ملابس تهدد صحة المواطن واقتصاد البلاد

طفت مؤخرا بالاقاليم الجنوبية للمملكة، ظاهرة بيع الاقمصة والبرنس الخليجي المستعملة القادمة من الامارات العربية والسعودية وغيرهما من الدول الخليجية، حيث لايخلو شارع رئيسي بالمدن الجنوبية الا ويوجد محل على الاقل لبيع هذه الملابس والتي في الاصل عبارة عن مساعدات انسانية للمحتاجين ،تقوم بعض الجمعيات بتجميعها وسرعان ما تتحول للبيع .هذه الظاهرة تنهك الاقتصاد الوطني و تهدد صحة المواطن بالعدوى.

* اقمصة الاموات يرتديها الاحياء .

الكثير من المواطنين بالاقاليم الجنوبية يقبلون على اقتناء الاقمصة الخليجية المستعملة والبرانيس . ويستوي في ذلك الميسورين ودوي الدخل المحدود الذين انهكتهم الازمات الاجتماعية لتبعات كورونا وارتفاع الاسعار. فيما البعض من الميسورين.

يتوجه لهذه المحلات بدعوى الجودة او التقليد ، هذه المحلات اصبحت تفرض نفسها في المدن الجنوبية.

” اقتني هذه الاقمصة لأداء صلاة الجمعة .وفي الاعياد حيث تعرض بثمن 130 درهما ، وبجودة عالية . التي لانجدها مميزاتها في السوق غير مستعملة وان عثرت عليها سيكون مرتفع ثمنها لالف درهم ومافوق ” يقول -احمد الراضي – موظف .

هذه الاقمصة، تجلب للاقاليم الجنوبية ،عن طريق موريتانيا او المدن الشمالية للمملكة من طرف اشخاص يمتهنون هذه الحرفة. ”
المصدر الاساسي لبضاعتنا هي الجمعيات الخيرية ، التي يتبرع بها البعض للمحتاجين ،وكذلك بعض الاسر التي توفى فرد من عائلتها وترك ملابسه. حيث يتم التصدق بها على هذه الجمعيات التي توجهها غالبا للاسواق لبيعها” .يقول – سعيد الابراهيمي – مهتم وعن مصدر هذه البضاعة التي تهدد المنتوج المغربي ” اقتني هذه الالبسة من سوق – حراج بن قاسم – بالرياض بثمن عشر ريالات للكيلوغرام وتشمل البرنس والاقمصة .اما العقال فلا اجلبه ليس عليه اقبال” يقول – السالك .د – تاجر لهذه الملابس.
ليست السعودية وحدها وجهت التجار، بل هناك اخرين يقتنون بضاعتهم من الكويت و الامارات العربية .”هناك ملابس ممتازة ، تعرض بسوق أكاي أكاي بالشارقة وكذلك سوق MJS للتصدير وسوق القصباء بالشارقة .من هناك استقدم البضاعة التي اعرضها بالعيون وفرع اخر لي بالداخلة .” يقول – سعيد .ف – تاجر .

وعن زبناء هذه المحلات الذين يقتنون حاجياتهم منها ” يختلف زبنائي من موظفين، اساتذة وتجار بالاظافة الى مياومين وعمال بسطاء ” يضيف سعيد. كما يستعمل – سعيد – مواقع وتطبيقات التواصل مع زبناءه حيث انشأ مجموعة للتواصل يعرض المنتوجات المجلوبة واليوم الذي ستعرض فيه البضاعة.

* شركات عالمية تمتهن تسويق الملابس المستعملة.

نظرا لما تدره من ارباح هذه العملية .انخرطت العديد من الشركات عبر العالم في تصدير هذه الملابس حيث تتكلف هذه الشركات العالمية لجلب البضاعة للزبناء لمحلاتهم . منها شركة Raki Tex البلجيكية و PEBS GROUP البلجيكية كذلك و COMINDUSA الإيطالية و GH TEXTILE الفرنسية. حيث يتم شراء الملابس باثمنة بخسة ، وبيعها بثمن مرتفع زيادة على رسوم التوصيل .” لا اسافر لجلب بضاعتي، بل اكلف شركة تسهر على جلب المطلوب الى محلي التجاري.حيث نتواصل عبر ( الواتساب ) وتعرض علي انواع البضاعة وثمنها وبعد موافقتي يتم جلبها للمحل وهناك ادفع المستحقات المالية . ” يقول -ابراهيم ،ك تاجر.

* ملابس محفوفة بالامراض والاوبئة

هذه الملابس هي شر قادم من دول اخرى نظرل لما يتحدثه من امراض جلدية لمستعمليها خاصة في عدم تطبيق طريقة تعقيمها . يقول عنها الدكتور بوكريم محمد. ” الملابس هذه ، تعمل على انتشار الأمراض الجلدية ، مثل الجرب ، الحكة ، الطفح الجلدي او ثعلبة الراس ( التونية ) وبالتالي لا انصح بارتداءها “. لكن في حالة العوز والاضطرار يقول بوكريم. ” من الواجب والضروري غسل تلك الملابس بالماء الساخن وعرضها لاشعة الشمس لساعات طوال ، وبعد ذلك استعمال المكواة لدقائق “.

محلات الملابس المستعملة، تفشت كالفطر بالاقاليم الجنوبية ، رغم مخاطرها الصحية والاقتصادية في ظل صمت الجمارك ووزارة التجارة .

 

المصدر ميديا : المحجوب الأنصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد