عندما سمعت هويدا مبروك عن حملة تنظمها الحكومة المصرية لفحص ملايين المواطنين بالمجان للكشف عن مرضى التهاب الكبد (سي)، لم تكن ترغب في إجراء الفحص، لكنها غيرت رأيها بعدما بدأ كثيرون من أقاربها ومعارفها في التوافد على المراكز الطبية لإجراء الفحص.
وقالت هويدا لرويترز بالوحدة الصحية بقرية ميت نما التابعة لمحافظة القليوبية المجاورة للقاهرة من الشمال ”في الأول كنت خايفة مكنتش عايزة أجي بس لما لقيت كل الناس بتيجي قلت نيجي إحنا كمان… كنت خايفة من الاكتشاف لو في فيروس“.
وبعد إجراء اختبار دم سريع استغرقت نتيجته نحو خمس دقائق لتظهر، أدخلت ممرضة السرور إلى قلب هويدا وأبلغتها أنها خالية من التهاب الكبد (سي).
وأطلقت مصر في أكتوبر تشرين الأول حملة لم يسبق لها مثيل لفحص أكثر من 50 مليون مواطن بالغ للكشف عن مرض التهاب الكبد (سي) ولعلاجهم بالمجان في إطار تعهدها بالقضاء على المرض بحلول عام 2022.
ويصف مسؤولون مصريون انتشار التهاب الكبد (سي) بأنه أحد أخطر التحديات الصحية في البلاد، ويقولون إن القضاء عليه أولوية.
ويقول البنك الدولي إن مصر، التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة تقريبا، بها أعلى معدل من الإصابات بفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) في العالم ويعاني منه 4.4 بالمئة من سكان مصر البالغين بحسب مسح عشوائي. ويتسبب المرض في وفاة 40 ألف مصري سنويا مما يجعله ثالث سبب رئيسي للوفاة بعد مرض القلب والأمراض الدماغية الوعائية.
وتشمل الحملة أيضا اختبارات مجانية للكشف عن الأمراض غير السارية الأساسية وهي السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. وهذه الأمراض مسؤولة عن حوالي 70 بالمئة من الوفيات في مصر.