معبر الكركرات والحقيقة المرة …

كتب : عبدالله حافيظي السباعي

عندما أستقريء التاريخ عن الحائط الامني وعن المعبر الحدودي بين المغرب والشقيقة موريتاتيا ، ينتابني الم في القلب ومغاص في النفس ودوران في الرأس كل ذلك من جراء الأخطاء الفادحة والمتكررة التي نؤدي اليوم ثمنها غاليا على حساب كرامتنا كمغاربة احرار وحدويين …
قبل اتفاقية إيقاف النار بين المغرب والبوليساريو سنة 1991 كان المغرب قد احكم السيطرة على جزء هام من الصحراء واصبحت هجمات جيش البوليساريو المسلح من طرف الجزائر وليبيا اصبحت هجمات انتحارية الداخل البها مفقود لان طائرات الميراج والميك تكون بالمرصاد لكل داخل الى عمق الاراضي الصحراوية المغربية ….

الغلط الفادح الذي اقترفه الجيش المغربي برئاسة انداك قائد المناطق الجنوبية الجنرال احمد الدليمي هو انه لم يحصن مجموع التراب الصحراوي المغربي وترك مساحات شاسعة بيننا وبين تراب الشقيقة موريتانيا وهذا غلط لا يغتفر استراتيجي نؤدي ثمنه غاليا اليوم … فبعد انسحاب موريتاتيا من منطقة وادي الذهب سنة 1978 خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد خونا ولد هيدالة العروسي الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية المزعومة كان على المغرب ان يسيطر على معبر الكركرات ولا يترك السبع الكيلومترات الفاصلة بينه وبين الجمارك الموريتانية وبقاء تلك المنطقة العازلة هو ما خلق للمغرب مشكلا عويصا من الصعب حله بسهولة وهو اليوم أكبر مسمار في حلق المغرب …
الحزام الامني يقال ان خبراء إسرائيلية هم من فمرت وساعدت في انجازه وانا لا اشجب هذا التعاون لان فيه مصلحة بلدي والمرء من حقه التعاون مع اي كان من اجل الحفاظ على مكتسباته وصون كرامته فجل الدول اليوم تعترف باسارئيل من اجل مصالحها ….

لماذا اكتفينا ببناء حزام امني يومن المثلث النافع في الصحراء المغربية المدن الرئيسية ومناجم الفوسفاط والموانيء … و … لقد استغل البوليساريو هذه الاغلاط المغربية في بسط سيطرته الكاملة على الاراضي خارج الحزام المغربية وسماها الاراضي المحررة واصبح يتصرف فيها تصرف المالك في ملكه بل اتخدها مرتعا خصبا لماشيته بل اتخد من منطقة تفاريتي عاصمة لجمهوريته المزعومة وبنت له بريطانيا فيها مستشفى كبير ومبنى للبرلمان الصحراوي كما دأب مند عدة عقود على تنظيم كل احتفالاته ودعوة الوفود الدولية لحضورها بالمناطق المحررة على حد قوله ….انها ليست اراضي محررة بل هي اراضي تخلى عنها المغرب بمحظ أرادته اما قصدا او غلطا فادحا لا يغتفر … ولولا ندرة الماء الصالح للشرب وقساوة احوال الطقس لقام البوليياريو بتحويل مخيمات تيندوب والرابوني وعوينت بلكرع الى تفاريتي … وقد حاول المغرب إخراجهم منها بعملية فاشلة بتفكير من خليهن ولد الرشيد وتنفيذ،فاشل من ابن عمه حمادة ولد الدرويش هذه العملية الاي صرفت علها الملايير والتي استعمل فيها موريتانيون عادوا الى موريتاتبا بلدهم الاصلي بعد ان منحت لهم تعويضات سخية واقلمة مريحة في فندق نكجير الشاطيء ومنازل في حي العودة بالعيون باعها جلهم وعاد من حيث اتى …..

لقد نجحت البوليساريو في وضع المغرب في موقف حرج ليلة التصويت على قرار مجلس الأمن 30 اكتوبر فقد جندت الجبهة رجال ونساء من المجتمع المدني وسيطروا على المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا بالقوة بل قاموا بمنع عبور الشاحنات ووسائل النقل البري للمسافرين بل قاموا بتخريب الجزء القليل من الطريق التي بدا المغرب بتزفيتها لانه لا يعرف احد لماذا توقف ولم يتممها الى حدود الاراضي الموريتاتية .. من اوقفه ومنعه من اتمام تزفيت الطريق ؟ الله ورسوله اعلم …

اليوم المغرب في موقف لا يحسد عليه معبر مقفول ظلما وعدوانا من طرف عصابة وكانها قطاع الطرق في واضحة النهار يسمون انفسهم ثوار ويقولون ان الارض ارضهم والمعبر معبرهم وان المغرب الذي يستعمر ارضهم لا يمكن باي حال من الأحوال ان يسمحوا له باستغلال ارضهم وخيرات بلدهم ليكون معبرا لتصدير منتجاته الى افريقيا وهم لا يحركون ساكنا كالعيس بقتلها العطش والماء على ظهورها محمول … الجزائر تستعمل البوليساريو في كبح جماح المغرب وايقاف كل تعامل للمغرب مع الدول الافريقية هذا التعامل الذي يقص مضجع جنرالات الجزائر ….
لقد نجح البوليساريو في شل المعبر تماما مند عشرة ايام بالتمام الكمال … ازيد من 17 كيلومتر من الشاحنات المصطفة تنتظر السماح لها بالمرور الى موريتانيا اطنان من الخضر والفواكه الطاجزة خسرت وتم رميها في الخلاء ….وحدهم السيارات المسافرين الحاملين لجوازات موريتاتية تم السماح لهم بالمرور وتم استقبالهم من طرف البوليساريو بالزغاريد والاعلام الوطنية …. موقف موريتاتيا متذبذب لا مو هؤلاء ولا من هؤلاء خوف مبطن من الجزائر التي تستطيع زعزعة الاستقرار في موريتانيا في اي وقت تريده الدستور الجزائري الجديد الذي صودق علية امس الاحد هو انه يسمح للرئيس الجديد بالسماح للجيش الجزائري بالحرب خارج التراب الوطني وقانا الله من شر الحروب وويلاتها وشر الاسلحة الفتاكة التي اشترتها الجزائر طيلة العقود الماضية …

رغم استقبال السفير المغربي حميد شبار من طرفي وزير الخارجية ووزير الداخلية الموربتانيبن فان هذه الاخيرة لم تحرك ساكنا وحافظت على برودة اعصابها وصمتها لان الصمت حكمة …

قرار مجلس الأمن الذي صدر يوم الجمعة 30 اكتوبر لم يأتي بجديد كعادته لم يشر لا من قريب او بعيد الى مشكل معبر الكركرات لم يمدد حتى بما تقوم به عصابة البوليساريو في المعبر من قطع الطريق بالقوة وقطع الاغناق ولا قطع الأرزاق كما يقول المثل العربي… اهم ما في القرار الاممي هو تمديد صلاحيات البعثة الاممية سنة اخرى الى اكتوبر 2021 … صوت ضد هذا القرار الاممي هذه السنة دولتين مهمتين هما روسيا وجنوب افريقيا واينما توجد هذين الدولتين المهمتين توجد الجزائر التي تعتبر رأس الحرباء في ملف الصحراء وبدونها لن يصل المغرب الى اي حل لهذا المشكل العويص الذي قد يجر المنطقة الى ما لا تحمد عقباه ….

معبر الكركرات مغلق اليوم إغلاقا تاما من طرف عصابة من قطاع الطرق تحدت دولتين مجاورتين هما المغرب وموريتانيا وتحدت المجتمع الدولي برمته ولا احد يستطيع ان يقول اللهم إن هذا منكر فانكرناه …

إن المغرب يفكر في تعويض معبر الكركرات بفتح خط بحري دايم سواء الى ميناء نواديبو او نواكشوط او ميناء دكار بالسنغال الا ان هذا الحل ليس حلا ناجعا لان تكلفة النقل البكرى مكلفة بالنسبة للنقل البري وهذا الحل سيكون في اي حال من الأحوال حلا موقتا ظرفيا في انتظار فتح المعبر…

يجب الاسراع كما ينص على ذلك القرار الاممي الاخير الى تعيين مبعوث اممي في الصحراء يجمع الاطراف المعنية المغرب والبوليساريو بحضور الجزائر وموريتانبا وتشجيع المغرب على اعطاء المزيد من الصلاحيات للحمكم الذاتي ولما ايصاله الى كونفدراية … واقناع الصحراويبن بقبول الحل لا غالب ولا مغلوب لان المغرب لن يقبل باي حال من الأحوال باستفتاء تقرير المصير ان اقصى ما يمكن قبوله هو حكم ذاتي موسع بصمان مو المجتمع الدولي وفوق طاقة المرء لا يلام .

* باحث متخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد