مجلة بريطانية .. المغرب، بلد ذو “أهمية استراتيجية” بالنسبة للمملكة المتحدة

سلطت صحيفة “هافينغتون بوست” الدولية، اليوم الخميس، الضوء على التعاون الوثيق بين المغرب والمملكة المتحدة، مؤكدة على أن المغرب ي عد شريكا ذو “أهمية استراتيجية” بالنسبة للندن.

وفي مقال لجو باول، عضو مجلس العموم (الغرفة السفلى في البرلمان البريطاني)، عن حزب العمال الذي يقود الحكومة، أشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة قطاعات توفر فرصا للشراكة بين البلدين، من بينها الاقتصاد، والطاقة، والأمن، والابتكار، والرياضة.

وقالت”هافينغتون بوست” في هذا المقال، الذي ن شر تزامنا مع انعقاد قمة عالمية حول الأمن الطاقي في لندن، إلى أنه في عصر تسوده حالة عدم الاستقرار العالمي، أصبحت قضية الأمن الطاقي تكتسي أهمية مركزية.

وفي هذا السياق، يقول السيد باول إن التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة يعد استراتيجيا، مؤكدا أن الشراكة بين الرباط ولندن توفر فرصا مهمة لتحقيق الأمن الطاقي.

وفي معرض تطرقه لمزايا التعاون المغربي البريطاني في هذا القطاع، اعتبر السياسي البريطاني أن التعاون مع المغرب في هذا المجال تحديدا يمثل”استثمارا استراتيجيا في قدرة المملكة المتحدة على الصمود في مجال الطاقة، يتم بناؤه مع شريك مستقر وعريق، هو المغرب”.

من جهة أخرى، سلط السيد باول الضوء على الجوانب المتعددة للعلاقات المغربية البريطانية، التي تمتد لأكثر من 12 قرنا.

OCPDSIAM

وأوضح في هذا الصدد أن المغرب، الذي لا يبعد سوى أقل من ثلاث ساعات طيران عن لندن، يعد شريكا تجاريا رئيسيا للمملكة المتحدة، مذكرا بأهمية التبادلات التجارية والفلاحية بين البلدين، دون أن يغفل الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب كفاعل دولي صوته مسموع ويحظى بالاحترام في مجال الحفاظ على الأمن.

ولم يفت السيد باول الإشارة إلى التعاون المغربي البريطاني في قطاع الابتكار المتقدم. وذك ر بأن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اغتنم فرصة مشاركته في مؤتمر دولي ع قد في نونبر الماضي بمدينة لاغوس (نيجيريا)، لتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يضطلع به المغرب في سلسلة التوريد الخاصة بقطاع السيارات المعتمدة على الطاقات الجديدة.

وخلال هذا المؤتمر، سلط وزير الخارجية البريطاني الضوء بشكل خاص على المكانة الاستراتيجية التي تحتلها المملكة في إطار الانتقال الطاقي.

وأشار السيد باول إلى أن المغرب، بفضل قدراته الإنتاجية القوية وموقعه الاستراتيجي في السوق الأوروبية للسيارات الكهربائية، يتموقع جيدا لتحفيز الابتكار والتنمية المستدامة في هذا القطاع، لافتا إلى أنه في وقت تسعى فيه المملكة المتحدة إلى تعميق شراكاتها التجارية والطاقية، يفرض المغرب نفسه كحليف ثمين، يوفر فرصا واعدة للنمو المستدام والتقدم التكنولوجي.

وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمملكة المتحدة تمتد لأكثر من 800 عام، مما يجعلها من أعرق العلاقات الدبلوماسية في العالم. وبحسب السياسي البريطاني، فإن هذه العلاقة لا تقتصر على المجالين السياسي والاقتصادي فحسب، بل تشمل أبعادا ثقافية وإنسانية ت شك ل أرضية خصبة لشراكة أكثر عمقا بين أمتين وشعبين يمتلكان حضارتين ضاربتين في عمق التاريخ.

وخلص الفاعل السياسي البريطاني إلى القول إن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، التي سيستضيفها المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، تقدم “فرصة ممتازة” للمضي قدما وتعزيز هذه الشراكة بين المملكتين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد