ظهر فيروس كورونا في اواخر سنة 2019 بالصين، وانتشر بشكل سريع في العالم ليؤثر على تحركات البشر ويزعزع استقرارهم المادي والنفسي، وفي مارس الماضي تسلل الوباء اللعين الى المغرب وفرض حالة الطوارئ الصحية الأمر الذي غير حياة العديد من المواطنين المغاربة.
“حياتنا تبدلات للأسوأ”، هكذا عبرت سيدة خمسينية مغربية عن الوضع الذي أصبحت تعيشه بسبب فيروس كورونا، الذي عيش سكان هذا الكوكب في حالة من الخوف والهلع والترقب في انتظار الدواء أو اللقاح الذي سيضع حدا لمعاناتهم.
في روبورتاج خاص، سيتقرب “المصدر ميديا” من الاشخاص الذين تضررت مهنهم وتدهور وضعهم المادي بسبب فيروس كوفيد-19.
فاطمة، 50 سنة، تشتغل في الحمام
تقول فاطمة في تصريحها للمصدر ميديا، إن حياتها تغيرت للأسوا بسبب هذا الفيروس، فبالاضافة للمشاكل النفسية التي تسبب فيها، فقد تدهور وضعها المادي بشكل كبير خاصة أنها تعيل أربعة أبناء، مؤكدة أنه بعد اقفال الحمام الذي كانت تشتغل فيه لم تجد من يساعدها ماديا وبالرغم من استفادتها من الاعانة التي منحتها لها الدولة، لم تستطع سد الخصاص الذي تعاني منه خاصة أنه تكتري الشقة التي تعيش فيها وعليها توفير السومة الكرائية، اضافة لمصاريف البيت والماء والكهرباء.
مريم، 35 سنة، صاحبة مقهى
أما مريم فقد أكدت أن اغلاق المقاهي خلال فترة الحجر الصحي أدخلها في مشاكل مادية كبيرة، خاصة أنها لم تفتح المقهى منذ مدة بعيدة، ما يعني أنها لم تكن مستقرة ماديا من الأساس وزاد الطينة بلة -على حد قولها- هو الحجر الصحي، مضيفة أنها ليست ضد قرارات الدولة التي ترمي الى حماية المواطنين، لكنها لا تنفي أن فيروس “كورونا” تسبب في تراجع وضعها المادي.
أحمد، 27 سنة، بائع مأكولات خفيفة
من جهته، اعتبر أحمد أن الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة المغربية للحد من انتشار فيروس كورونا هو قرار صائب، لكن تسبب له في مشاكل مادية كبيرة خاصة أنه يبيع المأكولات في الشارع وليست لديه طرق أخرى كالمطاعم لتزويد المواطنين بالطلبيات، ما جعله يتوقف عن العمل بشكل نهائي عن العمل طيلة تلك الفترة، وبالرغم من عودة الحياة الى طبيعتها بشكل نسبي مازال يعاني من تبعات المدة التي لم يشتغل فيها.
مريم، 30 سنة، معلمة خاصة للأطفال المصابين بالتوحد
من أكثر الاشخاص الذين عبروا عن تضررهم من فيروس كورونا وتبعاته هي مريم، التي توقفت عن العمل بشكل نهائي لكون ٱباء الاطفال الذين تقوم بتدريسهم متخوفون من أن تنقل لهم عدوى الاصابة بفيروس كورونا، لكونها تتنقل بواسطة وسائل النقل المختلفة لكي تصل الى منازل الاطفال الذين تقوم بتدريسهم، وقالت في تصريحها لنا “توقفت عن العمل بشكل نهائي لحد الساعة لأن أهالي الاطفال متخوفون وهو أمر عادي في الوضعية الراهنة، لكن وضعي المادي تراجع بشكل كبير للأسف وأتمنى أن يختفي هذا الوباء لتعود حياتنا كما كانت”.
كورونا والاقتصاد المغربي
سبق وأن أفاد بيان للمصرف المركزي المغربي، أن ركودا اقتصاديا بمعدل 5,2 بالمئة يتوقع أن يسجل في المملكة هذا العام، وهو الأشد منذ 24 سنة.
وتعود أسباب هذا الركود أساسا إلى “التأثير المزدوج للجفاف والقيود المفروضة للحد من انتشار وباء كوفيد-19”.