نساء على هامش التاريخ…

أغلب الأحكام التي تطلق على شخصية المرأة في المجتمع العربي، قديما، نمطية ويغلب عليها طابع التعميم. فالتاريخ يخبرنا عن نساء ما كان لهن أن يبرزن ويحققن ما وصلن إليه، في مجتمع كذلك الذي جرت العادة على الحديث عنه.

سجاح بنت الحارث امرأة من تميم.

هذا الاسم “الملعون” في الذاكرة الإسلامية، لامرأة ادعت النبوة وتبعها قومها في زمن متقدم لم يتعد فيه من ادعوا النبوة أصابع اليد…
وإذا نظرنا إلى هذه الحادثة، بعيدا عن الحكم الديني، فإنها ليست عادية بكل المقاييس.

قبيلة تميم واحدة من أكبر القبائل العربية وأشهرها

قال فيهم علي بن أبي طالب (ض):”إن بني تميم لم يغب لهم نجم إلاّ طلع لهم آخر وإنّهم لم يسبقوا بوغم في جاهليّة ولا إسلام وإنّ لهم بنا رحما ماسّة وقرابة خاصّة نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها”

وهي قبيلة الفرسان والشعراء ومنهم جمع كبير من الصحابة والتابعين وهم فرسان الفصاحة…

كل هذا يعني، أننا أمام قبيلة ذات مكانة كبيرة في الجاهلية والإسلام، وليست ضعيفة أو على هامش المجتمع العربي.

ولذلك فإن بروز هذه المرأة له دلالات كثيرة، ولا يمكن أن يكون استثناء أو ضد مجرى الرأي العام في مكانة المرأة، وقيمتها داخل هذا المجتمع.
فقد تبعها من قومها، جمع فيه بعض ساداتهم كمالك بن نويرة…

ثم إن ما قامت به لم يكن شيئا بسيطا في مواجهة الدولة الإسلامية القوية الصاعدة التي استطاعت أن تخضع شبه الجزيرة العربية وانطلقت في اتجاهات متعددة لتغزو العالم…

وحسب الروايات التاريخية فإن سجاح “المتنبية” قادت معارك عسكرية، سببت خوفا وقلقا لمسيلمة الكذاب ولذلك تقرب منها وطلبها للزواج.

حكاية سجاح، نموذج لحكايات كثيرة لنساء طُمست معالم مرورهن في التاريخ لأسباب اجتماعية أو دينية أو فكرية. ومن تلك النماذج، الجواري اللواتي كان لهن أثر عظيم في المسار السياسي للدولة الإسلامية منذ العهد الأموي وبلغ أوجه في العهد العباسي،..

هذه الفئة، اعتبرت دائما، على هامش التاريخ ولم تعط لها الأهمية اللازمة كنماذج نسائية نحتاجها لتكوين فكرة أكثر واقعية عن المرأة في تلك العصور..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد