مشروع مغربي لاستمطار الضباب

يعتمد مشروع “حصاد الضباب” على فكرة مبتكرة وهي استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، لتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصا حادا في الماء، بعد تجميعه ومعالجته.

وابتدأت هذا المشروع منظمة “دار سي حماد” المغربية غير الحكومية في منطقة سيدي إفني جنوب المغرب منذ أكثر من عشر سنوات قبل أن تدخل بشراكة مع مؤسسة “ميونيخ ري” الألمانية ابتداء من عام 2012.

ويستفيد المشروع من كثافة الضباب بسبب الضغط الجوي المرتفع والتيارات البحرية الباردة والحاجز الذي تشكله الجبال، في منطقة معروفة بقلة التساقطات المطرية وبضبابها الكثيف الذي يمتد طيلة 143 يوما في السنة.

ويوضح رئيس جمعية “دار سي حماد” عيسى درهم أنه بدأ وفريقه الدراسات والتجارب اللازمة للمشروع منذ سنة 2006 وكانت النتيجة حوالي 10.5 لترات من الماء الصالح للشرب لكل متر مربع من الشبكة التي تعترض الضباب على ارتفاع يصل إلى 1225 مترا عن سطح البحر في قمة جبل بوتمزكيدة.

ويضيف أن تلك النتائج شجعتهم للتوسع بالمشروع وبحلول سنة 2012 جرى تطويره بتمويل من مؤسسة ميونيخ ري وتم تنصيب أكثر من ستمئة مربع من الجيل الجديد لشبكات “كلاود فيشر” ذات المردودية المضاعفة التي صممتها مؤسسة الماء (فاسرشتيفتونغ) الألمانية.

والمشروع حاليا يزود أكثر من 92 أسرة (حوالي أربعمئة شخص) بالماء في خمس قرى ويدفع السكان اشتراكا رمزيا شهريا لدعم المشروع يقدر بحوالي 2 يورو، إضافة إلى 0.40 يورو لكل ألف لتر من المياه المستهلكة، وفق معطيات نشرتها جمعية دار سي حماد .

ويحقق هذا المشروع اليوم نجاحا كبيرا، حيث تمكن من تغيير حياة خمس قرى جبلية إلى الأفضل، ونال جائزة التشجيع للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية خلال فعاليات المؤتمر الـ22 للمناخ بمراكش.

وقد صادقت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية بألمانيا على تمويل إنشاء 1600 متر مربع من شبكات “كلاود فيشر” الحديثة لأجل إمداد 13 قرية أخرى جنوب المغرب بالماء اعتبارا من مطلع العام المقبل.

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. كوثر مستغفر يقول

    فكرة رائعة والله تستحق التشجيع، أتأسف ان الشركات المغربية لم ترعى المشروع وفتحت الباب لدول أجنبية لفعل ذلك.

  2. د. منتصر علام يقول

    أضم صوتي للأستاذة كوثر في التقصير في تبني هذا المشروع الرائد وللاسف أرى أن الدول العربية تعاني التقصير في الاهتمام بالبحث العلمي سواء من بداية رصد الميزانيات التي تعد الأضعف والأقل على مستوى العالم، أو من حيث الاهتمام بالكوادر البحثية والعلمية التي خرجت من رحم المعاناة والإهمال، واتمنى لو يجد توجه عام لتبني هذه المشاريع ومساهمة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في ذلك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد