من خلف جدران السجن المهدي يحكي تفاصيل موت صابرينة ويكشف دليل براءته

بعد مرور حوالي سنتين عن القضية التي هزت الرأي العام المغربي، وهي مقتل أو “انتحار” الشابة صابرينة من سطح عمارة كان يقطن بها صديقها، والجدل الذي عرفته القضية خاصة بعد خروج والدها للإعلام وتأكيده أن ابنته كانت طالبة ناجحة ومحبة للحياة داعيا المغاربة للتضامن معه لانصاف أسرته، ظهر مؤخرا الشاب الذي كان يعتبر الحلقة المفقودة في القضية إلى العلن ليعلن أنه “بريء” من جميع التهم التي وجهت له، وأن كل ما قيل حوله والادعاءات التي أدلى بها البعض “عارية من الصجة”.

إنه مهدي بلعيان، الوحيد الذي كان مع الشابة صابرينة قبل وفاتها، وهو الذي اعتقل بتهمة قتلها عبر رميها من سطح العمارة التي كان يقطن بها مع أسرته بأحد أحياء عين السبع بالبيضاء، خرج الشاب عبر موقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك” ليدلي بمعطيات جديدة كانت غائبة عن الاعلام المغربي، حيث أكد أن التهمة التي أدخلته السجن لعشرين سنة “باطلة”، وأن “كل الضغوطات التي كانت حوله دفعته للاعتراف بجريمة لم يقم بها”، لذلك قرر الخروج افتراضيا ليحكي للمغاربة الجانب الآخر من القصة.

يروي المهدي أنه عندما أتت عنده صابرينة رفقة صديقتها لتلتقي به بمدينة الدار البيضاء “رغم انقطاع العلاقة التي جمعتهما”، كانت في حالة سكر طافح وطيلة طريقهم كان يمنعها من تصرفاتها الطائشة في الشارع العام حفاظا على سلامتها، تحدثا قليلا ثم أوصلا صديقتها إلى مجطة الترامواي وبقيا معا، ولأن وضعيتها كانت لا تسمح لها بالذهاب إلى بيت أسرتها الموجود بالمحمدية، قررا أن يقضيا الليلة عند صديق للمهدي يقطن بالمعاريف، بعد ساعات معدودة وبسبب حالة صابرينة نشب خلاف بينهم، اضطر على إثره الشاب أن يذهب رفقة صديقته إلى شقة أسرته حيث مكثا بها الليلة بحضور والدته وأخته إلى صباح اليوم التالي الذي كان بداية النهاية بالنسبة له، حيث وبعد أن خرجا من المنزل لكي يوصلها مهدي إلى محطة القطار، أصرت صابرينة على الرجوع والصعود إلى سطح العمارة ورغم رفضه في البداية لكن الحاحها أقنعه، ليصعد الاثنان إلى السطح أو “مسرح الموت”، حيث دارت بين الطرفين محادثة شاعرية انهتها صابرينة بـ”واخا هكاك غنبقا نبغيك” و”الانتحار” أمام عينيه.

الصدمة والحيرة والخوف، كلها مشاعر اجتاحت الشاب العشريني الذي رأى نهايته أمام عينيه، الجيران يجتمعون  على جثة صابرينة، هو وحيد في السطح يحمل هاتفها النقال الذي تركته له، وينظر إلى مستقبله ينهار أمامه، نزل إلى شقة أسرته حاول أن يجد حلا عبر الاتصال بالأسرة والاصدقاء أو الهروب إلى المجهول، كل هذه الأحداث بالاضافة إلى تأخر مهدي  في تبليغ السلطات الأمنية، زادت قضية “صابرينة” تعقيدا وجعلتها على حد تعبيره “غادية نحو جريمة ماكيناش”.

يقول مهدي في إحدى تدويناته على “الفايس بوك”: “باقي منعستش، أشاهد شريط حياتي يمر قدام لكرية، فيه غير التعاسة و البؤس والفشل..كنحس برغبة في الغثيان فاش كنتفكر لمحكمة، لكن كنرتاح فاش كنفكر في مابعد لمحاكمة، لا يهمني سيفيل أو نبقى هنا، مايهمني كثيرا هو يسالي هاد لفيلم كامل و لو على حساب حياتي..الأن كنتخيل راسي مجبد فوق شي تل و ضاير بيا ربيع و كنشوف في سما بينما الهواء يداعب شعري..بغيت نكون وحيد شاد ستون فحال من قبل، نكرة غارق في دونية لكن سعيد إلى درجة كنضحك فيها على الوجود..بعد ساعات غنوقف خلف قوس خشبي مهترئ و غنتفوه بكلمات ربما تغرقني أو تخرجني”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد