ما هكذا تورد الإبل يا رئيس الحكومة

استمعت بكثير من الاندهاش والاستغراب الى تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بعد الجلسة الشهرية بمجلس النواب ليوم 28/5/2018، أصبت بالحيرة والقلق حتى لا أقول بخيبة الأمل والخوف على قضيتنا الوطنية الأولى.

 وحتى أضعكم  أمام خطورة ماقاله، سأنقله لكم حرفيا مع الإشارة إلى أنه كان يتحدث عن الموضوع في منتهى الزهو والفخر ، حيث قال “وبخصوص الترافع المدني حول القضية الوطنية،فقد تم في اطار تعزيز الدور الأساسي للمجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية تسطير مشروع متكامل لدعم قدرات الجمعيات في مجال الترافع حول القضية الوطنية،وتكوين الفاعلين المدنيين الشباب وتعزيز امكانات التصدي للطرح الانفصالي في المنابر الأممية،والدولية، ورفع وتيرة التفاعل وقوة الرد والترافع من طرف الجمعيات في العالم الرقمي والشبكات الانفصالية”.

ومما زاد الطين بلة قوله كذلك” قضيتنا مربوحة لأنها قضية حق وإجماع وطني وتلاحم شعب وملك ونخب سياسية.

السيد العثماني

الا تخجل الحكومة من نفسها وهي تهيء فنادق 5نجوم في مراكش، ومايتلو ذلك من بذخ وإسراف وأموال طائلة لتهييء ما قلته -السيد العثماني- والقضية مر عليها أكثر من اربعة عقود وجمعيات المجتمع المدني لاتزال في اعتقادك تتلمس خطاها الأولى للدفاع عنها.

ألا ترى معي أنه بتصريحك هذا تعترف بالجهل المركب والمطبق لجمعيات المجتمع المدني  بقضيتنا الأولى؟

أليس من العار ان ينكبوا الان على قراءة جزئيات وكليات مايتعلق بها. وكأنها لم تكن تعنيهم من قبل؟

هل كانت قضايانا الوطنية والمصيرية الكبرى ونحن نقارع الاستعمارين الاسباني والفرنسي وبقية الدول الأخرى، وما تلى ذلك من تحديات خضناها بشرف كبير تحتاج منا الى الاجتماع بالفنادق الكبيرة وماينجم عن ذلك من إسراف مادي حتى نتعلم ماذا سنقول؟ وماذا سنفعل؟

السيد العثماني ان الوطنية الحقة والدفاع عن الثوابت  يجري في عروق الكثيرين ممن لايحتاجون الى مشروعك المتكامل لدعم قدرات جمعياتك المدنية للترافع حول القضية الوطنية.

أما عن النخب السياسية الفاشلة والتي منها من لايستطيع النطق بشكل سليم حتى بأسماء بعض المدن الصحراوية  كمنطقة “تفاريتي” مثلا فعليك ان تعلم جيدا أن الأخطاء الكبرى في قضيتنا الوطنية الأولى كانت وراءها النخب السياسية المتعاقبة على الملف، والتي أبانت عن عجزها الكبير اتجاه هذه القضية.

إن الوقت الذي ينتظر  فيه أن تعقد عدة اجتماعات لجمعيات المجتمع المدني من أجل ماذكر ستكون المنظمات الدولية، والقارية ذهبت بعيدا في مالانرضاه لقضيتنا الوطنية تحت ضغط الجزائر وصنيعتها البوليزاريو الذين يجوبون أصقاع العالم دفاعا عن اكذوبة وأطروحة يملك الكثير من أبناء المغرب الأدلة الدامغة والحجج القوية من أجل التصدي لها دون انتظار تلقينهم ذلك من أية جهة.

 السيد العثماني اعط “القوس لباريها” وما اكثرهم من مختلف جهات المغرب، أما الاسراف والبذخ والتبذير في فنادق 5نجوم ،فلن يزيد الطين الا بله.

كفاكم من الضحك على الذقون واستغفالنا واستبلادنا حتى في أهم قضية من قضايانا الوطنية.

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد