نجوم العلوم بلجنة تحكيم فوق العادة

بجد وتفاني في العمل، يستعد فريق برنامج نجوم العلوم لانطلاق الموسم الجديد رفقة ثلاث حكام فوق العادة، يقرروا مصير الفائز بهذه النسخة.

فقد بدأ الموسم التاسع من برنامج تلفزيون الواقع الأول في العالم العربي، نجوم العلوم، الذي يتنافس فيه باقة من نخبة المبتكرين العرب الشباب على جوائز تبلغ قيمتها 600 ألف دولار، وبدأت معه التساؤلات عمن سيكون الأوفر حظاً ليكون الرابح هذا العام. ولا شك أن للجنة الحكام دوراً هاماً تلعبه على هذا الصعيد.

فمن هم هؤلاء الأشخاص الذين سيقررون هوية الفائز هذا العام؟

البروفيسور فؤاد مراد: إن الحياة في عالم الابتكار هي في غاية الصعوبة، وعليك أن تتمتع بالجلد والصبر حتى تستمر.

للإجابة على ذلك، يشرح البروفيسور فؤاد مراد، الذي سبق له أن حكّم خلال المواسم الماضية لبرنامج نجوم العلوم منذ إطلاقه عام 2009، فلسفته بالقول: “تعتمد فلسفتي على حث المرشحين ودفعهم على السير قدماً من خلال المراجعة النقدية. إن الحياة في عالم الابتكار هي في غاية الصعوبة، وعليك أن تتمتع بالجلد والصبر حتى تستمر. عليك أن تقدّم كل ما لديك حتى تنجح”.

يشار أن الدكتور مراد سبق أن حاز شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة برديو المرموقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يتولى الآن منصب المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتكنولوجيا بمنظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة، حيث يجهد للتأكد من تواجد السياسات الملائمة لدعم رواد أعمال التكنولوجيا في المنطقة.

والمخاطرة ليست أمراً غريباً بالنسبة للبروفيسور فؤاد، الذي ذاق ألم التهجير في لبنان نتيجة للحرب الأهلية التي اندلعت فيه عام 1975. وخلال تلك السنوات المضطربة، شُغف فؤاد بالعلم، الذي اعتبره الوسيلة الأمضى من أجل تحسين ظروف حياته. وبعدما أنهى دراسته السنوية، سافر فؤاد إلى مدينة بافالو بولاية نيويورك الأمريكية، بعدما نال منحة دراسية من مؤسسة الحريري.

وفي هذا الصدد، يقول البروفيسور: “كانت تلك تجربة غيّرت مجرى حياتي. فقد كان الناس والطقس والثقافة واللغة وأسلوب التعليم مغايرين تماماً لما اعتدته من قبل. وقد احتجت إلى الكثير من الوقت حتى أتأقلم. لقد كان من السهل أن أستسلم وأعود إلى موطني بعد أشهر قليلة، لكنني كنت أعرف في قرارة نفسي أن إصراري ومثابرتي ستسهم في تعزيز وضع أسرتي في السنوات المقبلة. ومن هنا، فقد أصبحت نيويورك موطني الجديد، إذ لم يكن هناك ثمة خيار آخر”.

الدكتور عبدالحميد الزهيري : أحب تقديم المراجعة التي من شأنها تثقيف المرء وتسليته في آن معاً.

ومن جهته، يقول الدكتور عبدالحميد الزهيري: “أحب تقديم المراجعة التي من شأنها تثقيف المرء وتسليته في آن معاً. إن توفير المراجعة التي يشوبها حس الدعابة هي في الحقيقة تكتيك ناجح، كونه يخفف من الضغوط ويسمح للشخص بمواجهة القضية مباشرة. لكنني لا أمزح أبداً بقصد الإساءة”.

ويرأس الدكتور الزهيري الجامعة الأوروبية المتوسطية في دولة سلوفينيا، كما أنه أستاذ في كلية الطب بجامعة القاهرة. وقد نما حماس الدكتور الزهيري للتوجيه والإرشاد خلال فترة عمله مع الحكومة المصرية، الذي سعى لتشجيع الابتكار العلمي في الدولة. وحول ذلك يقول: “إن تعزيز قدراتك على التوجيه والإرشاد هي مهمة لا تنتهي، كونه يوجد مكانة للتحسن دائماً. لا يمكنك أن تسمح لنفسك بالتراخي عندما تطلب الكمال”.

ويضيف: “ما يثير حماسي بالفعل كوني أبسّط الأفكار للمبتكرين. وعلى غرار الدمى الروسية، فإن لدى المبتكرين أفكاراً داخل أفكارهم، ومن هنا تنبع حاجتهم إلى مراقب ثاقب البصر يساعدهم على استكشاف الاحتمالات الأخرى”.

ويستطرد الدكتور الزهيري بالقول: “من خلال إثارة خيالهم، فإنني أسعى لتشجيعهم على أن يكونوا مبتكرين باستمرار”.

ويتناول الدكتور الزهيري دوره في سد الفجوة ما بين مشاركة الرجال والنساء في البرنامج، حيث أن سبع نسوة فقط قد تنافسن في نجوم العلوم لحينه من بين 101 مشارك على مدار المواسم الثمانية الماضية، ويقول: “لقد عملت مع النساء في ميدان العلوم على مدار عقود في مصر والمنطقة، وهن غالباً ما يتفوقن على نظرائهم من الذكور. نعم، توجد فجوة يتوجب العمل على سدّها، ولا يمكننا إنكار ذلك. لقد لعب المجتمع والثقافة دوراً في تحديد مشاركة النساء في مجالات العلوم وريادة الأعمال. ومع التغيّرات الثقافية الجارية، فقد ازداد عدد السيدات في هذه المجالات. ويتوجب علينا كرجال أن نرحب بهذه المشاركة حتى نزدهر جميعاً. ويوجد لدي شعور قوي بأنه سيكون لدينا فائزة في نجوم العلوم قريباً”.

الدكتور خالد العالي :لا تكن خجولاً أبداً، فلك كل الحق في أن تكون طموحاً ومقداماً

ويُعد الدكتور خالد العالي العضو الأحدث في لجنة تحكيم نجوم العلوم. وبالرغم من ذلك، فإنه رائد أعمال ناجح في مجال التكنولوجيا، وأحد العقول الرئيسة التي ساهمت في إنشاء واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التابعة لقطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر.

ويقول الدكتور العالي: “لا يمكن التغلب على العمل الجماعي المبدع، حيث أن الأيام الغابرة التي كانت تشهد ولادة اختراع يقوم به مبتكر واحد قد ولّت إلى غير رجعة. لا يمكن لأحد أن ينجح بمفرده، بل أننا نزدهر عندما نستفيد من إرشادات من حولنا ونصائحهم. نحن ننجح عندما نستذكر كل ما هو مهم في هذه الحياة. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليّ بعائلة دعمتني على الدوام. إن زوجتي هي خير شريكة لي، ونحن نقوم معاً بإدارة أعمالنا. أما أولادي، فهم يذكرونني باستمرار بأولوياتي، حيث أنني استذكر عائلتي وأهم ما في حياتي كلما اشتدت الصعاب، إذ يضع ذلك الأمور في نصابها الصحيح”.

ويتميز الدكتور العالي بكونه أول قطري عمل في وكالة ناسا الأمريكية، حيث تولى مهمة بناء وإطلاق المركبات الفضائية. كما أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والميكانيكية من جامعة كاليفورنيا في بركلي، وهي مؤسسة علمية مرموقة.

ويعزو الدكتور العالي تفوقه إلى لقاءحدث أيام طفولته مع قائد صاروخ أبولو 14، ألان شيبارد، أول رائد فضاء أمريكي، الذي مارس كذلك لعبة الغولف على سطح القمر. وقد ألهبت قصص شيبارد حماس الفتى اليافع، وقلبت حياته رأساً على عقب. إذ وضع خالد العالي النجوم نصب أعينه، وبات حلم حياته يتمحور حول العمل في وكالة ناسا من أجل خير البشرية واستكشاف الفضاء.

وبعدما أمضى عقداً من الزمن في وكالة ناسا، أسس الدكتور العالي العديد من الشركات الناشئة في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، كما شارك في تأسيس شركات أخرى، لعل أحدثها هو شركة “سنسيتا” الرائدة في مجال تحليل البيانات الضخمة واستخدام الطائرات المسيرة عن بعد. وقد تمكنت هذه الشركة من جمع أكثر من 4 ملايين دولار من رأس المال المجازف في أول طرح لها، وهي تسعى لتطوير تقنيات حديثة تستخدم البيانات الضخمة والطائرات المسيرة عن بعد من أجل جعل المدن وأنظمة المعلومات أكثر كفاءة وسلامة.

وحول نصيحته للمبتكرين، يقول الدكتور العالي: “لا تكن خجولاً أبداً، فلك كل الحق في أن تكون طموحاً ومقداماً. لا يمكن لدولة أو منطقة أن تحتكر الابتكار والموهبة. والأهم من ذلك كله، لا تدع الإخفاق يردعك عن مواصلة درب ريادة الأعمال. اسمح لنفسك بأن تؤمن بقدرتك على إنجاز الهدف الذي وضعته نصب أعينك”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد