نشر تقرير رضى الشامي..التوقيت غير موفق والأسباب غير واضحة

كتب : محمد الغيث ماء العينين

يوم الاثنين ٢٣ دجنبر اعلنت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي عن قرارها الشروع، ابتداء من 2 يناير المقبل، في عملية استماع للمؤسسات والقوى الحية للأمة المتضمنة للأحزاب والنقابات والقطاع الخاص والجمعيات، وذلك في إطار “روح الانفتاح والبناء المشترك” .

مباشرة بعد هذا الاعلان و في نفس الاسبوع قرر السيد احمد رضى الشامي تعميم ” مساهمة ” المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في ورش التفكير حول النموذج التنموي الجديد و التي، حسب ما جاء كتوطئة لها، تعد مُسَاهَمة في ورش التفكير حول بلورة نموذج تنموي جديد للمغرب، جرى اعتمادها بالإجماع من لدن الجمعية العامة للمجلس، و كانت ثمرة مقاربة تشاركية، حيث تم الإنصات لـ 59 فاعل واستطلاع رأي أزيد من 5800 من المواطنات والمواطنين. و قد اقترح المجلس في التقرير الذي تضمن مساهمته أزيد من 180 إجراء ملموس يرتكز على تسع خيارات كبرى تسمح بتحقيق الطموح الجماعي وفق مقاربة منهجية وتشاركية.

و الإطلاع على التقرير اليكم الرابط http://bit.ly/RpNMDA.

و قد تم نشر التقرير في مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابي المجلس في توتير و الفيس بوك و حظي بمتابعة كبيرة جدا اذ تم اعادة مشاركة تدونية المجلس على الفيسبوك التي نشرت رابط تحميل التقرير اكثر من 800 مرة موزعة مما يعني ان التقرير قد تم تحميله آلاف المرات.. كما تمت تغطية نشر التقرير من طرف الصحافة الوطنية بشكل واسع ..

توقيت نشر التقرير و الهدف من وراء ذلك اقل ما يمكن ان يقال عنهما انها يستعصيان عن الفهم و يثيران تساؤلات جدية حول خلفياتهما و ذلك لعدة اسباب ابرزها :

– السبب الاول لاستعصاء الفهم هو كون السيد رضى الشامي رئيس المجلس هو عضو في اللجنة الخاصة و لا حاجة له للجوء الى الاعلام لكي يبلغها تقريره ؟!! كما ان التزامه بميثاقها الاخلاقي يفرض عليه الالتزام بخلق الظروف المواتية لتفعيل الذكاء الجمعي و ذلك يتطلب كما هو معروف ان تكون كل الافكار و المقترحات المطروحة هي افكار الفريق مجتمعا أياً كان من اقترحها لكي تصبح ارضية لتطوير افكار و مقترحات افضل..

– السبب الثاني لعدم الفهم هو ان السيد رضى الشامي يعرف جيدا ان المطلوب من اللجنة الخاصة هو تشجيع الافكار الجديدة و الخلاقة عند كل الاطراف المعنية في المجتمع و ان الهدف من جلسات الاستماع هو البحث عن هذه الافكار المتحررة من الباراديغمات السائدة .. لكن لا يمكن تصور ان السيد الشامي يخفى عليه ان تقريره المفصل و الشامل الذي نُشِر اسبوعا قبل بدء عملية الاستماع سوف ينتشر بشكل كبير و سوف يقرأه اغلب ان لم يكن كل من سوف يتم الاستماع اليه و ان هناك مخاطر جدية من انهم سوف يتأثرون بمضمون التقرير و ان مقترحاتهم و آراءهم التي سوف يعطونها للجنة الخاصة سوف تكون مستمدة منه الشيء الذي يعتبر افسادا للمنهجية المعتمدة و للاهداف المتوخاة من عملية الاستماع برمتها .

– التساؤل الاول حول خلفية النشر هو هل يخفي هذا النشر منافسة ما بين اللجنة و المجلس ؟ او بين السيد رضى الشامي و السيد بنموسى ؟؟ لان مساهمة المجلس، التي شارك في انجازها بعض اعضاء اللجنة ( الشامي و فكرت ..) و تمت استشارة اعضاء آخرين من اللجنة في انجازها ( جطو و كسيكس )، كان من المفروض ان تكون جزءا من العمل الكثير الذي انجز قبل تعيين اللجنة و من التراكم الذي تحقق لا ان تيم ابرازها كورقة قدمها مجلس دستوري و روج لها اعلاميا و ربما سوف يكون دور رئيسه داخل اللجنة هو الترافع للدفاع عنها…؟؟؟

– التساؤل الثاني حول خلفية النشر هل هناك رغبة من طرف المجلس و رئيسه بتسجيل ” ملكيته الفكرية ” ل 180 إجراء ملموس للخيارات كبرى التسعة التي ترتكز عليها التي وردت في تقريره ؟؟؟!! لكي ينسبها لنفسه او يمنع نسبتها للجنة في حالة ورودها في المقترح النهائي المرتقب للنموذج التنموي ؟؟!!!..

ايا كانت الاسباب او الخلفيات فإن نشر التقرير في هذا الوقت سوف يؤثر سلبيا على نتائج جلسات الاستماع و يقلل من القيمة المضافة التي سوف تنتج عنها كما انه سوف يؤثر على الانسجام المطلوب بين اعضاء اللجنة التي من المطلوب ان تكون لهم كلهم نفس المسافة مع كل الآراء و المقترحات المطلوبة في الوقت الذي سوف يؤدي نشر تقرير المجلس بكل تأكيد و إن بنسب غير معروفة الى نوع من الاستقطاب حوله مع او ضد .. كما ان السيد الشامي بنشره لتقرير مجلسه فرض واقعا سوف ينتج عنه احراج له هو في حالة ما إذا ما جاءت الصيغة النهائية للنموذج التنموي الذي سوف ينبثق عن عمل اللجنة الخاصة بعيدة عن مقترحات المجلس و عن تصوره و عن رؤيته او إحراج للآخرين في حالة ما إذا تبنت الصيغة النهائية للنموذج التنموي جزءا كبيرا او غالبية ما جاء في مساهمة المجلس و سوف يصبح التساؤل مشروعا عن الهدف من ” اضاعة الوقت ” في عمل لجنة خاصة تكون نتيجة عملها العودة الى خلاصات جاهزة لمجلس دستوري موجود ..؟؟!
و اعتقد ان الجهة التي سوف تحرج معروفة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد