مدير المركز الثقافي المصري بالرباط ل”المصدر ميديا”: العلاقة المغربية المصرية مميزة ومتفردة

يحتفل المغرب و مصر هذه السنة، بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، فالمملكة المغربية و جمهورية مصر العربية يجمعها تاريخ طويل من العلاقات المتميزة و العميقة ذات الخصوصية المتفردة، و ما يجمع الشعبين المغربي و المصري الشقيقين من علاقات تقدير و مودة تمتد جذورها عبر التاريخ.

في الحوار التالي يتحدث الدكتور يحيى طه حسنين المستشار الثقافي مدير مركز مصر للعلاقات الثقافية و التعليمية بالرباط لجريدة ” المصدر ميديا” عن العلاقة التي تجمع بين البلدين و عن أشياء أخرى.

– خلال مرور ستين سنة على العلاقات بين مصر و المغرب، كيف تم استثمار هذه الثروة و الزخم الثقافي و المعرفي بين البلدين؟

نحن نحتفل هذه السنة بمرور ستين سنة على نشأة المركز الثقافي المصري بالرباط سنة 1957، و منذ ذلك التاريخ إلى اليوم و إن شاء الله إلى سنوات و عقود قادمة بإذن الله، فالعلاقات المغربية المصرية هي علاقات متميزة و متفردة، و هي خاصية السبب فيها وجود جذور تاريخية و دينية تجمع هذه الرابطة و هذا التواجد الوجداني ما بين الشعبين المصري و المغربي. فمنذ بداية عام 2017، برمج المركز الثقافي المصري عددا كبيرا من الفعاليات تحدث في عاصمة المملكة المغربية الرباط و فعاليات أخرى تحدث في جمهورية مصر العربية، هذه الفعاليات و إن كانت تدل أولا فهي تدل على هذه العلاقة الحميمية و الخاصية التي تتمتع بها العلاقات الثقافية المصرية المغربية.

– إلى أي حد يمكن أن تلعب العلاقات الثقافية الدور المهم في تعزيز العلاقات السياسية بين البلدين؟

العلاقات الثقافية هي علاقات ترتبط بالشعوب و ترتبط بوجدانهم و أحاسيسهم و مشاعرهم، و الارتباط بالشعوب هو ارتباط قوي يجعل التقارب أكبر بين الثقافتين و رؤى مشتركة بين البلدين، فكل ما يقوم به العمل الثقافي هو تعزيز لهذه الروابط و مد جسورها، و لقد خصصنا في المركز الثقافي المصري بالرباط ندوة عن موضوع إطلالات ثقافية مصرية مغربية تجمع بين المفكرين من كلا البلدين لتقديم رؤى متسقة و مشتركة حول موضوعات مختلفة، فكل هذا يقدم توصيات و رؤى يمكن استثمارها في توحيد مواقف مشتركة و تعزيز العمل المشترك بين البلدين الشقيقين.

-على مستوى البحث العلمي هل يوجد اهتمام من الجانبين المغربي و المصري في التطرق لمواضيع تخص العلاقات بين البلدين؟

نحن في المركز الثقافي المصري نعمل على تسهيل سبل البحث العلمي من خلال تقديم تسهيلات لطلاب مصريين ليقوموا بدراسات ميدانية في مجالات مختلفة و هذه المجالات هي أيضا تربط و تعزز العلاقة المصرية المغربية، فعلى سبيل المثال هناك طلاب يدرسون التاريخ الأندلسي، فالأندلس هي رابط مشترك بين الثقافتين المصرية و المغربية و أيضا هناك طلاب مغاربة نقوم بتسهيل ولوجهم ليدرسوا في القاهرة، كما تعقد داخل المركز الثقافي أيضا ندوات فكرية و بحثية تجمع بين المفكرين و الفنانين من كلا البلدين أيضا، كذلك يتم تقديم برامج بحثية على مستوى الجامعات حيث تمت زيارة وفد من جامعة القاهرة منذ عدة شهور للمغرب في شخص رئيس جامعة القاهرة و ووفد من أعضاء رؤساء الكليات، إذ قاموا بزيارة لجامعة محمد الخامس و تم عمل بروتوكول للتعاون المشترك بين الجامعتين و إن شاء الله ستكون زيارة مماثلة لرئيس جامعة محمد الخامس و بعض عمداء الكليات التابعة للجامعة من أجل تقوية الترابط على مستوى الشق الجامعي و الأكاديمي. ثم عملنا كذلك على تنظيم ندوة داخل المركز الثقافي المصري لتقديم كتاب لأحد الكتاب المصريين بعنوان ” المغرب في عيون مصرية” بالإضافة إلى عرض بعض الكتابات المغربية التي تحكي عن مصر. و بالموازاة مع الذكرى الستين على الاحتفال بالعلاقة المصرية المغربية، تم استضافة المملكة المغربية كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب، و يمكن القول في هذا الصدد أن حضور المغرب كضيف شرف لأول مرة في معرض الكتاب هو جملة بروتوكولية، لكن المغرب عندما تحل بمصر فهي في بلدها و ليس في بلد آخر. و عرف الحضور المغربي في المعرض وجود كوكبة متميزة من الكتاب و المؤلفين المغاربة إذ حضر ما يفوق عن خمسين كاتبا و مهتما بالشأن الثقافي و الأدبي كالأستاذ محمد برادة و الأستاذ مبارك ربيع بتواجد وزير الثقافة المغربي، كما عرف المعرض إقامة ندوات للتعريف بالشعر المغربي ، بالأدب الصوفي، بالأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية، و أعمال أدبية متنوعة. بعدها تمت برمجة أسبوع للسينما المغربية في مصر أيضا في فاتح فبراير المنصرم بحضور قيادات مغربية في المجال السينمائي من مخرجين و ممثلين و عاملين في الصناعة السينمائية المغربية، و عرفت تواجد ستة أفلام روائية طويلة و ستة أخرى قصيرة و كانت هذه التظاهرة الفنية و الثقافية إطلالة مهمة جدا للمشاهد المصري حتى يتعرف على السينما المغربية و يتعود على اللهجة المغربية.

– في الفترة الممتدة مابين 23 إلى غاية 27 شتنبر المقبل سيتم تنظيم مؤتمر دولي من طرف نقابة العلميين بالإسكندرية تحت عنوان” التقدم في الكمياء من أجل التنمية المستدامة” بمشاركة كلية العلوم المغربية و كذا كلية الطب و الصيدلة. إلى جانب الارتباط الثقافي القوي المشترك بين البلدين، هل يسايره أيضا ارتباط علمي قوي في مجال العلوم و الطب و الجوانب الأخرى؟

هذا المؤتمر من المؤتمرات الهامة أيضا، فإلى جانب العمل الثقافي و الإبداعي في مجال الأدب و الشعر و الفن، وجود كذلك اهتمام بالجانب العلمي الأكاديمي، فهذا المؤتمرالذي سينعقد في شهر شتنبر المقبل، حرصنا على أن يكون هناك تواصل بين جامعة محمد الخامس بالرباط وبين الجامعات المصرية للمشاركة فيه، فهو مؤتمر يهتم بموضوع الكيمياء و أعتقد أن الكيمياء كجانب تطبيقي علمي مهم جدا، و إلى جانب هذه المؤتمرات نساهم أيضا نحن في المركز الثقافي المصري أن يكون هناك تواصل بين الأكادميين و الباحثين و الجامعات لنسهل كل العقبات و نقدم كل التيسيرات لهذا التقارب العلمي بين البلدين، فالاهتمام بالجانب العلمي مهم جدا لوجود تشابه أو تشارك في بعض الاهتمامات لكل من مصر و المغرب من خلال القضايا المختلفة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد