يعشق تصميم الديكور بكل تفاصيله فقد أحب هذا المجال وأبدع فيه حتى صار له خطه الخاص وأسلوب يعرف عنه، أما عن سر نجاحه فهو التفرد والاختلاف والبعد عن النمطية، إنه مصمم الديكور المصري “إيهاب عمر” الذي تحدث لنا عن بداياته في عالم الديكور وأسرار نجاحه وأشياء أخرى في الحوار التالي:
*أخبرنا عن بدايتك كيف؟ ولماذا اخترت مجال تصميم الديكور؟
درست كل تخصصات الديكور كتصميم الوحدات السكنية وتصميم الشركات وقطاعات الأعمال بالإضافة لديكور المسرح والسينما والتليفزيون وفور التخرج من الجامعة التحقت للعمل بشركة بالقاهرة، وقد اختارت الشركة تصميم لي من بين العديد من المصممين بالشركة ليكون إعلان الشركة في واحدة من أشهر كتالوجات الديكور وهكذا كانت البداية إلى أن وقعت عقد مع واحدة من أكبر الشركات المصرية حتى حان وقت حلم العمل الخاص وابتدأت الحكاية.
أما عن سر اختياري لمجال تصميم الديكور فقد كنت كاره لأي عمل روتيني منزوع الإبداع ووجدت ضالتي في تصميم الديكور فهو يجمع بين دراسات فنية وهندسية، كما أنه مجال غير خاضع لمعطيات ونتائج إذ أن المعطيات في الديكور تعطي نتائج لا حصر لها وفقا لرؤية كل مصمم في التعامل مع الفراغ والتصميم الداخلي وتصميم الأثاث.
*ما الذي يميز تصميماتك عن تصميمات الآخرين؟
عندما يقتحم “البيزنس” أي مجال غالبا ما يفسده، لذلك نجد الكثير من المصممين في العالم لديهم جانب من الإبداع إلا أنهم يبخلون به على الناس لأسباب تجارية، فالتصميم كلما زاد جماله وخرج عن النمطية زادت فترة تصنيعه، لهذا فبعض المصممين يتعاملون بعرض مالي ثابت كسعر متر مربع أو سعر تنفيذ عام لوحدة سكنية، فكلما تخلى عن روعة التصميم زادت سرعة دورة رأس المال وانخفضت التكلفة وزاد الربح، وهذا ما أرفضه لكني لا أمانع بالطبع أن يربح المصمم بشرط ألا يكون على حساب الرقي بالتصميم فلا مانع من تخفيض الربح نوعا ما والحصول على تصميم رائع يسمو بالمصمم والذوق العام.
*كيف تصف لنا أسلوبك المتميز؟ وما هو مصدر إلهامك؟
لن أتحدث هنا عن الجودة والكفاءة فقد فقررت من أول يوم ألا أحاوط أسلوبي بحبل فيكون مقيدا لذلك أعتمد على التجديد والبعد عن النمطية، لذلك لا يوجد لدي تصميمين توأم إلا إذا كانت رغبة عميل وحتى مع رغبته أعرض عليه فكر آخر.
أما الإلهام فله جناحان الأول وهو المصادر لا المصدر الواحد ويبدأ ذلك من الطبيعة باتساعها ويصل للنقطة وهي بمثابة الخلية، فقد يبدأ تصميم بوحدة صغيرة تتسع ويخرج منها التصميم للنور وقد يبدأ بخامات جديدة تكون المحرك الثاني للتصميم بعد تصميم الفراغ والمساحات والوظيفة.
*ما الأمر الذي يمثل التحدي الأكبر أمام مصمم الديكور؟
سأتحدث هنا عن نقطتين:
تحطيم العلاقة الطردية بين الميزانية المادية وروعة العمل الفني من أهم التحديات، فالفكرة المسيطرة على ذهن الكثيرين أن مصمم الديكور لا يعمل إلا بميزانية مادية ضخمة ومما لا شك فيه…كلما اتسعت المساحة المادية في العمل كلما تحرر المصمم من القيود وانطلق في عمل التصميم واختيار الخامات بلا قيود، ولا يعنى ذلك أن الجمال قاصر على المستويات المادية العالية فما لا يعرفه الكثيرون أن “تريند” الجمال كان من الممكن أن يرتفع بنفس الخامات والتكلفة التي تكلفوها في منازلهم لو لمستها فرشاة مصمم الديكور ليصل المؤشر في إطار المتاح لقياسات أعلى من الجمال.
والتحدي الثاني هو التوفيق بين رغبات أفراد أسرة العميل، فكثيرا ما يصطدم مصمم الديكور برغبات متناقضة وعكسية بين الزوج والزوجة والأبناء في خط الديكور المستخدم.
*ما الذي تراه سر نجاح أي تصميم ديكور داخلي؟
يكمن سر النجاح في مقولة “الشكل يتبع الوظيفة” فترتيب الأولويات والتناغم فيما بينها أول سلم النجاح.
فتحقيق الغرض المطلوب من الاستخدام لكل مكان مُطعَّم بالإبداع من أسباب النجاح، فلا يصح لمصمم ديكور وصف أي تصميم بالخطأ مادام قد حقق الوظيفة المطلوبة، وما بعد ذلك يأتي كأفضليات وأهواء شخصية وليس تحت مبدأ الصواب والخطأ.
*وفي الأخير ما هي النصائح التي تسديها لمن يرسمون خطواتهم الأولى في مجال الديكور؟
غاية الأحلام الوردية للمصمم يمكن لمسها ولكن ليس بالوسائل التي يظنها من يرسمون خطواتهم الأولى في مجال الديكور، فعليهم أولا التخلص من بعض الأفكار:
أولا: فكرة أن الأمر انتهى بتجهيز مكتب ديكور وإنشاء صفحة فيس بوك أو موقع انترنت وبعض الدعاية ذات الكلمات البراقة “قريبا” و”المصمم العالمي” وكأن العالم يتنظر تصميماتك التي ستقلب المجال رأسا على عقب والحقيقة أن لا أحد ينتظر تصميماتك إلا أنت ليس لأنك سيئ ولكن لأن العالم لم يتعرف عليك.
تانيا: التعلم بالمشاهدة مع التعلم الأكاديمي عنصران يخلقان الفارق بينك وبين أي مصمم ديكور.
ثالثا: “حوار المصممين الصامت” هذا ما أطلقه على الرؤية الحية بمدينتك ومن خلال السفر والرؤية عبر الانترنت يشبعان لهفة العين فتنقل تلك الخبرات للوجدان ومنها للذاكرة.
رابعا: “نجاحك يبدأ بالنجاح في اختيار فريق العمل”، وهنا أتحدث عنصر التوفيق والأخذ بالأسباب لتحقيقه، والمصمم لا يعمل بمفرده فهو قائد لفريق عمل ضخم واختيار الفريق بعناية هو اختيار للنجاح…فمثلا عامل الدهانات إن لم يكن بالكفاءة المطلوبة فلا تتوقع أن يتحدث العميل عن انبهاره بتصميماتك وهو يشاهد الرطوبة تسرى في الحوائط كالفيروس.
خامسا: “احترم رغبة العميل وأهوائه”، فشيء رائع أن يقنع المصمم فكر العميل لأن المصمم أكثر دراية بالمدرسة الفنية المناسبة لكل تصميم ولكن الأكثر روعة أن تحترم أهواء العميل الشخصية وتصل لحالة التناغم بين الأسلوب العلمي والفني الأنسب وبين رغبة العميل فقد يعشق المدرسة الكلاسيكية أو هاي تك، وفي الأخير فإن العميل هو من سيعيش أو سيعمل بالمكان والفكرة قائمة على التحاور والإقناع بين المصمم والعميل لا على التعصب للفكرة مادام الحل صحيح وغير مخالف لقواعد الوظيفة.
سادسا: “التجديد”، كبار المصممين قد ينطفئ نجاحهم عندما لا يجددون من تصميماتهم فتجدهم يعرضون نفس التصميم من عشر سنوات لأنه نجح وقتها، فأصبحت العيون لا تلتفت لتصميماتهم لأنهم يتوقعون رؤية نفس التصميم القديم الذي أعجبهم في النظرة الأولى من قبل ولكنهم شاهدوه أكثر من عشر مرات.