مسألة مبدأ …….!

مسألة مبدأ …….!
(قصيدة لأحمد مطر)
قال لزوجه: اسكتي !
و قال لابنه: انكتم !
صوتكما يجعلني مشوش التفكير
لا تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن
حرية التعبير!

لم يكن البعض من حراس معبد الحرية (الصحفيون والمدونون) موفقون في بحر الاسبوع المنصرم من خلال خرجات عبر منصات الإعلام المختلفة وخصوصا صفحات التواصل الاجتماعي حيث صرح مدير اخبار بقناة ميدي 1 تيفي بتصريح مسيء للوزيرة بسيمة الحقاوي متهكما على حجابها ، وفي مشهد آخر نشر بعضهم صور للوزير الخلفي وزوجته على شاطىء البحر مصحوبة بتعليقات متفاوتة المعاني.

قد يبدوا الامر للوهلة الأولى نوع من حرية التعبير وأن هاته الشخصيات هي عمومية ويجوز التعاطي معها بحرية أكبر ،لكن حينما نبدأ بالتعامل مع الأمر بجدية اكثر وبدرجة من الحرفية نجد ان هؤلاء الصحفيون والمدونون بتصرفاتهم هاته وبمسهم للحياة الشخصية لهولاء الشخصيات العامة يسيئون لمبدأ هم أكثر من يفترض فيهم الدفاع عنه الا وهو الحرية الشخصية وحرية الإختلاف ، فزي الوزيرة الخلفي لا علاقة له بفاعلية المرأة اثناء أداءها لمهامها الوزارية ولم يكن يوما ما بندا على طاولة المجالس الحكومية والوزارية ولم تشتره على ما يبدوا من مزانية الدولة وليست السيدة تلميذة في إحدى المدارس الفرنسية حيث يحضر ارتداء “الرموز الدينية” والتي يحسبون الحجاب من جملتها ! إذن فلماذا التحامل على لباس المرأة الوزيرة وهل إذا تعلق الأمر بوزيرة تسبح على الشاطئ بلباس السباحة (دو بياس ) هل كان اي شخص سيتجرأ ويعلق على لباسها أم انه سيمسه الرعب من مجرد التفكير في ان الامر سيجلب عليه من المتاعب ما لا طاقة له به من الداخل والخارج ؟

واما ما يخص الوزير الخلفي الم يكن اخلاقيا الأصوب احترام خصوصيته هو وزوجته وتركهما يسبحان في سلام بعيد عن الفضولية الغير لائقة لانهم ببساطة بشر ومواطنون ويحق لهم التمتع بعطلتهم وبماء البحر ورمال الشاطئ كباقي خلق الله ام أن أحدهم إطلع على وثائق تدل على أن الرجل استغل وقت العمل وذهب للسباحة بلا خبار رئيس الحكومة ؟!

هذه الحرية المقدسة، التي بات يفقدها ابناء الوطن نساء ورجالا نتيجة وجود لصوص يعتبرون ان ما تملكه حق لهم لا لك، لماذا لا نوجه أقلامنا جميعا الى مناصرة نساءنا المغتصبات واطفالنا المعتدى عليهم من طرف وحوش بشرية، والى مايحصل من انتهاكات صارخة لحقوق الناس بصفحة عامة ولحقهم في العيش حياة كريمة، أين هي نقاشاتنا بخصوص قانون التحرش الذي لم يرى النور الى حد الساعة مثلا ، لماذا نبتعد عن نصرة القضايا الاجتماعية البسيطة التي ستغير الكثير من حياة المواطن البسيط.

ان تكون صحفيا أو مدونا فالتزامك الأخلاقي يجب أن يكون أكبر ممن قد يكونون موضوعا لكتاباتك أو تصريحاتك فالمفترض فيك أنك هنا لتدافع عن حقوق الناس والحقوق الأساسية للمجتمع ككل وعلى رأسها الحريات الشخصية وحرية الإختلاف والتعبير

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد