اهتزت مواقع التواصل الإجتماعي أمس الثلاثاء على وقع انتشار فيديو يوثق لحظة محاولة شاب لإغتصاب تلميذة في منطقة خالية من المارة حيث اقدم على نزع ملابسها بطريقة أثارت غضب المغاربة الذين اعلنوا عن تضامنهم بإطلاق “هاشتاغ” (#واش-معندكش-ختك ) تلك العبارة التي كانت ترددها الفتاة في الوقت التي كانت تنتهك برائتها .
هذا وتم القبض على الجاني مساء أمس الثلاثاء بمدينة الدارالبيضاء من طرف العناصر الأمنية التي كثفت جهودها من أجل الوصول إليه فيما لا يزال البحث جاري عن الشخص الذي وثق لحظة محاولة الاغتصاب .
وعلاقة بالموضوع أكد الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي في تحليل له أن السبب وراء ذلك الفعل الجرمي راجع إلى العديد من الرواسب المتمثلة في الواقع المظلم و المستقبل بلا رؤية أمام الشباب حيث أنهم قد فقدوا الثقة في كل شيء وأصبح حلمهم الوحيد الهجرة إلى بلدان الأضواء بعد ان فقدوا كل أمل في مجتمعهم بل أصبحوا كأعداء له لا يشعرون أنهم ينتمون إليه في غياب أي مرافقة لهم فلا يجدون من يشفق عليهم، بل صاروا يرون أنفسهم مرفوضين لا صوت لهم ولا وجود لهم كأنهم أشباح تائهة. و تزداد الأمور تعقيداً و سوءاً حين لا تُعطى لهم الفرص للبناء وهكذا لا يبقى أمامهم إلا الانجراف في دوامات التدمير لإبراز وجودهم والانتقام من المجتمع الذي أهملهم.
ونسب أيضا جواد مبروكي هذه الظاهرة التي تنخر مجتمعنا إلى غياب التربية الجنسية عن المدارس والبيوت التي تستند إلى قواعد أخلاقية متينة وتعلم أولا الاحترام التام للذات وللغير والمساواة بين الجنسين وتقنين الشحنة الجنسية وتقويم السلوك الجنسي، كما أن التسيب في التعامل مع التحرش الجنسي في الشوارع سبب رئيسي في انتشار الظاهرة.
وكشف مبروكي أن ما يقع في شوارعنا ما هو إلا مقياس حراري لدرجة جودة التعليم والتربية المنزلية، حيث أكد على الشاب بصفة عامة تبشع بأفكار غير سوية جعلته يتجرأ على الاغتصاب في وسط الشارع وبمساعدة أصدقائه الذين يصورون مهارته في السعي وراء ممارسة الجنس والتفاخر بـ شدة فحولته، كما أشار إلى أن الدين بصيغته الحالية فشل داخل المجتمع في مهمته وهي صيغة تهتم فقط بالطقوس والشكليات وتركز على الحرام قبل الحلال بحيث صارت فارغة من القيم الروحانية.