منه لله الميكروباص!

المصدر ميديا : أسامة عبد الرحيم

الصدق ليس كله “مانجة” وقد يختلف البعض معي في ذلك، اسمحوا لي أن أصحبكم في جولة قصيرة عبر تلافيف ذاكرتي الأربعينية، إلى ذلك اليوم الذي كان يجلس فيه رجل في الميكروباص على الكرسي اللي جنب الشباك قرب السواق، لما جاله -كالعادة- واحد وقاله العبارة المشهورة: ادخل جوا عشان أنا نازل قريب.. فكان رده بمنتهى البساطة: “لأ ادخل أنت جوا عشان الكرسي اللي أنا قاعد عليه أريح وأنضف لكن الكرسي اللي جوه متعب ومقرف واللي بيقعد عليه بيطلع عين أهله”.

كده ببساطة ووضوح ومن غير لف ودوران.. الموضوع خلص، والراجل ريح دماغه ووفر على نفسه الدخول في حوار ونازل فين ورايح فين وبلا بلا بلا.. والراجل التاني دخل من سكات قعد ع الكرسي اللي جوه وهوا ساكت.

في الفترة دي كنت في إعدادي، وكانت كل يوم أمي تسألني: أنت رجعت من الدرس متأخر ليه؟ فكانت الإجابة كل يوم شكل، كل يوم حوار مختلف.. رغم إنه في الحقيقة كانت كل مرة بتحصل حاجة واحدة بس، بنروح البلايستشن.

في اليوم ده قررت أعمل زي الراجل ده وأقول الحقيقة البسيطة الواضحة من غير لف ودوران.

– كنت فين؟..

– خلصت الدرس وروحنا لعبنا شوية بلايستيشن..

-آه، وجبت فلوس للبلايستيشن منين؟ مش قايلالك تجيب بالفلوس اللي معاك أكل؟

– أيوة.. لأ.. أصل.. لأ ما هو إنتي ما تعرفيش.. دا أستاذ محمد سأل سؤال وأنا جاوبته، فإداني خمسة جنيه مكافأة.

– يابني إنت مش كنت عند الأستاذ طارق.. إيه وداك عند أستاذ محمد؟!

– آه.. ما هو الأستاذ طارق لغى الدرس، فروحــ… ماما.. بصي.. إلغي الكلام اللي فات دا كده.. أنا اتأخرت عشان مالقيناش مواصلات، والطريق كان زحمة، فجينا مشي.. ومنه لله الراجل اللي كان قاعد جنب السواق..!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد