ماهكذا يكون ” إكرام الموظف”

“قررت الحكومة صرف أجور الموظفين لشهر غشت مبكرا قبل حلول عيد الأضحى” الخبر في ظاهره مفرح للموظفين، ولكنه يبقى فرحا لحظيا لأن سلبياته أكثر من ايجابياته.

عندما تصرف لموظف راتبه الشهري الذي لايملك غيره قبل أوانه، فأنت تحكم عليه بان يقضي ماتبقى من الشهر في دوامة الدين والسلف، وتفرض عليه أن يخلط أوراقه من جديد.

بدت الحكومة منتشية بما فعلت توزع بلاغاتها على الصحافة وكأنها قامت بإنجاز عظيم.

عندما تريد الحكومة أن تظهر اهتمامها وتقديرها لظروف الموظف -الذي يجد نفسه في دوامة عندما تجتمع عليه الكثير من الالتزامات الأسرية من عيد ودخول مدرسي وعطلة- فما عليها سوى دعمه بمساعدة مالية، أو راتب شهر مضاف دون ان تمن عليه براتب هو له أصلا، ويتعايش معه كل شهر ومايتخلل ذلك من اقتطاعات بنكية وما الى ذلك.

مساعدة الموظف على تجاوز هذه الوضعية الصعبة، لا تكون بهذه الطريقة، فتغيير الوقت ليس منحة ولا مساعدة، وعندما تريد الحكومة “إكرام” الموظف فلتكرمه بعيدا عن راتبه/حقه…

أن تقرر الحكومة صرف الرواتب بسرعة فهذا أكبر دليل على انها تعي جيدا أن الموظف المسكين لايملك سوى راتبه الشهري ليفرح به أبناءه وتعي أكثر أنها مطالبة بمساعدته عندما تتكالب عليه المناسبات، فلماذا لاتكون هناك اجراءات أكثر انسانية وأكثر قوة من مجرد التسريع بهذا الأمر، أو اتركوه يتدبر أمره.

في البلد الذي تعتبره النخبة و الحكومة عندنا مثالا أعلى يحتذى به في الكثير من الأمور إلا في كل ماهو إيجابي ومفيد للمواطن للأسف نتحدث هنا عن الجمهورية الفرنسية، فالحكومة عندهم تعطي منحة أعياد رأس السنة وتقدر ب 150 اورو تقريبا للمواطن وتصل إلى 450 أورو لأسرة متوسطة بأربعة اولاد أي في حدود 5000 درهم مغربية تصرف لهم في مطلع شهر دجنبر ليكون لديهم متسع من الوقت للإستعداد لأعياد الميلاد وقد استفاد من هاته المنحة سنة 2017 فقط 2,5 مليون مواطن فرنسي.

في هذه الحالة فقط يمكن التطبيل والتهليل وكتابة البلاغات، وفي هذه الحالة أيضا فقط يمكن أن يشعر المواطن ان الحكومة تساعده وتقف معه في وجه الظروف المعيشية الصعبة التي تجعل منه مواطنا بئيسا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد