تسلّم مجلس الشيوخ الأمريكي الإثنين رسمياً القرار الاتّهامي الذي أصدره مجلس النواب بحقّ الرئيس السابق دونالد ترامب لمحاكمته برلمانياً بتهمة التحريض على اقتحام الكابيتول، لينطلق بذلك أول إجراء في تاريخ الولايات المتحدة يرمي لعزل رئيس سابق.
وحسب ما تناقلت صحف دولية فقد قامت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب بتعيين النواب التسعة “مدّعين عامّين” في المحاكمة المرتقبة للرئيس السابق، والذين حملوا القرار الاتهامي وانتقلوا به في موكب سار وسط صمت مهيب من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ، مخترقين نفس الردهات المزينة باللوحات والتماثيل والتي اجتاحها أنصار ترامب في 6 كانون الثاني/يناير.
وفي ذلك اليوم أيضا يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ اليمين ليصبحوا محلفين في هذه الآلية التاريخية لسببين، إذ أنها المرة الأولى التي يتعرض فيها رئيس أميركي لآليتي عزل، والمرة الأولى التي يحاكم فيها رئيس بعد خروجه من البيت الأبيض.
وحمل النواب التسعة الذين عيّنتهم رئيسة المجلس نانسي بيلوسي “مدّعين عامّين”، بيان الاتهام وعبروا به وسط صمت مهيب مساء الإثنين الأروقة الطويلة المزينة باللوحات والتماثيل المؤدية إلى مجلس الشيوخ والتي اقتحمها متظاهرون مؤيدون لترامب قبل أقل من ثلاثة أسابيع.
ثم تلا رئيسهم جايمي راسكين التهمة الموجّهة إلى الرئيس السابق والتي لا يزال وقعها شديدا على أعضاء مجلسي الكونغرس الذي كانوا بأنفسهم شهودا لا بل هدفا لأعمال العنف. وأعلن النائب الديمقراطي عن ولاية ميريلاند أن ترامب حرّض “على العنف” و”عرض أمن الولايات المتحدة ومؤسساتها للخطر الشديد”، مشيرا خصوصا إلى ما أدلى به الرئيس السابق من “تصريحات خاطئة” أنكر فيها فوز خصمه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وترامب متهم بتحريض أنصاره على مهاجمة مقر الكونغرس في وقت كان أعضاؤه يصادقون على فوز بايدن بالرئاسة. وقبيل الهجوم الذي خلّف خمسة قتلى، قال ترامب مخاطباً المتظاهرين “لن تستعيدوا بلادكم مطلقاً إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء”.
وبعد أسبوع على الهجوم، صوت مجلس النواب في 13 يناير على توجيه التهمة إلى ترامب ضمن آلية عزل.
وأثارت مشاهد العنف صدمة في الولايات المتحدة ودفعت العديد من الجمهوريين الى التنديد بسلوك الملياردير المتقلّب. لكن إدانته في مجلس الشيوخ في هذه المرحلة تبدو غير مرجحة إذ لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى ناخبيه، وبدعم أعضاء أساسيين في مجلس الشيوخ.
وبات الديمقراطيون يسيطرون على الكونغرس لكن غالبيتهم ضعيفة جدا في مجلس الشيوخ المنقسم بالتساوي بين خمسين مقعدا لهم وخمسين مقعدا لخصومهم الجمهوريين، وفي حال التعادل في أي عملية تصويت، يمكن لنائبة الرئيس كامالا هاريس ترجيح الكفة لصالحهم.
لكن إدانة ترامب تتطلب 67 صوتا، وهو هدف يبدو من الصعب تحقيقه.