عيد الأضحى أصبحت عادة اجتماعية من أجل التباهي بالأضحية أمام الأهل والجيران والأصدقاء داخل الحي رغم أن تكاليف الأضحية مرتفعة على بعض الأسر ذات الدخل المحدود، حيث أن ثمن شراء الأضحية يبتدأ من 1500 درهم وهو ليس بمقدور الكثيرين، لكن رغم ذلك في نظر العديد من هذه الفئة لا يشكل عائقا أمامهم وهمهم الوحيد هو اقتناء الأضحية ولو اضطر البعض إلى بيع شيئ من ممتلكاته أو اللجوء إلى بعض وكالات القروض.

الحكومة بدورها تعلن، قبيل عيد الأضحى، وكل سنة تقريبا، عن صرف أجور الموظفين قبل موعدها لمساعدة الأسر على شراء أضحية العيد، لكن بعد هذه المناسبة يجد الموظفون أن جل الراتب قد صرف على الأضحية ولوازم العيد ويضطرون إلى البحث عن كيفية تدبير الشهر الذي صرف راتبه من أجل العيد.

كل هذا يوضح الضغط النفسي والمادي الذي يعيشه المغاربة من أجل أضحية العيد التي تبقى سنة مؤكدة فيها الأجر والثواب العظيم لمن أحياها ولكن لا يعاقب تاركها خاصة إذا كان غير قادر على توفير ثمن الأضحية لقوله تعالى: ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، وبالتالي يتضح أن الدخول في أجواء الجماعة أصبح يلزم العديد من الأسر إلى شراء كبش العيد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد