مريم بنت أمود: الإعلام في موريتانيا يتمتع بحرية كاملة ويدعم إستقلالية الصحفيين

مريم بنت أمود إسم بارز في الاعلام الموريتاني، إعلامية متمرسة متمكنة من أدوات عملها بشكل جيد استطاعت أن تلج مهنة المتاعب بكل شجاعة وتميز، تولت قيادة شبكة الصحفيات الموريتانيات، رئيسة مركز الهدف لخدمات الإعلام والإتصال الإعلامية.

اليوم تفتح مريم بنت أمود قلبها للمصدر ميديا في حوار شيق تكشف من خلاله العديد من التفاصيل التي تهم حياتها الشخصية و المهنية.

1 الإعلامية مريم بنت امود مثال للمرأة المثابرة التي استطاعت أن تحفر اسمها في الساحة الإعلامية بالجارة الجنوبية موريتانيا، حديثنا أكثر عن من هي مريم بنت امود؟

إسمي مريم بنت امود ولدت بمدينة بوتلميت وحصلت على شهادة البكالوريا في مدينتي وبعدها انتقلت إلى العاصمة نواكشوط حيث التحقت بالجامعة.

2 أنت إعلامية معروفة ونشيطة بموريتانيا، وهناك من يطلق عليك لقب “الإعلامية المشاكسة” نظرا لمواقفك الجريئة في بعض القضايا، هل الإعلام هو من اختار مريم بنت امود، أم أنها من اختارته؟

كانت هوايتي الإعلام وكنت أقرأ على زميلاتي فقرات من أحد الكتب وأحاكي مقدمي نشرات الاخبار إلا أنه بالرغم من ميلي إلى الصحافة لم يجعلني أبحث عنها وإنما التحقت بالإذاعة عن طريق الصدفة وبدون تخطيط مسبق حيث شاء الله أن تزوجت أحد الصحفيين، كما كان  إبن عّمي يشغل منصبا كبير في الاعلام فأرسلوني إلى مدير الإذاعة آنذاك الاستاذ محمد يحيى ولد حي ، وطلب منه أن يجد لي عملا في الإذاعة فارسلني إلى الصحفي السني عبداوة لإستئناف التداريب ، وبدأت رحلة امتهان العمل في الإذاعة وأنا أبلغ من العمر تقريبا 19سنة وأدرس في السنة الثانية من الجامعة، كما أن التحاقي بالإذاعة كان الوسيلة الإعلامية الوحيدة آنذاك للوصولها إلى المواطن الشيء الذي يجعل من الصحفي معروفا لدى كل الموريتانيين الذين يقول أحدهم قاطعا الجدل في أمر ما هذا قالته الإذاعة كدليل على صدق ذلك الأمر وبالنسبة للمواقف فهنالك الكثير منها لا أستطيع فعله لأني إعلامية وهناك الكثير الذي افعله لأني إعلامية وأريد ان أكون مثلا يقتدى به.

3 أين تجدين نفسك اليوم في الكتابة أم في تقديم البرامج ؟

أجد نفسي اكثر في تقديم البرامج فقد بدأت كمقدمة برامج في الإذاعة حيث قدمت البرامج الترفيهية والصحية والثقافية والاجتماعية والسياسية وقدمت نشرات الاخبار وعملت في الإذاعة الأم وفِي إذاعة الشباب والإذاعة الريفية حيث كنت  أعد برامجي وأقدمها وذلك بالموازاة مع عملي في  الإدارة حيث كنت رئيسة مصلحة الانتاج بإذاعة الشباب ثم رئيسة مصلحة بالقناة الثانية في الإذاعة ورئيسة مصلحة الأرشيف ثم مديرة قطاع التكوين والتعاون ومديرة إذاعة الشباب ثم مديرة البرامج والقناة الثقافية مع أني كنت أكتب في عدة صحف وطنية وكانت لي زاوية ثابتة في جريدة الأفق العربي ثم المكنسة.

4 من هي الشخصية الإعلامية التي تشكل مصدر إلهام لك ؟

كل شخصية إعلامية ناجحة تشكل مصدر إلهام لي.

5 كيف تنظرين لوضع الإعلام حاليا بموريتانيا وهل هناك نقاط تقاطع بينه وبين الوضع الاعلامي في المغرب؟ وماذا عن حرية التعبير والإعلام بموريتانيا؟

الإعلام الآن في موريتانيا يشهد تطورا كبيرا في القوانين منذ أن انطلق قانون تحرير الفضاء السمعي والحريّة الشبه مطلقة في المستخرجات الإعلامية حيث تتمتع بحرية كاملة ويحرم القانون الحبس في مجال النشر ويدعم إستقلالية الصحفيين،  غير  أننا لازلنا نعاني من قلة المعاهد والكليات والمراكز المتخصصة في الإعلام كالتي  في المغرب الذي نتقاطع معه في العمل.

6 هل تواجه المرأة الإعلامية بموريتانيا مصاعب ومشاكل في تأدية مهمتها؟

المرأة الإعلامية في موريتانيا أصبحت حاضرة من خلال الكم الهائل من الصحفيات المتواجدات في الساحة الإعلامية، كما  تتواجد سيدتين على رأس إدارة التلفزة الموريتانية ووكالة الأنباء بالإضافة إلى تواجد المرأة في منظمات صحفية خاصة بها.

7 ماهي الصعوبات التي واجهتك في مشوارك الإعلامي؟ وكيف تغلبتِ عليها؟

إطلاقا نحن هنا في موريتانيا نعطي مكانة خاصة للمرأة فالخطأ في حقها هو في حق المجتمع ككل لذلك كوني امرأة ربما هذا يشكل نوعا من الحماية لأنه من الدونية أن يهدد احدهم امرأة وإن وقعت فهي كالخطأ اللغوي يقرأ ولا يقاس عليه .

9 في عدد من الدول هناك خطوط حمراء لا يجب على الإعلامي أن يتخطاها، هل سبق لمريم بنت امود أن تجاوزت هذه الخطوط بموريتانيا؟ وما الذي لا يمكن للإعلام أن يناقشه في البلاد ويعتبر من التابوهات؟

كمقدمة للبرامج الاجتماعية أعاني من الكثير من التابوهات التى لا يجب الكلام عنها وإن تكلمت عن بعضها فسيقوم المستمع بعملية إسقاط ما إن اناقش على واقعي فمثلا إذا تحدثت عن ظاهرة البيوت المفتوحة والضيافة الفوضوية فهذه رسالة الى ضيوفي أني لا استقبلهم وهكذا.

10 حدثينا عن مريم الزوجة والأم؟

بالنسبة لي حاولت أن أوفق بين العمل والبيت بمشقة شديدة خصوصا أننا في موريتانيا بيوتنا مفتوحة والأسرة كبيرة جدا لأنها تشمل الأقارب وأقاربهم والاصدقاء وأصدقائهم والمعارف والضيافة غير محدود وأنا كربة بيت من أولوياتي الضيوف ومن إكرامهم الجلوس معهم بالرغم من صعوبة عملي المتجلية في عدم التفرقة بين الليل والنهار خاصة وأنني دائما في رحلة بحث عن موضوع أو ضيف وتحضير برنامج أو الإعداد له ثم عملية المونتاج والإخراج وغير ذلك.

11 هل زواج شخصين من نفس المهنة يسهل ابحياة الزوجية او يصعبها؟

أنت تعرفين أن الأسرة متكاملة خصوصا إذا كانت تمتهن نفس العمل فلاشك أن تجربة الشخص وأقدميته في العمل تساعد في التكوين واكتساب مهارات أقوى في هذا المجال، ولكني أنا أردت أن أختط لنفسي طريقي وأن أكون أنا ولا أنكر التوجيه والحدة أحيانا التي كنت أتلقاها منه تشجيعا وتوجيها ودعما، ونحن في مجتمع يحاول دائما أن ينسب نجاح المرأة إلى زوج أو أخ أو قريب وهذا ما كنت عرضة له في بداياتي إلى أن أقنعت الجميع بقدراتي وبحضوري من خلال العمل المضاعف في المجتمع المدني وفِي البرامج المباشرة والنقاشات إلى غير ذلك من الأعمال التى تعطي تصورا عن تميز صاحبها قبل أن نظلمه بالبحث عن صانع له.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد