على غرار العديد من الأطر والخبراء المغاربة الذين نجحوا في إثبات كفاءتهم داخل منظمات الأمم المتحدة، يبرز محمد أتاني كأحد هذه النماذج، العديدة والفريدة في الآن نفسه، والذي يفخر به المغرب وإفريقيا؛ حيث يشغل منصب رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب إفريقيا.
ويجسد السيد أتاني، الخبير المثابر والهادئ والمتواضع، تجربة مهمة وخبرة مثبتة لم يتردد في وضعها في خدمة المجتمع الدولي، كونه، بلا شك، يعد مرجعا في مجالات التنمية المستدامة، والتدبير البيئي والتواصل الاستراتيجي على مستوى القارة الإفريقية.
كما ي شهد لهذا المسؤول الأممي، الذي يقيم في العاصمة الاقتصادية الإيفوارية أبيدجان، منذ ثلاث سنوات، بالتزامه الثابت، وقدرته على حيازة احترام وتقدير جميع من تعاملوا معه سواء في الإطار المهني أو خارجه؛ فهو يضطلع بدور محوري في تطوير حلول مبتكرة، قادرة على مواجهة عدة تحديات بيئية تثقل كاهل الكوكب، إلى جانب مبادرات لتعزيز التنمية المستدامة.
وكلما عهد له بتدبير مواقف معقدة أو حساسة، يختار السيد محمد أتاني، الذي راكم خبرة تزيد عن 20 سنة داخل منظمة الأمم المتحدة، سلك مسار التشاور والعمل الجماعي.
وقبل انضمامه إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، عمل محمد أتاني، الحائز على شهادتي ماستر في “علوم الإعلام” و”التطوير التنظيمي” من جامعة (كلود برنار ليون 1) بفرنسا، وجامعة الأمم المتحدة الدولية بكينيا، بالإضافة إلى شهادتي “صحافة المعلومات” و”الدبلوماسية الإنسانية”، سابقا لدى منظمة الصحة العالمية، حيث أنشأ أول منصة رقمية مخصصة للنهوض بالبحوث الطبية للباحثين الأفارقة، والمساهمة في تطوير قدراتهم.
وبفضل كفاءته، وتعدد تخصصاته، وإلمامه العميق بالقضايا الكبرى، ساهم السيد أتاني في إنشاء واحدة من أولى منصات الصحة العالمية الافتراضية في إفريقيا، ليحقق بذلك نجاحات باهرة تعكس خبرته في إدارة المعارف وتنظيم حملات التوعية والتطوير المؤسسي.
وتولى محمد أتاني، المتمكن من منظومة الأمم المتحدة والمدرك لأهمية تنمية وازدهار القارة الإفريقية، مناصب مسؤولية رفيعة، أبرزها مدير التواصل ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة بإفريقيا منذ سنة 2016.
كما أشرف، طوال فترة عمله داخل الأمم المتحدة، على حملات دولية وإقليمية واسعة النطاق، ما مكنه من الاضطلاع بدور هام في تعزيز شراكات بناءة مع فاعلين رئيسيين في القطاع الخاص والمجتمع المدني، مع الانخراط التام في تعزيز مبادرات جديدة تهدف إلى دعم وتسريع الالتزام لفائدة البيئة.
وكثمرة لهذا الانخراط الثابت، كان انضمام السيد أتاني إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة سنة 2007 بمثابة نقطة تحول حاسمة، وذلك بفضل دوره كمسؤول على البرنامج من أجل مبادرة مشتركة ومبتكرة تضم عدة شركاء، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وميكروسوفت.
وفي إطار هذه المقاربة، لم يدخر السيد اتاني أي جهد من أجل ربط جامعات مرموقة بهذه المبادرة المبتكرة، على غرار جامعتي “ييل” و”كورنيل”، وذلك بهدف تعزيز الوصول إلى المعلومات العلمية في البلدان النامية.
وفي حديثه إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، لم يخف السيد أتاني، وهو من مواليد منطقة الشاوية، اعتزازه وسعادته الغامرة بالانتماء إلى وطن عظيم، مبرزا تاريخ المملكة المغربية المشرق، وتقاليدها العريقة، ومكانتها بين الدول العظمى، وذلك بفضل السياسة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مختلف المجالات.
كما أكد فخره والتزامه الكامل باعتباره “مدافعا متحمسا” عن القضايا البيئية والإنسانية، من خلال مقاربة تعتمد على تأثير الابتكار، وهي صفة مشهود له بها، نظرا لإلمامه بالملفات البيئية الكبرى واشتغاله اليومي في تدبير التحديات التي باتت تواجهها أكثر من أي وقت مضى.
ويؤمن السيد أتاني بأن المثابرة، والثقة بالنفس، والالتزام والشعور بالمسؤولية تؤتي ثمارها، داعيا شباب القارة بشكل عام، والشباب المغربي إلى صياغة أحلام لهم والعمل على تحقيقها، من خلال التكوين والثقافة والابتكار والتكنولوجيا والعلم والمعرفة، حتى يكونوا في مستوى التحولات التي يشهدها العالم.