هل أعاد العثماني أخطاءه الدبلوماسية التي عجلت برحيله من وزارة الخارجية في عهد حكومة بنكيران

أعاد استبعاد الملك محمد السادس رئيس الحكومة من تمثيله في أكبر مؤتمر لرؤساء دول وحكومات التجمع الاقتصادي الافريقي “سيدياو”، إلى الواجهة النقاش حول إخفاقات الدبلوماسية الحكومية الموازية التي يقودها العثماني، وعدم قدرته على تلافي الأخطاء التي عجلت برحيله عن وزارة الخارجية في عهد حكومة بنكيران الأولى.

وأبانت مضامين بلاغ اجتماع “سيدياو”، الذي أكد على انه تنفيذا لتعليمات ملكية، سيمثل وفد مكون من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، والمدير العام للدراسات والمستندات، محمد ياسين المنصوري، الملك في أشغال الدورة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) حول مكافحة الإرهاب، في واغادوغو، ، إلى جانب رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، عما وصف من داخل أوساط إعلامية “بالغضبة الملكية” بعد استبعاد الملك محمد السادس لرئيس الحكومة من تمثيله في أكبر مؤتمر لرؤساء دول وحكومات التجمع الاقتصادي الافريقي، عقب فشله فيما إعتبر تدبير الرؤية الملكية المرتبطة بإرساء دعائم “دبلوماسية موازية” قادرة على وضع المغرب في قلب إفريقيا، وقطع الطريق عن جبهة البوليساريو التي إستغلت غياب المغرب عن الاتحاد الأفريقي لما يناهز 33 عاماً، للترويج لطروحاتها الإنفصالية.

كما دفع غياب الحكومة عن إحتفالات سفارة “الكوت الديفوار” بالمغرب بالعيد القومي لها وذكرى استقلال جمهورية ساحل العاج في ذكراه 59، وحضور عدد من الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي ورئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، إلى إعادة طرح نفس السؤال حول فشل العثماني في إرساء دعائم دبلوماسية موازية كما حددتها الرؤية الملكية، خصوصا وأن كوت ديفوار تعد من الدول الداعمة لمقترح “الحكم الذاتي” بالأقاليم الجنوبية، بعد أن جددت خلال المصادقة في 31 أكتوبر 2018 على القرار 2440 لمجلس الامن بخصوص تمديد مهمة بعثة المينورسو، دعمها لمخطط الحكم الذاتي، مؤكدة أن هذا المخطط يشكل “أساسا جيدا للمباحثات” من أجل ايجاد تسوية لقضية الصحراء.

كما ان “الكوت الديفوار” كانت قد افتتحت قنصلية شرفية لجمهوريتها بالجهات الجنوبية للمملكة في إطار الجهود الرامية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تربط البلدين، وهو ما يطرح نقط إستفهام عديدة حول حقيقة عمل ما بات يعرف بـ “الدبلوماسية الموازية” التي تقودها الحكومة، والتي تبقى في أغلبها مرهونة بتحركات صاحب الجلالة لتحقيق مقاصدها، فيما تبقى الحكومة قاصرة عن تحقيق مراميها وأهدافها، رغم الإمكانيات التي ترصد لها، والسبب غياب حضور مؤثر في المنتديات الحزبية والمدنية والبرلمانية الإفريقية بجميع أنواعها، باستثناء المبادرات الأخيرة لمجلس المستشارين الذي احتضن لقاء للبرلمان الإفريقي، فاتحا بذلك عهدا جديدا في العلاقات بين البرلمانيين المغاربة والأفارقة.

يذكر أن الزيارة الرسمية التي قام بها العثماني لدولة بنما، ممثلا للمغرب في حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، أعادت حين ذاك إلى الواجهة الحديث عن الأخطاء الدبلوماسية لسعد الدين العثماني حين كان وزيرا للخارجية في حكومة بن كيران الأولى، والذي غادر المنصب فور أول تعديل بسببها، بعدما وصف حضوره  بـ”الباهت”، في حفل تنصيب حضرها كذلك زعيم جبهة البوليساريو، والذي كان حضوره كما وصفته “تقارير إعلامية” محط تقارير “جد سلبية” من مصالح وزارة الخارجية بالخارج، تم إرساله إلى الجهات المعنية بالمغرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد