ميلاد جديد لصبري فواز وشيرين رضا في “وبينا ميعاد”

بقلم: الكاتب مجدي بكري القاهرة

أتعجب من أن مسلسل بحجم كبير يتم تجاهله من النقاد رغم المجهود الواضح فيه والمتابعة الكثيفة من الجمهور له.
مسلسل ” وبينا ميعاد” من الأعمال الجيدة التي تحترم عقلية المشاهد وتراعي ان هناك أطفال يشاهدون التليفزيون وهذا أصبح شئ نادر.. فكثير من المؤلفين والمخرجين يعتبرون خدش الحياء والخروج عن المألوف والمتعارف عليه في السلوك والرسائل التي تحملها المسلسلات شئ اساسي. ويجب ألا تخلو من الألفاظ البذيئة والعلاقات الشاذة والمشاهد الجريئة وكانها “توليفة” أساسية لنجاح أي عمل فني.
ولكننا في “وبينا ميعاد” التي نجد عذوبة في الأداء وانسيابية في تسلسل الأحداث علي الرغم من أن الفكرة الأساسية للمسلسل وهي فكرة ارتباطي شخصين كل منهما لديه عدد كبير من البناء قد سبق طرحها في أكثر من عمل محلي واجنبي لعل ابرزهم فيلم” عالم عيال عيال” والذي حرص المخرج ان يظهر جزء منه علي الشاشة ضمن الأحداث ليشير الي تأثره به الا ان المعالجة في “وبينا ميعاد” تم تقديمها بشكل شيق مع إضافة الكثير من التفاصيل والمشاعر والقصص الفرعية.
اكثر من لفت نظري في المسلسل هو الفنان صبري فواز الذي ينتقل بخطوات ثابتة من عمل الي آخر تاركا بصمات واضحة في اي دور يقوم به فهو يؤدي بعفوية وبساطة أيضا مما لكنه في هذا المسلسل بالذات تم إتاحة الفرصة كاملة له لابراز مواهبة مما يمثل ميلادا فنيا جديدا له هو وللفنانة شيرين رضا التي نراها في هذا المسلسل بشكل جديد تماما عن كل الأعمال التي قدمتها من قبل وقد استطاعت من خلال خبرتها والقبول الذي تتمتع به الي النفاذ لقلوب المشاهدين وانبهارهم باداءها الرفيع لدور صعب لكنها اجادت تقديمه..
كل هذه العوامل جعلت المشاهدين يرتبطون بالمسلسل ويتابعون حلقاته بشغف وفضول لمعرفة باقي الأحداث التي تتصاعد يوما بعد يوم علي الرغم من عرضه في وقت يخلو تماما من المنافسة ويسبق الماراثون الرمضاني الذي يزدحم بعدد كبير من المسلسلات يختلط فيها الغث مع السمين وربما لو كان عرض في  ذلك الوقت لما لاقي هذا النجاح الذي اتضح من نسبة الاعلانات الكبيرة التي تخللته.
أما المطرب مدحت صالح فأنا اشفقت عليه بالفعل فالدور ظلمه ولا يناسب إمكانياته الكبيرة التي شاهدناها في أعمال سابقة وكان فيها متألقا. لكنه في هذا الدور بالذات لم يضيف له أي شئ لكنه هو نفسه اضاف للمسلسل بحضوره المتميز وروحه المرحة وساند البطل بروح معطاءة.
ونفس الحال للممثل بسمة فأعتقد ان لديها موهبة حقيقية وطاقة كبيرة علي الأداء الجيد لكنها كانت قد وصلت الي مراحل اهم بكثير من هذا الدور قبل انقطاعها عن التمثيل سنوات طويلة لكنه عود حميد علي اي حال.
الفنانة الكبيرة نادية رشاد قدمت نموذجا رائعا للأداء الهادئ المتزن وأضافت الكثير للعمل من خلال خبرتها وادائها المبهر.
أما الممثلة وفاء صادق فعلي الرغم من صغر دورها فإننا نلحظ نضوجها الفني الذي ظهر جليا في اداءها المتزن ونجحت في اقناع المشاهد انها تستطيع التألق في اي دور تقوم به وكلنا نذكر دورها في مسلسل “بودي جارد” الذي لمعت فيه مع الرائع كمال الشناوي وماجد المصري..
الممثل محمد سليمان ادي دوره كما كتب له ولم تري جديدا في أدائه لان الدور لم يسمح له بأكثر مما شاهدنا ولم يضيف له الكثير.
أما الأبناء فلعل ابرزهم الممثل “خالد أنور” الذي يسير بخطوات ثابتة ويبشر بمستقبل جيد واتوقع ان يحصل علي ادوار اكبر اسرع بكثير من جيله.
يوسف الكدواني كان اداءه ضعيف في البداية لكن مع تصاعد الأحداث اكتشفت ان لديه طاقة كوميدية كبيرة لم تكتشف بعد واتوقع له مستقبل كبير في المجال الكوميدي تحديدا.
ومن الفتيات كانت الأبرز ميران عبد الوارث التي اجادت الدور وأعتقد انها ستتطور بسرعة أيضا.
باقي الأبناء تميز كل منهم في دوره وستظهر مواهبهم اكثر في أعمال قادمة بإذن الله فقد أعطاهم هذا المسلسل تذكرة الدخول لقلوب المشاهدين.
أما  المؤلف والمخرج هاني كمال فكان قد صرح بأن فكرة تقديم الأسرة المصرية وعلاقة الأبناء بالأب والأم كان أهم ما يشغله فى مسلسل (وبينا ميعاد)، إذ إن التربية فى هذا الزمن أصبحت معادلة صعبة جدًا ما بين الشدة والمروة. وقال: «لا نحتاج إلى أن نمنع عن أولادنا، بل نحتاج أن نعطيهم أفكارا ونملأ حياتهم بالاختلاف والاختيار لهم، لذلك على الفن دور مهم جدًا، ونحتاج هنا صناعة ترسى أفكارا فى الدراما التليفزيونية والسينما».
فالمسلسل  لا يعلم أو يقول رسائل صريحة، بل يعطى رسائل غير مباشرة فى كل شىء، والناس تستشف، ولو حدث التأثير فى الناس أو الشباب يكون قد نجح فيما كان يريد إيصاله.
وقد أبدع الموسيقار خالد عز في الحان التتر والموسيقى التصويرية للمسلسل والتي كانت متواءمة تماما مع الأحداث وأضافت إليها الكثير.
الاخراج كان جيد جدا واستطاع ان يمسك بخيوط العمل ولم يترك الملل يتسرب المشاهد.
اخيرا فإننا نجد في المسلسل لمسات الكاتب الصحفي صاحب القلم الرشيق يسري الفخراني رئيس المحتوي الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهو شخصية محترمة ويسعي دائما لتقديم أعمال محترمة تحمل قيم اسرية نحتاجها كثيرا في الدراما المصرية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد