الحجاج المغاربة و”التبَهْدِيلَة” الموسمية

تطرق خطيب الجمعة الماضية في احد مساجد العاصمة الى موضوع الحج ناصحا الحجاج بما عليهم فعله بعد رجوعهم من الحج وما عليهم الالتزام به، وإذا تجاوزنا عدم سماعهم أصلا لخطبته العصماء على اعتبار انهم لم يصلوا بعد الى أرض الوطن، وهو الأمر الذي جعل البعض من المصلين يضحكون على الموضوع أساسا، فلا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز ما يحصل لحجاجنا كل سنة، حيث يتكرر معهم نفس السيناريو السيء، المتمثل في الوعود الكاذبة التي يتلقوها لضمان تنقل وسكن لائقين في الديار السعودية.

 

ورغم الحديث الدائم عن وجود تنسيق مابين القطاعات الحكومية المعنية مع وكالات الأسفار، الا انه يبقى حديث موسمي، وفي كل سنة تتكرر نفس الاخطاء ، ليجد الحاج نفسه أمام وعود كاذبة وأوضاع لاتمت بصلة لكل ماتم الاتفاق عليه مسبقا مع وكالات الأسفار الدولية، التي يعمل البعض منها على توزيع اعلانات مغرية قبل موسم الحج ويتم من خلالها استقطاب حجاج يسعون الى اتمام حجهم في أحسن الظروف، الا أنهم يكتشفون انهم وقعوا ضحية تلاعبات، تجعلهم أضحوكة أمام حجاج العالم القادمين من كل حذب وصوب.

من حسنات مواقع التواصل الاجتماعي أنها فضحت المستور، وأظهرت المعاناة الحقيقية التي يعيش فيها ضيوف الرحمان، وفي كل مرة يتفرج العالم عليهم وهم يهانون، ويرسلون رسائل اغاثة الى من يهمهم الأمر ولكن لا حياة لمن تنادي، والكارثة الكبرى ان الفيديوهات التي توثق لهذه المهازل واللامسؤولية و توثق أيضا للغياب التام لأي مسؤول مغربي موجودة ومنتشرة بشكل كبير، ولكن مع الأسف نكتشف في كل مرة أننا نفتقر للروح الوطنية والإنسانية، مايقع لحجاجنا كل سنة مخزي وعار في جبين كل مسؤول مغربي عن هذا القطاع، وفضيحة بكل المقاييس يتحمل وزرها دبلوماسيونا الذين يختبؤون في مكاتبهم الوثيرة تاركين الحجاج تحت حر الشمس، حجاج لاذنب لهم سوى انهم قرروا أن يحجوا بيت الله.

يجب فتح تحقيق جدي وغير موسمي في كل ما يحصل حتى يشعر الحجاح وغيرهم ممن يغادرون أرض الوطن أنهم في مأمن، وأن كرامتهم وآدميتهم لن تنتهك.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد