معاصر الزيتون تتسبب في كارثة بيئية في ظل صمت وزارتي البيئة والفلاحة

دقت مصادر عليمة ناقوس خطر صرف المياه العادمة لمعاصر الزيتون بجهة مراكش-اسفي على الفرشة المائية والكائنات البحرية بالمنطقة، بعد نفوق الآلاف من الأسماك الصغيرة من مختلف الأنواع بشاطئ الصويرة القديمة ضواحي مدينة أسفي.

وعبرت المصادر، في تصريح للمصدر ميديا، عن إستغرابها من صمت الجهات المختصة أمام هاته الجريمة البيئية، وضدا عن التدبير المائي والوقائي والمعقلن للحد من اعتبار استخراج زيت الزيتون  واستغلاله صناعة ملوثة بالمغرب، متسائلة عن دور اللجان الجهوية والإقليمية المتدخلة في المجال البيئي، وعن عملية التحسيس والتوعية والتدابير الوقائية والمراقبة الملازمة لعملية استخراج زيت الزيتون، و دور مخطط المغرب الأخضر في حماية البيئة من التلوث الصادر عن منتوج فلاحي تشجع الدولة على زراعته.
وأضافت ذات المصادر ان هذه الآفة التي تتكرر كل سنة خلال موسم جني الزيتون نتيجة المقذوفات السائلة لمعاصير الزيتون ” المرجان ” في غياب الحلول الناجعة لمواجهة هذه الظاهرة، تسائل وبجدية مختلف المتدخلين وخصوصا وزارة البيئة والفلاحة بإعتبارهما المسؤولين الأولين عن الوضعية السنوية التي تعيشه وديان وشواطئ المنطقة، مشددة على ان الواقع يكشف عن تنامي حجم هذه المقذوفات السامة مما يجعل النظام البيئي في المناطق التي تنتج الزيتون لتكشف عن قنبلة موقوته تهدد حياة الكائنات بالبحار والوديان وتدفع نحو كارثة بيئية.
وكان عدد من الفاعلين الحقوقيين والمدنيين قد دقوا ناقوس خطر التدهور البيئي بالمنطقة جراء مخلفات معاصر الزيتون التي يتم طرحها بالنهر أو عبر قنوات الصرف الصحي، والتي تسببت، أمس الاثنين، في نفوق الآلاف من الأسماك الصغيرة من مختلف الأنواع بشاطئ الصويرة القديمة ضواحي مدينة أسفي، قبل وصولها إلى واد تانسيفت.
يشار ان مياه الجفت تحتوي على المركبات الفينولية وعلى نسبة عالية من الزيت والمطلب الاوكسيجيني الكيميائي (COD) هو مصدر التلوث الرئيسي عند صرف هذه المياه من دون معالجتها، ويؤدي الى تشكل قشور طينية في التربة مع صدور روائح كريهة، مما يتسبب في القضاء على الأحياء الدقيقة مخلاً بتوازن التربة ومقللاً من خصوبتها. كما أن وجود الأحماض العضوية والمركبات الفينولية يمكن أن يسمم النباتات والأشجار عند سقايتها بماء الجفت مباشرة، كما أن ارتفاع نسبة الملوثات العضوية واللاعضوية والفينولات يعيق عملية التنقية الذاتية في مياه الأنهار والبحيرات، كما أن وجود تراكيز عالية من المركبات العضوية يخفض كمية الأوكسيجين في الماء. ويساعد التركيز العالي للفوسفور على نمو الأشنيات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد