مصطفى سلمى: النظام الجزائري متمسك بقضية الصحراء كورقة لفرملة تقدم المغرب

حاوره : الانصاري المحجوب

عشر سنوات تمر على ابعاد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود عن اهله وذويه بمخيمات البوليساريو والتي كان فيها الرجل الثاني في امن هذا الكيان. الابعاد جاء بعد تأييده للحكم الذاتي واعتبره الحل الجدي والقابل للتطبيق في هذا الحوار يتطرق للكثير من المواضيع الانية :

 

* تمديد ولاية البعثة الاممية بالصحراء لمدة سنة بعد ان كانت لنصف السنة ماهي قراءتكم في ذلك ؟

بسبب ارتباط نزاع الصحراء بالجزائر، و دخول هذه الاخيرة في نفق مظلم منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام بوتفليقة قبل سنة من الآن. رآى المنتظم الدولي انه لا جدوى من مناقشة ملف دولي احد اطرافه منشغل بوضعه الداخلي، و غير واضح من يتخذ القرار فيه بعد استقالة الرئيس. لذلك فالتمديد لسنة كان هو الحل الافضل. و لنفس الاسباب استقال كوهلر لانه وجد نفسه في وضع بطالة لا يدري متى ينتهي. فالمجتمع الدولي يعي ان البوليساريو مرتبطة ارتباطا عضويا بالقرار الجزائري.

* عشر سنوات لابعادكم عن اهلكم وذويكم ماهي اخر المستجدات في الملف؟

في الواقع نكاد نألف وضعا نشازا، و غير انساني. فعشر سنوات ليست بالرقم البسيط. و لو توفرت الارادة لدى المفوضية لكان موضوع اسرنا في موريتانيا قد انتهى منذ زمن. فنحن حالة لجوء واحدة، و سنويا تحل مفوضية غوث اللاجئيين الاف حالات اللجوء عبر العالم.

و الاصعب في الامر انهم يحرمونا من حقنا في الحصول على وثيقة سفر للتمكن من مغادرة موريتانيا. و يمنع علينا ممارسة النشاط السياسي بسبب الموقف الحيادي لموريتانيا من نزاع الصحراء.

و بالتالي فوضعنا باق على حاله، و ليس له من تفسير غير ان المفوضية السامية لغوث اللاجيين تريد لنا ان نبقى مكبلين عن المشاركة في ايجاد تسوية لوضعية اهلنا الذين يعيشون وضعا صعبا منذ عقود تحت قيادة جبهة البوليساريو التي لا يهمها من امرهم غير ما يدره وضعهم المأساوي على خزائنها.

* وعدتكم في البداية مفوضية شؤون اللاجئين بتسوية ملفكم ولحد الان لم تفعل شيء هل فقدت المفوضية مصداقيتها لديكم ؟

بكل تأكيد. فالمفوضية تتقاعس عمدا عن تسوية وضعيتنا، و الا لكانت قد وجدت حلا منذ سنوات. خاصة و انها هي من وضعتنا في هذه الوضعية. فهم من احضروني الى موريتانيا بوعد لم يتحقق حتى الساعة.

* تعرف منذ اسابيع مخيمات البوليساريو احتجاجات ومقاطعة انشطتها كيف تنظر لذلك ؟

الناس في المخيمات تعبت من كل شيء:
من تأجيل حياتها الى ما بعد حل طال انتظاره.
و من تسويف قيادة الجبهة بان الغد سيكون افضل و ياتي الغد و دار لقمان على حالها.
و من استىثار ثلة قليلة بكل المنافع على حساب عموم الساكنة.
و من فشل البوليساريو في ادارة شؤون المخيمات و تعمق و تجذر الازمة في مختلف مجالات الحياة في المخيمات: التعليم سيء و الصحة و التغذية و المياه و غيرها.
بالاضافة الى ضبابية الافق و غياب بارقة امل لحل.
كلها جعلت المخيمات بؤرة للاحتجاجات. و ستتواصل لان الامل مفقود: في حياة افضل و مستقبل للابناء و حل سياسي يبتعد يوما بعد يوم، و انتكاسات متتالية فيما كان يسوق بانه مكاسب.

* بعد عودة المغرب للحضن الافريقي هل البوليساريو أصبحت مشلولة افريقيا؟

بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي حرمت البوليساريو من الصوت الوحيد الذي كان يدافع عنها، و تشجع حلفاء المغرب على الدفاع عن مصالحهم مع المغرب، و ضعف حلف البوليساريو في المنظمة القارية، حتى بات اقصى مكاسبها ان تحضر قمم الاتحاد.

* كيف تنظر للنظام الجزائري الجديد وتصريحاته الصحفية حول تأييده للبوليساريو وهل نفس استراتيجية النظام السابق ؟

النظام الجزائري الجديد القديم سيظل متمسكا بقضية الصحراء كورقة لفرملة تقدم المغرب و اعاقة الاندماج المغاربي لحين تهيئة الجزائر للانفتاح على محيطها و هيكلة اقتصادها، و هذا الامر يحتاج سنوات اذا توفرت الارادة السياسية لدى حكام الجزائر. و قد يكون تمسكهم بقضية الصحراء خيار ضرورة لحين تتحول الجزائر الى اقتصاد السوق بشكل سلس و تتحول سياسيا من الحكم الشمولي للعسكر الى ديمقراطية حقيقية.

* قبل عشر سنوات كنت من مؤيدي الحكم الذاتي هل مازلت متشبث به ؟ وهل يمكن ان يكون له بديلا بعد طول الامد ؟

الحكم الذاتي حل وسط، و قابل للتطبيق اذا تركت الجزائر الحرية للصحراويين في تقرير مصيرهم، و تعمقت الديمقراطية في المغرب، و تطورت الحكامة في الاقاليم الصحراوية من خلال اعمال المحاسبة و الشفافية و توفير فرص الشغل و تكافؤ الفرص.

العيب ليس في النظرية، بل ما ينقص هو تهيئة الظروف لتطبيق الحكم الذاتي على الارض من خلال الالتزامات المطلوبة من الطرفين المغرب و الجزائر.

و بالتالي يبقى الحكم الذاتي حل واقعي و ممكن للقضية الصحراوية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد