من هو ايرنيستو فالفيردي مدرب برشلونة القادم؟

اقترب نادي برشلونة من الإعلان عن خليفة المدرب  لويس انريكي، حيث من المنتظر أن يتم تعيين المدرب الإسباني إيرنيستو فالفيدري كمدرب للفريق الكتلوني في الموسم المقبل، وذلك بعد أن وقع عليه الاختيار من طرف الإدارة الرياضية للنادي على بعض مواصفاته التي تتماشى مع متطلبات البلاوغرانا في الفترة المقبلة.

اختيار فالفيردي لم يقنع جزءا من جماهير برشلونة، إلا أنه يبقى مبنيا على مجموعة من الأسس المعقولة التي تجعل منه أحد المرشحين الجيدين لتولي قيادة النادي الكتلوني في الموسمين القادمين حسب ما ذكرته الصحف الإسبانية.

إيرنيستو فالفيردي، لعب في برشلونة لموسمين ما بين 1988 و1990 تحت إشراف الهولندي يوهان كرويف الذي كان له أثر كبير على رؤيته لكرة القدم وجعله يملك رغبة قوية للدخول إلى عالم التدريب كجل زملائه الذين عاصرهم  في تلك الفترة كرونالدو كومان، مايكل لاودروب و أوسيبيو ساكريستان الذي يدرب ريال سوسيداد حاليا.

لم يعمر فالفيردي  طويلا  مع برشلونة ، لكنه يظل عارفا ببعض خبايا و ثقافة النادي، حيث أصبح المسؤولون في الإدارة الرياضية للفريق يصرون على هذا الجانب في اختياراتهم للمدربين منذ التجربة الفاشلة لتاتا مارتينو موسم 2013-2014. ففالفيردي يملك ميزة استثنائية بعض الشيء، إذ عمل مع أهم اسم تدريبي في تاريخ البارصا هو الهولندي يوهان كرويف  ما جعله يعاصر فترة اكتساب البارسا للهوية التي أصبح يملكها اليوم.

يعد ايرنيستو فالفيردي من أفضل مدربي الدوري الإسباني في تسيير غرفة الملابس والمؤتمرات الصحفية، وهي مواصفة مهمة يبحث عليها لمسيري النادي لتعيين مدربهم الجديد، فهم يريدون تفادي تلك المشاحنات التي كانت تحدث بين وسائل الإعلام ولويس إنريكي، والتي تسببت في بعض الأحيان  في خلق الضغط الزائد على النادي ككل.

بالمقابل، أظهرت تجربة فالفيردي التدريبية في فالنسيا نقطة سلبية من شخصيته وهي عدم قدرته على تحمل الضغوطات الكبيرة. فرغم النتائج الجيدة التي حققها مع الفريق، إلا أنه رفض مواصلة مهمته في قيادة فالنسيا نظرا للضغوطات الكبيرة التي يعيشها في وسطها النادي، وكذلك لحالة عدم الاستقرار التي كان يعيشها النادي تسييريا، وهو ما جعله يغادر أرض الميستايا  و يتوجه لتدريب أتلتيك بلباو .

في فترة تدريبه لفريق أتليتيك بيلباو، أثرت الثقافة الباسكية بشكل كبير على شخصية فالفيردي وفلسفته التدريبية، ما جعله يتشبع بأفكار أسود الباسك المتمثلة في القوة البدنية الكبيرة والقتال من في كل مباراة من أجل حصد النقاط، وهي أمور ساعدت إرنيستو على تطوير بعض الجوانب التكتيكية لديه.

على المستوى التكتيكي، يلعب فالفيردي عادة بخطتين  هما: 4-2-3-1  نهجها  مع أتلتيك بلباو، و خطة 4-3-3 التي اعتمد عليها في فترات كثيرة بدورها، خاصة عندما كان على رأس الإدارة الفنية لفالنسيا وبصم على نصف موسم مميز جدا كان قريبا جدا من احتلال المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا لولا التعثر الأخير على ملعب سانشيز بيثخوان أمام إشبيلية في مباراة عرفت أحداثا غريبة.

إرنيستو فالفيردي من المدربين الذين يحبون الضغط المتقدم ، فالفرق التي دربها تلعب ككتلة واحدة حيث تهاجم معا كما تدافع معا، لكنه في جل تجاربه السابقة كان يملك أسلوبا دفاعيا أكثر منه هجوميا، فهو مدرب متحفظ نوعا ما، ويبني قوة فرقه على صلابتهم الدفاعية، لكن عندما درب أولمبياكوس وكان مطالبا وقتها بتقديم أداء هجومي أكثر والمنافسة على الألقاب، وهو ما نجح فيه باقتدار هناك، حتى أصبح من بين معشوقي النادي اليوناني.

يملك فالفيريدي قدرات مهمة في تطوير فرقه دفاعيا، ففي الموسم الأول الذي قاد فيه أتلتيك بلباو  بعد رحيل المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، تمكن ايرنيستو من جعل عدد الأهداف الذي تلقاه الفريق يتراجع لـ39 هدفا، علما أنه تلقى 65 هدفا في الموسم الذي سبقه مع المدرب الأرجنتيني. نفس الأمر حدث مع أولمبياكوس حينما طور الفريق دفاعيا وجعله لا يتلقى سوى 14 هدفا طيلة الموسم بأكمله بعد أن تلقى 27 هدفا في الموسم الذي سبقه.

على ضوء هذه الأرقام التي حققها فالفيردي مع الفرق التي تعاقب على تدريبها دفاعيا، فهو قادر على حل مشاكل البارسا الدفاعية، خاصة وأنه ممن يتقنون الضغط المتقدم الجيد، فإذا  تمكن الفريق الكتلوني من استعادة قوة خط وسطه في الضغط وسرعة استرجاع الكرة بعد فقدانها، فسيكون حينها قد استعاد قوته المعروفة  التي مكنته من الفوز بالسداسية التاريخية مع بيب جوارديولا.

من مميزات إيرنستو فالفيردي أنه يأخذ الأمور الإيجابية من المدربين الذين يخلفهم، ويحاول تطوير نقاط قوتهم، وهو أمر لا يقوم به الكثير من المدربين الذي يهدمون كل العمل السابق و يشرعون في بناء الفريق من جديد. فعلى سبيل المثال استفاد كثيرا من عمل بييلسا في أتلتيك بلباو، واحتفظ بنقطة الضغط المتقدم، لكنه أعاد ترميم خطوط الفريق الدفاعية، وأدخل بعض الأمور التكتيكية التي تتناسب مع هوية الفريق الباسكي الذي عاد ليكون  قوي وأكثر اعتمادا على الكرات الهوائية.

رغم تجربة فالفيردي الكبيرة في الملاعب الإسبانية، إلا أنه لم يدرب إلى اليوم فريقا بتطلعات مثل برشلونة، وهو ما يجعل تعيينه على رأس الإدارة الفنية لبرشلونة مغامرة ليست بالهينة. فالعمل في بيئة مليئة بالضغوط وبتطلعات كبيرة بل وبفلسفة تفرض نفسها أمر مختلف تماما رغم كل هذه الإيجابيات المذكورة التي يتوفر عليها صاحب 53 سنة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد