هكذا يحتفل المغاربة بذكرى المولد النبوي الشريف

يحتفل المغاربة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، من كل سنة هجرية، وهو ما صادف يومه الثلاثاء 19 أكتوبر الجاري، بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك تعبيرا عن حبهم لشخصه وارتباطاً بمقدسات دينهم الإسلامي.

وتبدأ التحضيرات لهذة المناسبة العظيمة قبل أيام وربما أسابيع من تاريخها، حيث تقوم النساء بتحضير مختلف أشكال الحلويات المغربية التقليدية، إلى جانب تحضيرهن لألذ المخبوزات والفطائر الشهية، كما يقمن بتحضير الكسكس لوجبة الغداء، وذلك لما يحملة من رمزية مهمة في المجتمع، ويقوم أرباب البيوت بشراء الفواكه الجافة. هذا في ما يخص الطعام وهو قد يختلف من منطقة إلى أخرى، أو من أسرة إلى أخرى.

وبالرغم من أننا لم نأتي على ذكر كافة تفاصيل هذا اليوم العظيم، إلا أننا لن ننسى أهم تفصيل، وهو ما يتعلق بجلسات الذكر والتهليل، والصلاة على الحبيب المصطفى صلوات ربي عليه وأتم تسليما، حيث تقوم الزوايا الصوفيه في المملكة بتنظيم جلسات للذكر والمدح، كما تعمد بعض القنوات الرسمية صبيحة هذا اليوم وعشيته بنقل جلسات المدح في النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهناك من يسهر ليلة الذكرى يصلي على النبي حتى مطلع الفجر.

وما يميز صبيحة هذا اليوم هو زيارات الأقارب والأهل والأصحاب، للسلام والتهنئة والمباركة، كما يتزين كافة أفراد الأسرة بارتداء أجمل الجلابيب المغربية التقليدية، فرحا وسرورا واستشعارا بقيمة هذه اليوم العظيم.

ومن التفاصيل الجميلة أيضاً، حرص الفتيات والأطفال وكذا بعض النساء، على خضب كفوفهن بالحناء لتكتمل زينتهن صباح ذكرى المولد النبوي الشريف.

ذُكر في مصادر عدة، عادة احتفال المغاربة بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي تعود  إلى عهد الموحدين الذين حكموا المغرب في فترة ما بين 500 و600 هجرية، حيث عملوا على تخليد مناسبة المولد النبوي الشريف، لكي لا تؤثر احتفالات المسيح على المسلمين في بلاد الأندلس، قرر الموحدون تخصيص ذكرى المولد النبوي باحتفالات تليق بمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأصبح الخليفة الموحدي المرتضى يحيي ليلة المولد النبوي، وثبت أن الموحدين كانوا يحيون هذه الذكرى الدينية بحفلات القرآن والأناشيد والشعر.

ويذكر التاريخ أن الخليفة يعقوب بن عبد الحق المريني هو أول خليفة احتفل بالمولد النبوي وأقام حفلا في مدينة فاس، كما أصدر ظهيرا ينص على اعتبار عيد المولد النبوي عيدا رسميا ليتم تعميم هذا الاحتفال بالمغرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد