دق المكتب المحلي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بجهة العيون الساقية الحمراء في بيان له امس ناقوس الخطر بالمستشفى الجهوي الذي تحول حسب قول المهنيين لبؤرة انتشار فيروس كورنا بسبب غياب الادارة و استمرار العشوائية كما استنكر اللامبالاة و التجاهل الذي راح ضحيتها الموظف و المواطن معا” .
و اضاف البيان انه و “على ضوء التطورات و التجاوزات الخطيرة التي بات يعرفها مستشفى مولاي الحسن بن المهدي في الآونة الاخيرة ، من عشوائية و عبث تدبيري خطيرين لم يسبق لهما مثيل, عقد المكتب المحلي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة اجتماعا طارئا لتدارس كل المستجدات و توضيح مكامن الخلل التي باتت تهدد السلامة الجسدية و النفسية للعاملين و العاملات بالمستشفى و ذويهم و كذا المرضى و مرافقيهم”.
و اكد المكتب المحلي في ذات البيان تسجيله “بامتعاض شديد اللامبالاة و الاستهتار و الحالة المزرية التي تشهدها أغلب مرافق المستشفى, نذكر منها على سبيل الاستعجال:
– النقص الحاد و المهول لمادة الأوكسيجين الحيوية بالمستشفى الجهوي، نقص شل الحركة بالمركب الجراحي و باتت معه حياة مرضى وحدة الإنعاش و العناية المركزة في خطر محدق لأزيد من 24 ساعة.
– مصلحة المستعجلات:
* تحول المصلحة لمرتع يجمع كل الحالات المشتبه في إصابتها بكوفيد 19 و أخرى ثبت تأكيدها و تنتظر فرجا مرجوا في أجواء من الاختلاط المفزع مع باقي الحالات الوافدة على المصلحة ما يضرب عرض الحائط كافة سياسات العزل و استراتيجيات التكفل بالحالات المشكوك فيها و المؤكدة في كل بقاع المعمور. لامبالاة راحت ضحيتها الأطقم العاملة بالمصلحة ولا تزال بعد توالي سقوط العديد منها بإصابات متفاوتة الخطورة بالفيروس اللعين.
* ندرة و انعدام المعدات والمستلزمات الحيوية بكافة أروقة المصلحة أمام التوافد الكبير للحالات المختلفة و في استمرار “الهروب ” للإدارة تاركة العاملين بالمصلحة بين مطرقة الواجب المهني و الانساني و سندان غضب المرتفقين و خطر العدوى .
– مصلحة الأشعة:
استمرار العطل الحاصل بجهاز “سكانير” الخاص بالحالات كوفيد 19 لأزيد من شهرين و تحويل كل الحالات إلى الجهاز الوحيد المتبقي بما فيها حالات كوفيد 19 و الحالات المستعجلة و تلك القادمة من باقي المصالح الاستشفائية في خطوة تهدد بتفشي العدوى بالمصلحة و مرتاديها من عاملين و مرضى و تجعل من استفادة الحالات الحرجة المستعجلة من التشخيص المبكر أمرا شبه مستحيل خاصة إذا علمنا ظروف عمليات تعقيم الجهاز و قاعة الفحص و ما يشوبها من عراقيل و خروقات وذلك رغم الكتابات المتوالية . مما يجعل العاملين بالمصلحة عرضة لاحتجاجات المرضى و ذويهم قد تتجاوزها لاعتداءات لفظية و جسدية كانت آخر ضحاياها تقنية تعمل بالأشعة و طبيبة مختصة بالمصلحة في غياب لأي ارادة للاصلاح او التغيير .
– وحدة الإنعاش:
تكرار معاناة الشغيلة بالوحدة من اللامبالاة الغريبة تجاه النداءات الاستنكارية جراء استشفاء حالات كوفيد مؤكدة و أخرى مشتبه في إصابتها و مكوثها داخل الوحدة أياما عديدة, والتي تتم أحيانا دون إذن أطباء التخذير و الإنعاش بالمصلحة, معرضة بذلك حياة كل الأطر العاملة بالوحدة و معها باقي العاملين و العاملات بقسم الجراحة ككل للخطر المدقع أخذا بعين الاعتبار الكثافة العددية للشغيلة بالقسم و اختلاف أعمارهم و كذا حالاتهم الصحية. بالإضافة إلى تعريض حياة باقي المرضى بالوحدة لخطر انتقال العدوى خاصة في ظل أوضاعهم الصحية الهشة و التي تشكل تهديدا لأرواحهم و أرواح ذويهم في ظل تجاهل تام لكل هذا من لدن إدارة المستشفى التي تكتفي بالغياب و إطلاق الوعود بواسطة تعليمات عبر الهاتف”.
و أشار المكتب المحلي في بيانه على أنه يعرض “بعض مظاهر العشوائية هذه ليتساءل باستغراب شديد هل بهكذا تدبير قاصر و استهتار للمسؤولين سنحارب انتشار الوباء؟ هل بتجاهل كافة التعليمات الملكية السامية و المذكرات الوزارية الصادرة بخصوص كيفية تدبير الحالات و التعامل معها سنتقدم خطوات في مواجهة هذا الوباء؟؟ و الأهم هل بالدفع بجنود القطاع إلى التهلكة وهم اللبنة الأساسية لخوض هذه المعركة بل و التخلي عنهم عند الإصابات و الشدائد نبرهن عن امتناننا لهم و لتضحياتهم الجسام؟.
لكل هذا فإن المكتب المحلي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة:
• يحمل مسؤولية هذه الأوضاع المزرية و ما ستؤول إليه مستقبلا للمسؤول الأول عن القطاع إقليميا و جهويا خاصة بعد ثبوت غياب الإدارة المستمر و عجزها عن القيام بالأدوار المنوطة بها.
• يدعو المسؤولين على الشأن المحلي بالإقليم و الجهة للتدخل العاجل و الفعال لإعادة الأمور إلى نصابها و تجنب حدوث أي كارثة غير محمودة العواقب تكون بؤرتها المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي.
• يشد بحرارة على أيدي كافة المحاربين بالصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء في ظل هذه الأوضاع و يدعوهم للمزيد من الصمود في رعاية الله الذي لا تضيع ودائعه, سائلا المولى عز و جل الشفاء العاجل لجميع المصابين