هؤلاء صحفيون قتلوا قبل خاشقجي

أعاد مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشفجي، نسج خيوط المؤامرة وفتح المجال للتذكير مجددًا بحجم المخاطر التي تواجه الصحفيين الذين يحققون في ملفات الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.

مقتل خاشفجي، أعاد إلى الواجهة نقاش “إغتيال حرية الرأي والتعبير” وذكر خلال سنة بصحفيين أنهى “حب فضح الحقيقة”  حياتهم، كـ”دافني كاروانا غاليزيا..في مالطا” و”يان كويساك..في سلوفاكيا” و” مكسيم بورودين..بروسيا” و”فيكتوريا مارينوفا..ببلغاريا”.

 

 خاشقجي.. نهاية مأساوية 

إذا كانت فصول مقتل خاشفجي لاتزال تراوح مكانها بين سؤال “أين جثة خاشفجي؟”، فإن الصحفي الذي كتب بتاريخ 18 شتنبر 2017  في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا تحت عنوان: “السعودية لم تكن دائمًا بهذه الدرجة من القمع.. الآن أصبحت لا تطاق”، واختفى في القنصلية السعودية بعد ظهر يوم الـ 2 أكتوبر الجاري”، حرك ردة فعل مجتمعي وسياسي طالبت ضمنها تركيا بالسماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في أسطنبول بعد استدعاء السفير السعودي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية للمرة الثـانية، بعد تعهد الرئيس التركي “أردوغان” بمتابعة القضية شخصيا، مشيرا إلى أن السلطات تفحص جميع تسجيلات كاميرات المراقبة وسجلات المطار.

صحيفة “واشنطن بوست” دعت الإدارة الأمريكية إلى مطالبة الرياض بتقديم إجابات واضحة حول اختفاء خاشقجي، مسؤولون أتراك صرحوا لوكالة “رويترز”  أنهم يعتقدون أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية، فيما عبر وزير الخارجية البريطاني “جيريمي هنت” على حسابه الرسمي بتويتر: “إجتمعت بسفير السعودية لدى لندن سعيا للحصول على إجابات عاجلة بشأن جمال خاشقجي. العنف ضد الصحفيين بأنحاء العالم يشهد إرتفاعا، وهو تهديد خطير لحرية التعبير…”.

 ونشرت صحيفة “خبر ترك” اليوم الأربعاء صور وأسماء 15 سعوديا يشتبه بأنهم على صلة بلغز اختفاء خاشقجي في القنصلية السعودية بعد ظهر يوم الـ 2 أكتوبر الجاري”،  وصلوا يوم اختفاء الصحفي السعودي إلى اسطنبول وغادروها في نفس اليوم على متن طائرة خاصة، قبل أن تعلن شبكة “سي أن أن ترك” قد أعلنت مساء الثلاثاء التعرف على هويات سبعة من المشتبه بتورطهم باختفاء خاشقجي، بعدما صورتهم 150 كاميرا مراقبة موزعة في محيط القنصلية، لتفجر صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن مسؤول تركي رفيع المستوى، تفاصيل القتل، كاشفة أن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، قتل بعد ساعتين من وصوله قنصلية بلاده في إسطنبول، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم “الخيال الرخيص” الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي أكد تفاصيلها تسجيل صوتي من 22 دقيقة تم تسجيلها داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، والتي وُزع فحواها على كل الأجهزة الأمنية الرئيسية في أوروبا وأميركا، ما حدث مع جمال خاشقجي منذ استقباله بمكتب القنصل حتى تقطيع جثته.

 ليبقى السؤال، أين  جثة خاشفجي؟

 

“دافني كاروانا غاليزيا”.. “المدونة الغاضبة” في مالطا

“هناك أوغاد في كل مكان تنظر إليهم الآن، لقد أصبح الوضع مؤسفًا”، كانت هذه أخر تغريدة كتبتها الصحفية المالطية “دافني كاروانا غاليزيا” عبر حسابها الرسمي على تويتر في صباح 16 أكتوبر 2017، بعد أن تم تفجير سيارتها عند خروجها من منزلها، بسبب قيادتها للتحقيق الاستقصائي في وثائق بنما في بلدها مالطا، التي كشفت عن تورط رجال أعمال بارزين، وشخصيات سياسية بملفات الفساد والتهرب الضريبي.

غاليزيا أو “المدونة الغاضبة” التي قضت عن عمر يناهز الـ53 عامًا، وأدرجت عام 2016 ضمن قائمة أكثر 28 شخصية مؤثرة في أوروبا بحسب بوليتيكو الأوروبية؛ كانت اتهمت، بناءً على تحقيقها الاستقصائي، رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات واثنين من أقرب مساعديه، بالارتباط بشركات التهرب الضريبي، وبيع جوازات سفر مالطية، والحصول على مكافآت من حكومة أذربيجان، إضافة لإثبات وجود اسم زوجة موسكات في وثائق بنما، وكشفها عن أسماء تعمل إلى جانب موسكات في الحكومة المالطية، ما دفع بزعيم المعارضة في مالطا آدريان ديليا لوصف اغتيالها بـ”السياسي”.

 

“يان كويساك”..إسكات الحقيقة في سلوفاكيا

يُعتبر الصحفي الشاب يان كويساك (27 عامًا)، واحدًا من الصحفيين الصاعدين في سلوفاكيا الذين حاولوا الكشف في تحقيقاتهم الاستقصائية عن ملفات فساد ترتبط بسياسين ورجال أعمال سلوفاكيين، لكنه لم يستطع أن يكمل العمل على تحقيقاته التي بدأها، بعد أن عُثر عليه مقتولًا برصاصة في الصدر، مع صديقته مارتينا كوسنيروفا، التي قتلت برصاصة في الرأس، في منزله بمدينة فيلكا ماكا شرق العاصمة السلوفاكية في فبراير الفائت.

وكان الصحفي الشاب المختص بتحقيقات الفساد في موقع “أكتشواليتي إس كاي”، يعمل على تحقيقات مرتبطة بعمليات تزوير مشتركة بين رجال أعمال وسياسيين سلوفاكيين.

وأشارت تقارير صحفية إلى أنه قبل مقتله كان يجري تحقيقًا حول دفع أموال أوروبية لرعايا إيطاليين مقيمين في سلوفاكيا لديهم صلات مفترضة بمجموعة الجريمة المنظمة الكالابرية.

 

“مكسيم بورودين”.. ضحية المرتزقة الروس

في منتصف أبريل الماضي، أعلن موقع “نوفي دين” الإخباري الروسي غير الحكومي، وفاة مراسله مكسيم بورودين (32 عامًا)، بعد سقوطه من شرفة منزله في الطابق الخامس في مدينة يكاترينبورغ الروسية، حيثُ توفي في المستشفى بعد نقله إليها.

وعلى الرغم من تأكيد الشرطة الروسية أن منزله كان مغلقًا من الداخل، فإن رئيسة تحرير “نوفي دين”، بولينا روميانتسيفا، قالت إنها لا تعتقد أنه مات منتحرًا، فيما قال صديقه فياتسلاف باشكوف للصحافة، إن بورودين اتصل به ليلة وفاته ليخبره عن وجود أشخاص مسلحين على شرفة منزله.

وقبل وفاته كتب بورودين تقارير عن الفساد ومعدلات الجريمة في روسيا، بالإضافة لكتابته تقارير عن المرتزقة الروس الذين يقاتلون ضمن مجموعة فاغنر إلى جانب رئيس النظام السوري .

 

 

فيكتوريا مارينوفا..وحشية القتل

واحدة من أكثر جرائم القتل وحشية التي يتعرض لها الصحفيون حول العالم، هي تلك التي حصلت مع الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا (30 عامًا)، بعدما أعلنت السلطات البلغارية أنها وجدتها مقتولة في أحد المنتزهات في مدينة روسي البلغارية يوم السبت الماضي، حيثُ عُثر عليها مقتولة بعد تعرضها للاغتصاب، وتقول تحقيقات الشرطة البلغارية إنها قتلت نتيجة “اختناق وإصابة في الرأس”.

الصحفية البلغارية عرضت في الحلقة الأولى من برنامجها “الكاشف” على قناة “TVN” البلغارية، حوارات يكشف تورط شركات خاصة في قضايا فساد مرتبطة بسوء إنفاق أموال الاتحاد الأوروبي، كما أنها شاركت في تحقيق مع مجموعة من الصحفيين البلغاريين حول مشاريع في نفس الموضوع تديره السلطات المحلية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد