هل إنتهى الكلام بين العثماني وأخنوش؟

بدت معالم تصدع وشيك داخل الأغلبية الحكومية، تظهر بادية للعيان بعد التراشق بالتصريحات بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار. وبات الجميع في إنتظار دق ساعة الحسم، وعودة “البلوكاج” ليخيم من جديد زمن  الهدر السياسي الملقي بظلاله على  كل مناحي الحياة.

 وحسب ما ذكرته مصادر صحفية، فإنه من المرتقب حدوث حالة استثناء حكومي قد يدفع نحو “بلوكاج حكومي جديد” عقب تصريح عزيز أخنوش الأخير الذي رد فيه على بلاغ الأمانة العامة لحزب المصباح، ووصول التحالف الحكومي إلى الطريق المسدود عقب تصريحات القياديين بالحزبيين عبد العالي حامي الدين ورشيد الطالب العالمي.

الحديث عن قرب إنهاء زمن التحالف نفاه عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب العدالة والتنمية، في تصريح للمصدر ميديا، بعد أن صرح ” أنه لا ورود لإمكانية عن انسحاب “البيجيدي” من التحالف الحكومي إطلاقا”.

“الحماق” كما وصفه نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب الكتاب، وحسب الدكتور أمين السعيد الباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، يرتبط  ” بحالة العودة إلى التنافس القطبي الذي كان بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية خلال الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2016 التي جعلت حزب الأصالة والمعاصرة يتراجع عن منافسة حزب العدالة والتنمية ويفتح الباب لحزب التجمع الوطني للأحرار”.

وفي هذا السياق، يضيف السعيد ” فإن هذا التوتر مرتبط بنقاش سياسي أثير في أشغال مؤتمر الشبيبة التجمعية، وهو ما يعني هامشية هذا الاحتكاك الطبيعي المعهود في الشبيبات الحزبية، المطبوع بمعجم صدامي نقدي حاد. لذلك، فإن الصراع بين حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار غير مرتبط بتصور فوقي نابع من الأحهزة العليا التقريرية للحزبية”.

وتابع الأستاذ الباحث في القانون الدستوري، ” كما أن الوضعية الحالية تخدم مصلحة الحزبين معا، فكل حزب في حاجة إلى بقائه في الحكومة. وبالرغم من ذلك، فإن أشغال البرلمان والعمل الحكومي تعكس إستمرار إشتغال الحزبين وفق مبدأ التضامن الحكومي، حيث أن الحزبين يصوتان معا لصالح الأغلبية الحكومية، كل ذلك يوحي بإستمرارية الحكومة في السنة الحالية”.

مخاوف إمكانيات التصدع الحكومي ألقت بظلالها وحركت مخاوف أحزاب أخرى، فبعد أن سادَ الاعتقاد في أوساط المتابعين للشأن السياسي بأنّ حزبَ التقدم والاشتراكية قد طوى صفحة الدعوات التي تصاعدت في صفوف مناضليه للخروج من الحكومة، إثر إعفاء شرفات أفيلال، القيادية في الحزب، من منصبها، أعاد محمد نبيل بنعبد الله احتمال خروج حزب “الكتاب” من الحكومة إلى الواجهة.

ويبدو أن السبب الذي جعل رفاق بنعبد الله يعيدون النظر في مسألة بقائهم في الحكومة هو عدم تماسك مكوّناتها، بعد توتّر العلاقة بين مكوّني الأغلبية، حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، إذ هاجمهما بنعبد الله، ذاهبا إلى وصْف تراشقهما بالكلام وتبادل الاتهامات بـ”الحماق”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد